ديكتاتورية نملة
قصة قصيرة
يكتبها /ياسر حسن
إستيقظ الأسد فنظر حوله فلم يجد الكرسى فصاح بأعلى صوته مين إللى أستجرا وأخده ، مين إللى تجرأ وعملها ،فإذا بمستشاره السياسى ورئيس الديوان يهمسون فى اذنه دى (النمله) وما أن سمع إسمها حتى تعلثم فى الكلام وتخبطت أرجله فى بعضها ثم أراد أن يصيح فلم تخرج الصيحة فامسك برئيس الديوان وقاله إيه إللى حصل ؟
فقال له جنابك كنت مسافرتستريح يومين فى جمصة ورجعت بالليل متأخر وسكران طينه وإذا بالنملة تأتى مبكراً وتجلس على الكرسى وتقول لو حد حاول يستجرى يقعد تانى حأقطع إيده ورجله !!
وأثناء الحوار حدث هرج ومرج وإذا بالحرس يجرى يمنة ويسرة فنظر الأسد من بعيد فوجد النملة تدخل وفى يدها شنطة سيمسونيت سوداء وتشير بأصبعها الصغير إنت لسه عندك يا أسد مش تروح تلّم هدومك وتسافر على جزر الكاريبى ولا سويسرا تقضى بقية حياتك هناك أحسن ما أصدر أمرباعتقالك وسجنك مدى الحياة ،وارتجف الأسد وبدت علامات الخوف من النملة وصاح طب ليه وهو إيه إللى حصل من كل ده دا الشعب كسيته وأكلته ودخلتله التليفون ببلاش ورصفتله الشوارع وكمان جبتله دش !!!
فقالت النملة ياراجل ياكركوب أكل وشرب إيه دا العيال عندها أمراض منيله بنيله والأمراض أنتشرت أكتر من مره ناهيك عن الرشوة اللى زادت فى عصرك والحرميه مسكوا الحكم فى عهدك وبلاوى كتير بلاش أحسنلك !كل ده وعملت إيه ؟
قدامك 24 ساعة تلم فروتك وتخرج ، فطأطأ رأسه وانخفض صدره وخرج ثم صعدت النملة على الكرسى وقالت من الأن فصاعداً إنتهى عصر دولة الديكتاتورية وبدأ عصر الديمقراطية والصناديق الشفافة ،وأول قرار لى هو تعيين السيد البرص وزيراً للداخلية فنادت عليه فلم تجده ثم صاح أنا هنا ياريس موجود فوق على الحيطة فنظرت له وقالت مطلوب منّك تسجن أى مرتش وراش وتسجن أى متهر ب من مكان عمله ومزوغ وتسجن أى مشاغب بلطجى فاهم يا برص فضحك البرص بس كده يكون 90% من الشعب مسجون فقالت له إسجن خلى البلد تنضف .ثم أصدرت قراراً ثانياً بتعين الغوله وزيرة للخارجية وقالت له مهمتك تتعامل معانا اهلا وسهلا أما ماترضاش تتعاون معانا هدديها انك حتكليها ، ثم أصدر ضفدع وزيراً للشباب والرياضة من الساعة 6 صباحاًُ الناس تنزل تعمل تمارين الصباح وتروح على اشغالها . وهكذا بدأت انملة حكمها الرشيد فى دولة (إصلاح ستان )والتى تقع بين الصين واليابان .
لم يهدأ للأسد جفن فقد طردته النملة شر طرده وأزاحته من على الكرسى بعد عفن وشاخ لكنه أقسم ألا يطلع عليه النهار إلا وعاد الى العرش المبجل وللنغنغة مرة أخرى زفأمر ولى العهد ( شبولو) أن يحضر له اتنين رجاله جامدين مخلصين وينتظروه أمام صيدلية الشعب الساعة واحدة بالليل ، فحضروا جميعاً إلا الأسد فانتظروه فوجدوا سيارة سوداء تخرج منها سيدة فلم كشفت عن نفسها وجدوه الأسد فخرجت ضحكاتهم دونقصد فقال لهم بتضحكوا على خيبتكم التقيلة ما الهم طيلنى وطيلوكم ، المهم دلوقت واحد منكم يتصل برئيس الدولة العظمى مش من تليفونه المحمول من السنترال بتاع أم السيد وتقولوا يبعت لنا طورين تلاته يغتالوا النملة وارجع تانى الرئيس علشان الشغل إللى ما بنا ما يقفش ، وعاوزك يا شبل تتصل بدولة إبنتها الصغرى تقولها تبعت كام تعبان يلدغوا النملة علشان تغور ونستريح منها .
ونتقابل بعد إسبوعمن النهاردة
فى نفس الوقت كانت النملة تمر فى أنحاء الجمهورية محافظة محافظة وتوزع عليهم الطعام يداً بيد وتتناقش مع من يقابلها فأستوقفتها ذبا بة .وقالت طول عمرى نفسى أسم على الريس وأتصور معاه بس الحرس دايماً بيهشنى ، فأشارت إلى وزير الأعلام دبور ديجيتال أن يلتقط صورة لهما . وجاءت شاكية أخرى من أسفل النهر وكانت هذه المرة سمكة الشاخورا وقالت المياة متلوثة من الترع والمخلفات ومن المصارف فأمرت بعدم صرف المخلفات حتى لايموت السمك .
ثم قامت النملة بافتتاح كوبرى السلام والمحبة بين (إصلاح ستان وعناد ستان ) ثم تبادل الرئيسان الفول والفلافل وهى المرة الاولى التى يزور فيها الرئيس عناد ستان منذ مايقرب من 30 سنه ثم حبسا الفول والفلافل باتنين شاى عند أم ميمى بتاعت الشاى !!
وبعد اسبوع من الزيارات والمقابلات والنشاط انطلقت الجماهير الوفيه الى اعمالها ومدارسها فى سعادةو سرور وسيطرت الطمأنينة على الجميع وأمتلات الخزن بالاموال الفائضة بعد توزيع الاموال بالعدل على الشعب ،لدرجة ان النملة جلست ليلاً أمام الدش تفكرماذا تفعل بالمال المتبقى لكن مع الأرهاق غفت غفوة كبيرة فطرق بابها طارق لم تعرفه من قبل فقام بلى ذراعها وأمسك بفمها ثم ازاحت الوشاحمن على وجهه فوجدته السيد برص فنظرت وقالت كده برضك يابرص فقال لها معليهش يانملة أصل الأسد حالف يموتنى بالجزمة ولو مانفذتش الكلام .
فلم يمهل القدر البرص والاسد بالانقلاب حتى دقت الساعة السادسة فوجدوا الشعب أمام قصر الرئيسة وطرقوا الباب عليها فلم ترد ففهموا ان يكون طارق قد أصاب النملة فصاحت ادى العاملات الحقوا الرئيسة فما كانت غلا ثوان حتى طار الشعب على البرص والأسد وقيدوا حركتهم وأمسكوهم وصدر قرار باعتقالهما فى سجن (إصلاح ستان ) مدى الحياة حتى يكونوا عبرة لغيرهم من المسئولين الافاسدين ، وهكذا أنهت نماة ديكتاتورية الأسد بل وأصبحت هى ديكتاتوره على الشر إذا كانت الديكتاتورية تصلح للحيونات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق