رئيس من كوكب تانى ..بقلم ياسر حسن

رئيس من كوكب تانى ..بقلم ياسر حسن

التاريخ ما هو إلا سجل لحياة الأمم لا يخطئ ولا يخفي ما وراءه و واجب الإنسان أن يعرف ماضي أمته وما قامت به للحق والفضيلة. فماخرج علينا الرئيس المنتخب محمد مرسى ، بعد ساعات من فوزه برئاسة جمهورية مصر العربية ، ليحبط المتأمرين ويرسل بعدة رسائل الى أولى الألباب ،ان هذا النصر الذى جاء ما هو إلا من عند الله وأنه لولا ثورة 25 من يناير ما كنا لنشاهد تلك الرسائل التى أدهشنا بها "مرسى" فى ساعات قليلة.

ان انتصار الثورة المصرية وفوز الدكتور محمد مرسى ،أرسى فى الدولة المصرية الحديثة نماذج قلما تجد رئيس دولة يصنع هذا العجيب ، ويضحى حديث البسطاء والمهمشين ،فالأنباء التى تأتى من داخل منزل الرئيس أو "الأوامر" التى يصدرها للحرس الجمهورى ورئاسة الجمهورية دليل كبير على أن سيادة الرئيس "مش بيهزر" وأن الرئاسة ليست شرم الشيخ وأكلات الكافيار وموكب ضخم.

ففى يوم واحد يتحفنا الرئيس محمد مرسى بثمانى زيارات حيث التقى الجنزورى والمجلس العسكرى واسر الشهداء واكاديمية الشرطة ووفد الكنيسة والازهر ومفتى الجمهورية ومجلس الشعب والشورى ورجال القضاء ، مما تعجب المواطنين ،"أمال اللفندى التانى كان بيعمل إيه " وهذا بالتأكيد حرص من الرئيس المنتخب على أهمية دور المنشأت والمؤسسات المصرية بجميع فروعها.

ان عمر رضي الله عنه كان مثلاً أعلى لرعيته.  مرةً عين والياً وأراد أن يمتحنه فسأله ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ فقال أقطع يده بحسب أحكام الفقه، فقال عمر إذاًَ إن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك قال له يا هذا إن الله قد استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم ونستر عورتهم ونوفر لهم حرفتهم فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها إن هذه الأيدي خلقت لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلها بالمعصية.

أدرك هذا الخليفة الراشد أن حق العمل هو حق لكل إنسان وأن الإنسان حينما يعمل يتألق وحينما تفشو البطالة في أمة أو تفشو البطالة المقنعة يعني دخل لا يكفي صاحبه أياماً معدودة إذاً سوف يخلق للناس آلاف المشكلات كي يرمم دخله القليل فإن لم تشغل هؤلاء بالطاعة شغلوك بالمعصية.

أما ما أحدثه الرئيس مرسى من ساعات قلب الدنيا مما استرعى انتباه  الماره عندما وجدوه يشير إليهم فى سيارته دون موكب فخيم او اسطول من السيارات المرسديس ولا تعطيل للمرور لمدة ثلاث ساعات ، ولا إرهاق للامواطنين الغلابة فى حر مصر ،وها هو يرسل نفس الرسال التى تربى عليها الصحابة من قبل وما تربى عليه الرئيس محمد مرسى ليس ببعيد لانه من نفس المنهج والنسل الذى أخرج أجيالاً تتقى الله عزوجل.

ان الأحاديث التى توالت والتى ستتوالى بعد ذلك على رئيس مصر المنتخب ، ستؤكد ان اختيار الشعب له كان صائباً وما فعله الرئيس من ايقاظ حرسه الخاص والصلاة فى المسجد فجرا ، بدلاً أن "يسب لهم الدين" لهم ولأهليهم لأنهم قصروا فى احضار الفتور المخصص او نسوا شئ ما ، او يأمر هؤلاء الحراس الذين وجدهم فى عين الشمس واقفون منذ ساعات فأمرهم ان يرتاحوا فى الظل ، انها بداية الدولة المؤمنة التقية النقية التى سيخرجها الله عزوجل مما كانت عليه ويقودها الى مصاف الدولة التى كانت من قبل.

فالرئيس المصرى محمد مرسى يردي ان يقيم العدل ،لأن إقامة العدل عنده فريضة وربما سيضحى بشيء كبير من أجل إقامة العدل دائماً في الأمة إما أن تتفوق المبادئ أو الأشخاص فإذا تفوقت المبادئ فنحن بخير.

أحسب أن فوز الدكتور محمد وأنتصار الثورة ه الجهاد الاصغر الذى عدنا منه ، أما الأن فإننا نستعد للجهاد الأكبر فى تنمية مصر وعودة لم الشمل بين جميع المصريين ورغم اشفاقى على الدكتور محمد مرسى وأحسب انه لاينام إلا قليلاً مخافة ألا تحدث حادثة يسأل عنها يوم القيامة ،راجياً ان يسمع مثلما سمع ابن الخطاب "عدلت فأمنت فنمت ياعمر".

احنا مش اسفين ياريس


احنا مش اسفين ياريس


بقلم :ياسر حسن


يا اخى الناس دى مايعجبهش العجب لا الصيام فى رجب ، الرجل انطس 25 سنه هو وعياله  امال عايزين يعدموه ، سيبوا الراجل يقضى اليومين دولا ف السجن ، كانت هذه احدى حوارات عم فرج السايس ،بعد ان حكمت المحكمة عليه ، لم تكن كلمات عم فرج تنم على جهل منه نلكنها بلا شك افضاء لما يسير عليه المجتمع الأن من تلك المحاكمة ،او كما اطلق عليها محاكمة القرن.

التصور الأن فى الشارع قد انقطع ثلاثه ،الأول وهو خاص بالصفوه ويقول ان هذا الحكم عادل عادل عادل ، اما الثانى وهو خاص بالكادحين ،فيقول ان الاحكما التى صدرت على مبارك ميه ميه ، اما الحكم الاخر فهو ظلم "يقصدون نواب العادلى" ويتساؤلون ؟اذا فمن قتل الثوار ايام الثورة ، والجزء الثالث فهو خاص بالمغيبين ،الذين ليس فى الطور ولا الطحين ،فمنهم من يرى عدل المحكمة ومنهم من يقول ويرجع حال البلد خلينا نخلص ودى تمثيلية.

والحقيقة بعد ان تسائلت وقلت هل فعلاً مبارك مظلوم وان الشعب القاسى هذا ظلمه بعد تاريخ طويل من الكفاح ،بل استعير كلمة "ادمن .اسفين ياريس" ريسنا حارب فى 73 وجاب النصر ، ريسنا عمل للبلد كتير اوى ، ريسنا وقف البلد على حيلها ، ريسنا مش خاين زى ناس، ولا اقصد هل كان يعنى بكلمة خاين ولا لأ ! طبعاً مش أنا أنا ،ولكن يقصد الثوار الذين كانوا يأكلون "كنتاكى "ويوصلوهم الدولارات من قطر!
لكنى أعود ،فأنظر فى هذا الكلام بعد مشاهد البكاء الساخن الذى دفع اهالى الشهداء الى البكاء ،بعد براءة الملائكة من تهم القتل "الشاعر وفايد والمراسى وعبد الرحمن " حتى مات والد شهيد كان ينتظر تلك اللحظة ويقوم بعدها بتوزيع الشربات على الواطنين امام قاعة المحكمة .

لكن القدر لم يمهله حتى مات مصدوماً قلبه مجروح عيناه معلقتان فى السماء ،كأنه يشكوا بثه وحزنه الى الله ،وبدل الشربات ،وزع عليه ليلاً قهوة سادة ،أضيف إلى بيته مكاناً خاوياً وسريراً خاوياً اخر ،بعد استشهاد ولده فى يوم 28 يناير .

وقعت فى يدى بعض القصاصات التى اكدت لى ان مبارك ، الرئيس والاب والقائد ،بالفعل ظلمناه ، وان ربنا حيحاسبنا حساب الملكين يوم الدين ،لأننا بالفعل لم نقدر هذه الجوهرة الثمينه التى تدعى "حسنى مبارك وحاشيته " وقذفناها قذفاً فى مزبلة التاريخ ،ولم ندرى ماقيمة هذه الجوهرة ، تلك الجوهرة التى عثرت على بعضاً من انجازتها هى أن أول ما ستسمعه هوإنشاء الكباري والمجاري طبعاً، وللغرابة فالمجاري طافحة في مصر طيلة عصر الرئيس، حتى إنها مخلوطة بمياه الشرب الذي يضعه المصريون في جوفهم ومعدتهم !!

 أما الكباري فهي كباري الموت التي ريوح ضحية طرق مصر وكباريها سنوياً ويموت بسببها أكثر ممن فقدتهم مصر في الحروب مع أعدائها، سيقولون زيادة عدد المدارس والتلاميذ في تعليم ليس هناك أسوأ ولا أجهل منه، ومع ذلك فإن زيادة عدد المدارس وتضاعف عدد التلاميذ تطور طبيعي وعادي للغاية، نتيجة تزايد عدد السكان والأطفال في سن التعليم، وأي حكومة في الوجود كانت ستفعل ذلك ودون قرف من الشعب ومعايرة له على تختة الفصل، ومع ذلك فنسبة التسرب من التعليم مذهلة، ومستوى التعليم منحط، ومباني المدارس آيلة للسقوط .. وغلبنا شرح في أن هناك فصولا تضم مائة تلميذ .. آه والله العظيم، وأن هناك تلاميذ يأخذون معهم الكراسي للمدرسة كي يتمكنوا من الجلوس في الفصل والعيال بتغيب من المدرسة "شهور" قبل الامتحانات.

طبعاً حتقولى ،انتا متحامل ليه على الريس ، ما كل الدول يا أخى فيها الكلام ده ، دا إحنا احسن من غيرنا نشوف الصومال ..شوف السودان ..شوف العتبة ..الديزه .ميدان عابدين على رأى أخونا "اللمبى" بلاش تقطع فى الراجل وهو مش موجود معانا ، وبلا ش تكتر سكاكينه .
طبعاً اخونا البوعدا ،بيحسبو انى بتحامل على الجوهرة والملاك ده ، لكنه المشكلة انى مش لاقى حاجه عامله صح ولا خير ، بلاش ،شوفوا كده . قولوا لنا عن صحة المصريين شوية، غنوا لنا عن عافية وعفية الجسد المصري في عصر مبارك خصوصاً أعضاءه الأساسية الكبد والكلي والرئة، أين إنجاز "26" عاماً من الحكم؟ اكيد إنت عايز تقول معقولة يا ظالم (ده أنا) الرئيس لم ينجز في "26" عاماً ما يستحق الذكر؟ خلاص اذكره انت كده، قل لي الانجازات والإيجابيات اللي المفروض نتكلم عنها أحسن أكون مش واخد بالي، هيه إيه إن شاء الله؟

ما هي الإنجازات؟ هل مثلاً اكتشفنا علاجاً أو دواء اتكتب باسم شركة أو احتكاراً مصرياً ونوزع حق تصنيعه على العالم كله ونحصل على مليارات من ورائه؟ شوف إنتي .. بلاش .. 0ضع علامة صح أمام الإجابة الصحيحة)

هل اخترعنا طرازا من الصواريخ مثلا ومكتوبا باسمنا وينافس شركات السلاح العالمية في السوق والبيع؟

بلاش ... هل تمكنا من عالم تصنيع الحاسبات والبرمجيات، وأصبحت شركات الكمبيوتر عندنا تنافس إسرائيل (ثاني دولة في العالم في هذا المجال)؟ بلاش ... هل وصلنا لاختراع ناجح في مجال الري والزراعة وتحويل الصحراء الممتدة إلى أراضي زراعية هائلة؟ بلاش ... إحنا طول الوقت نبعت ناس للعلاج (بره) أو نجيب دكاتره أجانب للعلاج (جوه) هل سمعنا مرة عن مريض إنجليزي ولا صيني ولا ياباني جه يتعالج في مستشفاياتنا ....؟

بلاش ... هل كنا مشتركين ضمن عشرات الدول في العالم في اكتشاف ورسم خريطة الجينات الوراثية للبني آدم؟

بلاش ... هل صنعنا سيارة متطورة أو حتى أي جزء فيها وأصبح ملكنا عالميا؟ بلاش هل نجحنا في زراعة القمح في بلادنا بحيث لا نحتاج لاستيراد رغيف العيش ونسرطنه؟ بلاش خالص .. ما هو ترتيبنا في آخر دورة أوليمبية؟ ..

بلاش .. عملنا كام ميدالية ذهبية وفضية في "26" عاما؟ .. بلاش وصلنا كم كأس العالم، وهل عمرنا صعدنا لدور التمانية؟!

ها ،اوعى تقولى ان الراجل ماكنش ليه دعوة ، دولا كانوا شلة المفسدين والمنتغعين اللى حوليه ، وهو كان نايم ، اقصد كان بيلعب سكواش مع احمد برداة ،وقتها وماكنش فاضى ينزل يبص على "المصنع "اقصد " مصر" اللى كان بيدرها.

انها حقائق مره ، الأمر منها ،أننا نعلم وما يخفيه الزمان اشد ، لولا ستر الله ،لأصبحنا مثل دول الأن على ابوال العالمية او مثل دول على ابواب السيده زينب. بعد هذا القليل من الكثير ، اعتقد ان "اسفين ياريس " دلوقتى عايزين يبعتلولى "إسفين" ويرتاحوا منى ، لكنها اوجاع الشعب الذى لم يفرح سوى دقائق طوال عمره ، واتغم سنين طويله ،الخلاصه ،الفاتحه على روح المخلوع وربنا يصبرنا على مابلانا.