اثنان وعشرون عامًا مضت على اندلاع الانتفاضة الأولى.. بالفعل لم تكن أحداثًا عادية تلك التي عاشها الفلسطينيون منذ أن رجموا سلطات الاحتلال قبل 22 عامًا بالحجارة، بل أحداثًا ثورية شعبية توالت حتى أحدثت تغييرًا جذريًّا في معالم المشرق الإسلامي.
الذكرى الـ22 لاندلاع الانتفاضة الأولى تمر والفلسطينيون متمسكون بثوابتهم الفلسطينية، ويؤكدون يومًا بعد يوم أن الغرب والاحتلال لن يتمكنوا من سلب أرض فلسطين الغالية من النهر إلى البحر، ومن الناقورة إلى أم الرشراش، كتلة واحدة لا تقبل القسمة.
بداية أحداث الانتفاضة الأولى
بدأت انتفاضة المساجد أو الانتفاضة الأولى في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) من عام 1987م، وهدأت في العام 1991، وتوقفت نهائيًّا مع توقيع اتفاقية "أوسلو" البائسة التي وقِّعت بين كلٍّ من سلطات الاحتلال و"منظمة التحرير الفلسطينية" عام 1993م.
واستخدم مصطلح "انتفاضة" لأول مرة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية في أول بيان صدر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي تم توزيعه لأول مرة في غزة يوم 11 كانون الأول (ديسمبر) 1987م، وأطلق البيان لفظ "الانتفاضة" على المظاهرات العارمة التي انطلقت؛ حيث قال البيان: "جاءت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة؛ رفضًا لكل الاحتلال وضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السلام الهزيل، وراء المؤتمرات الدولية الفارغة".
وبعدها دخل المصطلح "انتفاضة" ميدان الصحافة العربية والأجنبية التي تناقلته بلفظه العربي كما تلقفته ألسنة المحللين والمؤلفين حتى في داخل الوسط الصهيوني.
استشهاد أربعة مواطنين بجباليا
في تاريخ الثامن من كانون الأول (ديسمبر) 1987م دهست شاحنة صهيونية يقودها مغتصب من أشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا البلد متوقفة في محطة وقود؛ ما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين.
وقد اكتفت الإذاعة بإعلان الخبر دون أن تركز عليه؛ لأنه كان عبارة عن حادثٍ يشبه العديد من الحوادث المماثلة، واعتبر الفلسطينيون أن الحادث عملية قتلٍ متعمدٍ.
وفي اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الصهيوني بجباليا البلد، فقام الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك في الحشود، ووسط المواجهات طلب الجيش الصهيوني الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة، ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير؛ لأن الانتفاضة اندلعت بعد ذلك بسبب تضافر عدة أسباب.
وإذا كانت الانتفاضة قد اندلعت بسبب قتل أربعة فلسطينيين على يد الاحتلال الصهيوني، فإن هناك أسبابًا عميقة لها تتمثل في عدم تقبل الاحتلال، حيث إن الشعب الفلسطيني لم يتقبل ما حدث له بعد حرب 1948، وبالذات التشريد والتهجير القسري، وكونه يتعرَّض لممارسات العنف المستمرة والإهانات والأوضاع غير المستقرة في المنطقة، إضافة إلى الجو العام المشحون والرغبة في عودة الأمور إلى نصابها قبل الاحتلال، كما أن معظم شعوب العالم لم ترض باحتلال قوة أجنبية للأرض التي كانوا يعيشون عليها منذ آلاف السنين.
غليان ثوري فلسطيني
ولعل الانتفاضة الأولى شكلت فشلاً ذريعًا للجهاز القيادي الصهيوني الذي لم يكن منتبهًا إلى الغليان الفلسطيني على الرغم من التحذيرات التي أبداها عددٌ من السياسيين الصهاينة، وانتقص قادة الاحتلال من شأنها؛ حيث اجتمع عددٌ من العسكريين في موقع جباليا الذي هاجمته الحشود الفلسطينية خلال الجنازة، وأمام حجم حركة الاحتجاج طلب الاحتياطيون الدعم، لكن المشرف على الإقليم رد بأنه لن يحصل أي شيء، وأضاف أن الحياة ستعود إلى طبيعتها في الغد، ولم يتم القيام بطلب أي دعم أو إعلان حظر تجول، لكن الاضطرابات لم تهدأ في اليوم التالي، ورفض أغلب السكان التوجُّه إلى أماكن عملهم، كما قام طلبة "الجامعة الإسلامية" في غزة بالتجول في الشوارع، داعين الناس إلى الثورة، وقد اشتعل فتيلها بالفعل.
في اليوم الثالث للانتفاضة توجَّه إسحاق رابين رئيس الوزراء الصهيونية آنذاك إلى نيويورك دون أن يأخذ أي إجراءات لمواجهة الانتفاضة لكي يضع الأمريكان في صورة الوضع، ولما عاد أعلن خلال كلمة له في الكنيست الصهيوني وقال: "سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، حتى ولو كان يجب المعاناة، وسنكسر أيديهم وأرجلهم لو وجب ذلك".
ووصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر شباط (فبراير) عندما نشرت صورٌ لجنود صهاينة يضربون فلسطينيين، ودارت تلك الصور حول العالم؛ ما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين، أما سلطات الاحتلال فقد اعتمدت سياسة الإيقاع بين الفصائل الفلسطينية، وفي نهاية المطاف فشل جيش الاحتلال في مواجهة أطفال الانتفاضة، واستنجد بحرس الحدود من أجل إخماد الثورة الشعبية.
وسائل الإعلام الأولية
كانت أكثر الطرق التي يتم من خلالها التواصل والدعم بين الناس والمقاومين ورجال الانتفاضة المنشورات والكتابة على الجدران؛ حيث كانت توزع المنشورات عند مداخل المساجد من قِبَل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة، أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس وتمريرها من تحت الأبواب، وجاء توزيع المنشورات كشكل من أنواع الإعلام البديل بسبب تشديد دائرة الرقابة على الوسائل الإعلام التي لم تستطع الوصول إلى الرأي العام الفلسطيني، وأيضًا مضايقة الصحفيين واعتقالهم، بالإضافة إلى قيام الاحتلال باتباع سياسة تعسفية من خلال الضرب والإيقاف من دون محاكمة والتعذيب إلى جانب إغلاق الجامعات والعقوبات الاقتصادية وبناء المغتصبات، ولا تزال هذه الممارسات مستمرة حتى يومنا هذا، أما الكتابة على الجدران فقد كانت هي الأخرى وسيلة مهمة يعلن من خلالها ملثمو الانتفاضة عن الإضرابات والمناسبات وإعلام المواطنين بالأمور والتطورات والإعلان عن العمليات وما شابه.
ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية
سعى الفلسطينيون عبر انتفاضة الحجارة إلى تحقيق عدة أهداف يمكن تقسيمها إلى ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية، كإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، وتفكيك المغتصبات الصهيونية، وعودة اللاجئين دون قيد، وتقوية الاقتصاد الفلسطيني تمهيدًا للانفصال عن اقتصاد الاحتلال، وإخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الصهيونية، ووقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء، وكذلك لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج، ووقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين من قِبَل الاحتلال.
تطورات استدعت انطلاقة "حماس"
كل هذه التطورات الخطيرة كانت تدعو إلى انطلاق حركة إسلامية نبيلة قادرة على حمل هموم الوطن والمواطن، والتصدي للمشروع الصهيوني؛ حيث إنه ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لبروز مشروع إسلامي جديد يواجه المشروع الصهيوني وامتداداته، ويقوم على أسس جديدة تتناسب مع التحولات الداخلية والخارجية، فانطلقت الحركة المباركة؛ حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لتعبِّر بشكل عملي عن تفاعل هذه العوامل، ولتكون نبراسًا للفلسطينيين في الوطن والشتات، ولتكون كذلك شوكة في حلق الاحتلال والتمدد الاغتصابي للعدو، ولقطع الطريق على كافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء عملية التنازل عن أرض فلسطين لليهود الصهاينة.
وعبَّر العدو عن قلقه بسبب انطلاق حركة "حماس" المجاهدة.. لقد باتت أحلام الصهاينة تحت تهديد المقاومة الإسلامية بقيادة "حماس"، فأثار بروز الحركة خوفًا لدى العدو، واستنفرت أجهزة الاستخبارات كل قواها لرصد هذه الحركة وقياداتها، وما إن لاحظت سلطات الاحتلال استجابة الجماهير للإضرابات وبقية فعاليات المقاومة التي دعت إليها الحركة منفردة منذ انطلاقتها، وصدور ميثاق الحركة، حتى توالت الاعتقالات التي استهدفت كوادر الحركة وأنصارها منذ ذلك التاريخ، وقد كانت أكبر حملة اعتقالات تعرضت لها الحركة آنذاك في شهر أيار (مايو) 1989، وطالت تلك الحملة القائد المؤسس الشيخ الشهيد المجاهد أحمد ياسين.
أمنيات التحرر
وحتى هذه اللحظة ينشد الفلسطينيون عبر نشيدهم الفلسطيني أغاني العزة والكرامة، أغنيات تحمل في ثناياها معاني الصمود والتحدي لسلطات الاحتلال التي لا تزال تزرع القتل والدمار في أرجاء فلسطين الحبيبة، أغاني يعزف الفلسطينيون على أنغامها ألحان التحرر من الاحتلال البغيض.
الذكرى الـ22 لاندلاع الانتفاضة الأولى تمر والفلسطينيون متمسكون بثوابتهم الفلسطينية، ويؤكدون يومًا بعد يوم أن الغرب والاحتلال لن يتمكنوا من سلب أرض فلسطين الغالية من النهر إلى البحر، ومن الناقورة إلى أم الرشراش، كتلة واحدة لا تقبل القسمة.
بداية أحداث الانتفاضة الأولى
بدأت انتفاضة المساجد أو الانتفاضة الأولى في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) من عام 1987م، وهدأت في العام 1991، وتوقفت نهائيًّا مع توقيع اتفاقية "أوسلو" البائسة التي وقِّعت بين كلٍّ من سلطات الاحتلال و"منظمة التحرير الفلسطينية" عام 1993م.
واستخدم مصطلح "انتفاضة" لأول مرة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية في أول بيان صدر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي تم توزيعه لأول مرة في غزة يوم 11 كانون الأول (ديسمبر) 1987م، وأطلق البيان لفظ "الانتفاضة" على المظاهرات العارمة التي انطلقت؛ حيث قال البيان: "جاءت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة؛ رفضًا لكل الاحتلال وضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السلام الهزيل، وراء المؤتمرات الدولية الفارغة".
وبعدها دخل المصطلح "انتفاضة" ميدان الصحافة العربية والأجنبية التي تناقلته بلفظه العربي كما تلقفته ألسنة المحللين والمؤلفين حتى في داخل الوسط الصهيوني.
استشهاد أربعة مواطنين بجباليا
في تاريخ الثامن من كانون الأول (ديسمبر) 1987م دهست شاحنة صهيونية يقودها مغتصب من أشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا البلد متوقفة في محطة وقود؛ ما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين.
وقد اكتفت الإذاعة بإعلان الخبر دون أن تركز عليه؛ لأنه كان عبارة عن حادثٍ يشبه العديد من الحوادث المماثلة، واعتبر الفلسطينيون أن الحادث عملية قتلٍ متعمدٍ.
وفي اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الصهيوني بجباليا البلد، فقام الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك في الحشود، ووسط المواجهات طلب الجيش الصهيوني الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة، ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير؛ لأن الانتفاضة اندلعت بعد ذلك بسبب تضافر عدة أسباب.
وإذا كانت الانتفاضة قد اندلعت بسبب قتل أربعة فلسطينيين على يد الاحتلال الصهيوني، فإن هناك أسبابًا عميقة لها تتمثل في عدم تقبل الاحتلال، حيث إن الشعب الفلسطيني لم يتقبل ما حدث له بعد حرب 1948، وبالذات التشريد والتهجير القسري، وكونه يتعرَّض لممارسات العنف المستمرة والإهانات والأوضاع غير المستقرة في المنطقة، إضافة إلى الجو العام المشحون والرغبة في عودة الأمور إلى نصابها قبل الاحتلال، كما أن معظم شعوب العالم لم ترض باحتلال قوة أجنبية للأرض التي كانوا يعيشون عليها منذ آلاف السنين.
غليان ثوري فلسطيني
ولعل الانتفاضة الأولى شكلت فشلاً ذريعًا للجهاز القيادي الصهيوني الذي لم يكن منتبهًا إلى الغليان الفلسطيني على الرغم من التحذيرات التي أبداها عددٌ من السياسيين الصهاينة، وانتقص قادة الاحتلال من شأنها؛ حيث اجتمع عددٌ من العسكريين في موقع جباليا الذي هاجمته الحشود الفلسطينية خلال الجنازة، وأمام حجم حركة الاحتجاج طلب الاحتياطيون الدعم، لكن المشرف على الإقليم رد بأنه لن يحصل أي شيء، وأضاف أن الحياة ستعود إلى طبيعتها في الغد، ولم يتم القيام بطلب أي دعم أو إعلان حظر تجول، لكن الاضطرابات لم تهدأ في اليوم التالي، ورفض أغلب السكان التوجُّه إلى أماكن عملهم، كما قام طلبة "الجامعة الإسلامية" في غزة بالتجول في الشوارع، داعين الناس إلى الثورة، وقد اشتعل فتيلها بالفعل.
في اليوم الثالث للانتفاضة توجَّه إسحاق رابين رئيس الوزراء الصهيونية آنذاك إلى نيويورك دون أن يأخذ أي إجراءات لمواجهة الانتفاضة لكي يضع الأمريكان في صورة الوضع، ولما عاد أعلن خلال كلمة له في الكنيست الصهيوني وقال: "سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، حتى ولو كان يجب المعاناة، وسنكسر أيديهم وأرجلهم لو وجب ذلك".
ووصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر شباط (فبراير) عندما نشرت صورٌ لجنود صهاينة يضربون فلسطينيين، ودارت تلك الصور حول العالم؛ ما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين، أما سلطات الاحتلال فقد اعتمدت سياسة الإيقاع بين الفصائل الفلسطينية، وفي نهاية المطاف فشل جيش الاحتلال في مواجهة أطفال الانتفاضة، واستنجد بحرس الحدود من أجل إخماد الثورة الشعبية.
وسائل الإعلام الأولية
كانت أكثر الطرق التي يتم من خلالها التواصل والدعم بين الناس والمقاومين ورجال الانتفاضة المنشورات والكتابة على الجدران؛ حيث كانت توزع المنشورات عند مداخل المساجد من قِبَل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة، أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس وتمريرها من تحت الأبواب، وجاء توزيع المنشورات كشكل من أنواع الإعلام البديل بسبب تشديد دائرة الرقابة على الوسائل الإعلام التي لم تستطع الوصول إلى الرأي العام الفلسطيني، وأيضًا مضايقة الصحفيين واعتقالهم، بالإضافة إلى قيام الاحتلال باتباع سياسة تعسفية من خلال الضرب والإيقاف من دون محاكمة والتعذيب إلى جانب إغلاق الجامعات والعقوبات الاقتصادية وبناء المغتصبات، ولا تزال هذه الممارسات مستمرة حتى يومنا هذا، أما الكتابة على الجدران فقد كانت هي الأخرى وسيلة مهمة يعلن من خلالها ملثمو الانتفاضة عن الإضرابات والمناسبات وإعلام المواطنين بالأمور والتطورات والإعلان عن العمليات وما شابه.
ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية
سعى الفلسطينيون عبر انتفاضة الحجارة إلى تحقيق عدة أهداف يمكن تقسيمها إلى ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية، كإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، وتفكيك المغتصبات الصهيونية، وعودة اللاجئين دون قيد، وتقوية الاقتصاد الفلسطيني تمهيدًا للانفصال عن اقتصاد الاحتلال، وإخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الصهيونية، ووقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء، وكذلك لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج، ووقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين من قِبَل الاحتلال.
تطورات استدعت انطلاقة "حماس"
كل هذه التطورات الخطيرة كانت تدعو إلى انطلاق حركة إسلامية نبيلة قادرة على حمل هموم الوطن والمواطن، والتصدي للمشروع الصهيوني؛ حيث إنه ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لبروز مشروع إسلامي جديد يواجه المشروع الصهيوني وامتداداته، ويقوم على أسس جديدة تتناسب مع التحولات الداخلية والخارجية، فانطلقت الحركة المباركة؛ حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لتعبِّر بشكل عملي عن تفاعل هذه العوامل، ولتكون نبراسًا للفلسطينيين في الوطن والشتات، ولتكون كذلك شوكة في حلق الاحتلال والتمدد الاغتصابي للعدو، ولقطع الطريق على كافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء عملية التنازل عن أرض فلسطين لليهود الصهاينة.
وعبَّر العدو عن قلقه بسبب انطلاق حركة "حماس" المجاهدة.. لقد باتت أحلام الصهاينة تحت تهديد المقاومة الإسلامية بقيادة "حماس"، فأثار بروز الحركة خوفًا لدى العدو، واستنفرت أجهزة الاستخبارات كل قواها لرصد هذه الحركة وقياداتها، وما إن لاحظت سلطات الاحتلال استجابة الجماهير للإضرابات وبقية فعاليات المقاومة التي دعت إليها الحركة منفردة منذ انطلاقتها، وصدور ميثاق الحركة، حتى توالت الاعتقالات التي استهدفت كوادر الحركة وأنصارها منذ ذلك التاريخ، وقد كانت أكبر حملة اعتقالات تعرضت لها الحركة آنذاك في شهر أيار (مايو) 1989، وطالت تلك الحملة القائد المؤسس الشيخ الشهيد المجاهد أحمد ياسين.
أمنيات التحرر
وحتى هذه اللحظة ينشد الفلسطينيون عبر نشيدهم الفلسطيني أغاني العزة والكرامة، أغنيات تحمل في ثناياها معاني الصمود والتحدي لسلطات الاحتلال التي لا تزال تزرع القتل والدمار في أرجاء فلسطين الحبيبة، أغاني يعزف الفلسطينيون على أنغامها ألحان التحرر من الاحتلال البغيض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق