هل قاطعنا المقاطعة




هل قاطعنا المقاطعة

بقلم – ياسر حسن

أكتب خجلاً إليكم وأنا أرى مجموعة من الشباب يمسكون بعلب من (الكانز) المثلج من الشركة المعروفة ، بدوا فى حالة إنسجام مما هو عليه.وأنا لا أقف بالطبع أن يكون الفرد مبسوطاً فى دنياه .لكنى أحسست وقتها أن كل بناء ِ بنيناه من أجل المقاطعة لم يصمد وقد بدء ينهار. وأن الهمّه التى صعدنا بها أعلى المرتبات قد إنخفضت دون شك إلى أدنى مستوياتها . إلا إننى عدت أدراجى وتسألت لماذا لا ينجح لنا عمل متكامل برغم المقومات الهائلة والامكانات الكبيرة الموجودة فى مشروع المقاطعة .وهل انقلبت شعارات الحملة من جد إلى هزل ومن فعل الى أغانى نتغنى بها فى المواسم ووقت إلاحتفالات! خيبوا ظنى وقول لى هذا غير صحيح ، وأن المقاطعة زى الفل وكله تمام. وإذا كنتم معى فما الذى حدث وأناخ ركبتينا وسبب لنا التراجع وجعل منها ماضٍ ، ثم فتحت الباب لأقوال (وأنا مالى ) و(هيا حتيجى عليا) أو من باب (ماهو كل الناس مش بتقاطع ) أو شئ من هذا القبيل. للاسف فإن حلقات الخلل والنقص ،جعلت هناك أموراً يجب ذكرها ليس هروباً من الواقع ولكن تحليلاً وعودة لحملة المقاطعة من جديد
(حجاج بيت الله الحرام وقفوا طوابير أمام محلات كنتاكى وماكدونلدز وكذلك محلات الكوكا كولا والبيبسى ولاأقول إلا لبيك اللهم لبيك!)
من وراء هذا التراجع

إن انفرادية العمل التطوعى دائما ما تصاب بالتوقف والملل الذى بنُبى عليه ،جعل هناك نوع من الفتور النفسى والجسدى والعاطفى بحيث لايرى الفرد تقدم فعلى فى المقاطعة ، وكل من حوله لا يقاطعون فيجعل فى نفسه أنه يبنى فى الرمال لا يدوم مع أول موجه مياه، ولا يتقدم شبراً واحداً.فإما يعتذر الفرد وإما ينسحب فى هدوء دون أدنى مسئولية عليه.

عدم تأسيس ما يقال بفن المقاطعة وهو برنامج تدرّجى بين الأفراد والجماعات بحيث يمكن أن ينوب أى فرد مكان الاخر دون الاخلال بالمشروع ككل ويعطى نفس النتائج.

أدى إنتشار المواقع الاجتماعية والمدونات والفيس بوك والتويتر إلى خلخله ، وأضرت بالمقاطعة بشكل عام وبدلاً من أن تقوى شوكتنا اظهرت الفرقة فى التواصل بين المنظمين للمشروع.

مازالت تسيطر علينا عقدة الخواجة .اضف إليها مايبث من المواقع الغربية الالكترونية المناصرة للكيان الصهيونى ،ومازالت هذه المواقع تسبط الهمم وتقول ان المسلمين مازالوا يخدعون ابناءهم بنجاح فكرة المقاطعة ، وهى عكس ذلك بدليل كذا وكذا

الموانع الاقتصادية والأعباء المالية لغالبية الاسر المصرية والعربية الفقيرة أدت إلى تقبل تلك الأسر غلى العروض الاغرائية من جانب الشركات العارضة بأبخس الأثمان من طعام وشراب ، أضف اليها ألبان الاطفال وقائمة مطولة من الأدوية الضرورية للصغار والكبار.

لا يقف المر على ذلك لوعلمت أن هناك إمبراطوريات تقف وراء الشركات الخاسرة تدفع ببذخ للشركات المقاطعةًََ وعدم كشف عوراتها أمام العرب .

قد لا أشك لحظة واحدة أن الفتور الذى حدث للمقاطعة وأننا صرنا نقاطع المقاطعة هو امر طبيعى لأن طبيعة البشر غالباً ما تركن للفتور ولابد لها من تنشيط وبناء، من هنا فإننا لانلوم أنفسنا للهروب بل يجب علينا أن نفتح كراسنا من جديد ونحدد من أين جاء الخلل وكيف ننهض مرة اخرى كما قلنا من قبل.

المقاطعة الحرب القادمة

1- لابد وأن نعرف بأن المقاطعة هى أشد أنواع اسلحة الحرب القادمة الاقتصادية وتعتبر الأن عامل سياسى أساسى فى المقام الاول ، فلابد من الاهتمام بهذا الجانب الاول حتى تمتلك سلاحاً مجاناً نقاوم به
2- حلفاء الصهيونية يدركون أن المسلم المقاطع سليم العقيدة ومؤهل نفسياً للمقاطعة عكس عامة الشعب ، فلابد أن يكون الانطباع عندهم أننا جميعاً نقاطع حتى يزيد الضغط عليهم
3- تخيل أن اسرائيل تصدر سنوياً بنحو 22مليار دولار فى إحصاء عام 2000 ويرتفع هذا المعدل سنوياً 40% لكن الضربة التى سببتها المقاطعة لها قللت من التصدير بنحو 30%
4- يجب إلغاء فكرة (وأنا مالى) من القاموس اليومى وإحلال بدلاً منها (كلنا سفينة واحدة وكلنا يد واحدة)
5- حث الناس على تحمل تبعات المقاطعة التى ستحدث ،بانشاء لجان طلابية ونسائية وربات البيوت لكى نعطى مفهوم جديد للبذل والعطاء والاستغناء حتى ولو مطلب ضرورى نحتاجه
6- العمل على توصيل فكرة المقاطعة لأكبر شريحة ممكنة فى المجتمع واقرار بدائل فورية محلية
7- حث الاقارب والاهل على عدم شراء المنتج الغربى المساند لليهود وإبراز نتائجه فى غزة والعراق وافغانستان
8- استخدم المواقع الالكترونية للترويج والتعريف بأهمية المقاطعة بانها السلاح الجديد
9- إحياء دور الملصق الورقى على البيوت والميادين والاحياء وفى المساجد وكذلك الكتيبات الصغيرة(الجيب).
10- نشر التجارب التاريخية للمقاطعة وخاصة تلك التى فرضتها أمريكا على العراق وليبيا واليابان والصين والفلبين من قبل
11- يجب حث العرب والمسلمين فى اوروبا على تفعيل المقاطعة بشكل كبير
12- عدم الاستغناء عن جميع السلع مرة واحدة ،فإن ذلك يعتبر أمراًغير واقعى عند العامة لسرعة ركون الناس للرخاء والرفاهية ،وتأثرهم بالدعوة المضادة فلابد من تركيز الجهد على مايمكن ثم الاهم فالاهم وهكذا
13- مطالبة جميع الأفراد بعمل دور ولو كان بسيط لأن ذلك يشجع جميع الاعمار على ترك بصمة فعالة للمقاطعة وإنجاحها
14- التحذير من ان الشركات الامريكية والغربية الداعمة لأسرائيل بدأت حملة فى مواجهة المقاطعة باتباع اسلوب تسويق جديد مثل عدم تغليف المنتجات لديها بالعلم أو الكود الخاص بها
15- لاتجعل الشيطان يدخل من باب الحرام بحيث يسول لك نفسك بأن ما تفعله سيؤذى الافراد ولكن فكر فى غرق أمة أم غرق فرد واحد
16- تأصيل فكرة التحرر والاحساس بقيمة الارادة الحرة وقدؤتها على التغيير والرفض لكل ماهو عدو للاسلام والمسلمين
17- تذكر أن كل قرش تخرجه من جيبك ثمنه رصاصة فى قلب اخوك فى كل مكان بالعالم
18- مستحيل أن يقاطعونا وإلا فقدوا أكثر من ثلث السوق فى العالم وهم العرب والمسلمون (أكثر من 25 مليون خليجى و177 مليون عربى وأكثر من 1200 مليون مسلم)
19- أمريكا استخدمت المقاطعة والعقوبات الاقتصادية لأكثر من 60 مرة مابين (1993-1996) ضد 35 دولة فلابد وأن نستخدم هذا الجزء فى المقاطعة
20- قاطع فالتجارب تقول أنها ناجحة بدليل أن بريطانيا أستخدمت المقاطعة ضد الارجنتين أثناء ازمة جزر الفوكلاند والمقاطعة سلاح فعال ناجح جربه من قبل غاندى عام (1869- 1948) فى الهند بما سمى الثورة البيضاء ، وجربته مصر مع الانجليز إبان الاحتلال بدعوة من سعد زغلول وجربته اليابان مع أمريكا بعدم شراء المنتج الامريكى وجربته كوبا مع أمريكا فلا يعرف الشعب الكوبى منتج يسمى منتج أمريكى ، بل ويستخدمه الكيان الصهيونى ضد المطاعم والوجبا ت الفرنسية كنوع من الضغط للموافقة على المطالب الاسرائيلية لاقامة دولة اسرائيل

ان طريقنا واحد وسلاحنا واحد فاستخدمه قبل أن يصدأ ولاتجد له علاجا.


ليست هناك تعليقات: