فكرة رائعة قام بها القائمين على شؤون مؤسسة تركية عن برنامج جميل جداً يدعو السياح لتجريب الصلاة والصوم ودراسة أساسيات الإسلام بدون التزام بإشهاره، وإنما فقط للتعرف عليه بشكل أفضل.
و لا شك في أن الفكرة غير مألوفة: ادع السياح للتمتع بمدينة ساحرة كإسطنبول. وفي الوقت نفسه ادعهم أيضا لـ«تجريب» شعائر الإسلام وخاصة الصلاة والصوم وتلقي دروس أساسية في الدين بشيء من التركيز على تعاليم جلال الدين الرومي الصوفية، وبدون أي التزام من الزوار بإشهار إسلامهم.. فليجربوا فقط والباقي متروك لهم.الفكرة من ابتكار مؤسسة اجتماعية في المدينة هي أحد أفرع «مؤسسة الدم المشترك» التي تتخذ مقرها في تايلاند قرب الحدود مع بورما। وتهدف هذه المؤسسة الدولية الى «لم شمل الأسرة الدولية» عبر الروحانيات المشتركة بين مختلف الناس بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم।
البرنامج التركي سيدأ تطبيقه ابتداء من الشهر المقبل وهدفه هو التعريف بالإسلام. ونقلت «غارديان» البريطانية عن بن باولر، المتحدث باسمها، قوله: «يقوم برنامجنا على تعاليم مولانا الرومي لأنه كان عنصرا موحِّدا بسبب مرونته وتسامحه. وتركيا تتمتع بإسلام يتصف أيضا بالمرونة والتسامح. لدينا الرغبة في التواصل مع الغرب، وموقعنا الجغرافي يتيح لنا هذا سيتعذّر لو كنا في الشرق الأوسط أو جنوب آسيا».
وأطلقت المؤسسة التركية على مشروعها اسم «مسلم لشهر» رغم أن البرنامج سيدوم تسعة أيام فقط في البداية وسيمدد الى 21 يوما في المستقبل. ويقر باولر بأن من العسير على معظم الناس التمتع بعطلة لشهر كامل، وإن فترة الأيام التسعة نفسها قد تكون قليلة الجاذبية بالنسبة للبعض. وهذا رغم أن الزائر سيتمتع فيها بالإقامة والوجبات والدروس وزيارة المعالم السياسة مقابل مبلغ رخيص نسبيا هو 950 دولارا. وبالإضافة الى الصوم والصلاة خمس مرات، سيُطلب الى المشاركين في البرنامج الامتناع عن تعاطي الخمر ولحم الخنزير... وبعبارة أخى أن يعيش كمسلم ملتزم.
ويقول باولر إن «التصادم بين الإسلام وبقية العالم قديم ويمثل إحدى المسائل الشائكة حقا. وبرنامج «مسلم لشهر» سيروق لأولئك الذين يتمتعون بذهن مفتوح.. اولئك الذين يطلبون المعرفة ويسعون لاستكشاف الثقافات المختلفة عما لديهم».
ويقول إن اولئك الذين اعربوا عن رغبتهم بالمشاركة في البرنامج، طلبوا ألا تكون الصلاة إجبارية. لكنه يضيف قوله: «اعتقد أنك إذا أردت التجريب، فغص الى الأعماق وجرّب الأمر كاملا». لكنه يقر بأن البعض قد يجدون عُسرا في الصلاة خمس مرات بما فيها صلاة الفجر التي تبدأ في اسطنبول حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا خلال مايو / ايار عند بدء البرنامج.
ويذكر أن «مؤسسة الدم» الدولية تقدم حاليا ايضا برنامج «راهب لشهر» الذي يمضي فيه الزوار وقتهم بمعبد بوذي في التبت. وهذا برنامج ناجح حقا لأن الغربيين أكثر ميلا لاستكشاف البوذية، وخاصة اولئك الذين تستهويهم فكرة التأمل. وقد اجتذب هذا البرنامج في فبراير / شباط الماضي كاثوليكا ويهودا وهندوسيا من مختلف انحاء العالم.
ويقول باولر: «نأمل في اسطنبول أن نجتذب الناس بالقدر نفسه للتعرف على الإسلام وفهم تعاليمه بشكل أفضل. وأتمنى ألا يرى البعض في «مسلم لشهر» مجرد فرصة تُستغل للتمتع بعطلة سياحية رخيصة الثمن في اسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق