skip to main |
skip to sidebar
خطيئة إسمها" الفيس بوك" قصة ياسر حسن
قضم الرئيس أظافره فى حرقه وهو يزعق بأعلى صوته أه منك، لكن لم يلبس أننقر على زر الجهاز (لابتوب) وقرر أن يكتب هو بنفسه مافعله به هذا اللئيم فى ليلة وضحاها। أعد ورقات الفلوسكاب المزدوجة ،وأمسك بالقلم السود وما بصدره على لوحة المكتب العتيق فى فيلته على البحر الصافى. كتب أول كلمة وهى اكتب اليوم وفى نفسى مرارة وغصه مما حدث ويا ليته لم يححدث هذا الكابوس المروع الذى لم ولن أكن فى يوم من الايام يستطع أى مخلوق كائن إن كان أن يرانى فى هذا الوضع المؤسف وفى تلك الظروف॥إننى أمسك بقلم هذا ويداى ترتجفان ليس لبرودة جسدى وأنما لفقدان أعصابى وتوتر مشاعرى..وأنا وإن كنت رئيساً قد خلع أو تنحى أو سابق فإن الأمر لايختلف عن كونى مازلت متماسك الاعصاب وأستطيع أن أدون مايحلوا من الكلمات فى صفحات عدة..اننى اكتب اليوم ليس من منطلق غضبى من شئ حاش لله ولكن كى اتنفس وانفس عن صدرى الموجع بقدان الزهو الذى كنت عليه طوال عقود من الحكم والذى اشتهيت فيه لبن العصفور فأحضروه لى دون أن ادفع مليماً واحداً ولم يسلئنى احدمن أين اتى ومن دفع فاتورته..فتماديت فى طلباتى مادامت سهلة للغاية وقريبة المنال فقررت أن اشترى خمسة لاب توب لى ولابنائى ولاحفادى..كى نلهو وقت الفضاء باللعب (جيم) واحداً قبل النوم أو وقت انعقاد الوزراء والمسئولين فهم فى واد يتركونى العب وهو يتشاورون مع نجلى وزوجتى فيما هو الجديد بالنسبة لوطنى الغالى..فما على غراب البيت وهذا ليس اسمه ولكن تلك كنيته المعروف فى القصر بانً يدخل إلى خدمة الإنترنت على اللاب توب منها ألعب لايف مع الاولاد ومنها أكلم الرؤساء على الماسنجر ..ففرحت بهذا القول وقلت له أول مرة تأتى إلى بحاجة عدلة ..وبالفعل شغلى لى الانترنت باشتراك شهرى 95 جنيه وقال لى سوف اخصمهم من مرتبك ياريس فوافقت..وبدأت عالم الانترنت وغصت فيه لدرجة أننى كنت انسى مواعيد خاصة باستقبال الرؤساء والوزراء والسفراء ولكن كان إبنى والمدام بيقوموا بالواجب وأكتر..وبعد مرور اشهر على استخدامى للانترنت قال لى غراب البيت كذلك لما لاتشترك فىموقع الفيسبوك وهو موقع عالمى تتواصل فيه مع الرؤساء فهم أيضاً مولعون بهذا الموقع..قلت وما يمنعنى ان أستخدم الفيسبوك ماهو انا فاضى والبلد شغالة زى الساقية والعقارب لاتقف..بالفعل قررت ان أدخ هذا العالم الجديد أيضاً وانشأ لى غراب البيت صفحة بإسمى قرر أن يسميها "الوحيد.الفريد.ذو الكرسى الحديد" بالفعل وجدت على الفيس بوك زعماء الشوم والغبره والبلاوى المنيلة وأصحاب العمم والقفاطين المدلدله ..لكن فى الحقيقة كنت أطنشهم وأبعلهم ولم ارد إلا على الرسائل التى تعجبنى من المعجبين والمعجبات الاحياء منهم والاموات والذين يموتون فى حكمى الراقى الديمقراطى اللذيذ والذى لايوجد مثله فى الكون ..وفى أسابيع زاد اصدقائى فى الصفحة 4000 الاف فريند كلهم نقاوة وعلى ذوقى ورفضت مثلهم ..وكانت صفحتى"الوحيد.الفريد.ذو الكرسى الحديد" تتصدر الصحف والمجلات والانترنت لدرجة ان رؤساء غاروا منى وقرروا ان ينشؤا صفحات لهم مثل "الجربوع" وأيضاً "جحا" وعشرات ممن استهوتهم فكرة التواصل مع الحلوين على الفيسبوك..وجاء غراب البيت مرة أخرى واقترح على أناقوم بالدردشة مع الحبايب فى الامور التى نعجز عن حلها وكانت فكرة جهنمية فى انتقاء الحلول من الناس وانتسبها للحكومة الذكية وقررت ان استجيب معهم فى كل المشاكل التى تواجهنى وتواجه الوطن مثل الركود الفكرى بين امثقفين والحلول المناسبة وأيضاً كيف ننهض بالشباب كى يكون هو حامى الحمى ورادع المحتجين..وياليتنى لم افتح على نفسى فاتوحه ولم اكن استمع للمخفى غراب البيت بعد أن وجدت فى صندوق الرسائل المئات من الافكار التى تنهض بالمجتمع وكلها حلوة وجميلة وتبشر بالمستقبل! وكان اكثر ما يؤلمنى أن هؤلاء الشباب من هذا الوطن ولكن كيف تعلموا هذا ودرسوه .الله اعلم وكان من بين الجروبات جروب اشترك فيه الالاف إسمه" حنمسه من على الارض" ولم افهم بالطبع من كانوا يقصدون ولكنى تعجبت من امر غريب أنهم يضعون صورتى على هيئة قرد ومرة اخرى على هيئة مومياء ولم أدر ما كانوا يقصدون ولم أبالى بالأمر وقلت شوية عيال وخليهم يتسلوا! وفى يوم من الايام جائنى غراب البيت وقال لى إلحق ياريس فيه مصيبة ..قلت وأنا ألعب دور شطرنج مع مشمش رئيس الدولة الصديقة..مفيش حاجة روح للمدام وهى حتخلص لموضوع ..فعاد وقال لى مش حينفع لان الموضوع اكبر من المدام وأبو المادم ..فقمت بعمل "ترن أوف" وتوجهت ناحيته براسى وقلت فيه إيه مش شايفنى مشغول..قال لى وهو يبكى والدمعة بتقطع نفسه وهي نازلة على خده الناشف" حينفخونا" و"حيعلقولنا الرمانة" وياريت بس كده ممكن تروح فيه رقاب..قلت وقد رفعت حاجبى الأيسر هما مين حبايبنا..ماتخفش أنا مظبط معاهم الكلام وطول ما أنا لابد فى الدرة وقاعد على الركسى مش حيعملوا حاجه ..روح روح..فأعاد غراب البيت الكلام وقال لأ.دولا بتوع صفحة"حنمسحه من على الأرض" واقفين بمظاهرة فى العتبة ورمسيس وناوين يعملوا فيك إلى عملتوا فيهم طوال سنين طويلة..فقمت من مكانى وقلت لأ.إنت بتهزر..مش ممكن واستحاله ..مش أنى إلى يتعمل فيه كده..وبالفعل فتح صفحته الشخصية على الفيس بوك فوجد رساله من توقيع الالاف تقول له جه اليوم الى حتدفع فيه التمن "ياوحيد..يافريد..ياذو الكرسى الحديد" فأغلقت الاب توب بسرعة حتى اننى أغلقته على أحد إصبعى ..وقلت يادى النيله المنيله بتلاتين نيله..هو فيه ايه انا عملتلكم ايه ..انا كل الاخبار اللى بتوصلى بتقول الشعب حلو وجميل وطعم..الناس مبسوطة..الشعب فرحان والكل سعيد..فأمسك بسماعة الهاتف وضرب الرقم الخاص بالمخابرات ولكن لم يكمل ضرب الرقم فإذا بقذيفه تأتى من الشباك البحرى للفيلا ..فرفع يده إلى أعلى..وأغلق عيه ثم فتحها بسرعه فوجد غراب البيت أمامه وهو يقول فيه إيه ياريس ..إيه اللى حصل بقالى ربع ساعه جنب السرير باصحى فى جنابك وانتا بتقول لأ..فيس بوك لأ..نفخ لأ..جروبات لأ..هو فيه إيه ياريس..فنظر الرئيس له وقال له الله يخرب بيت شورتك المنيله ..انسفلى أبو الفيس بوك ده. * من كتاب "حلم الرئيس" مجموعة قصص قصير – تحت الطبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق