الشهيد خالد سعيد"..ابن الإسكندرية الذي فتح شارع الثورة المصرية




لم يكن حادث مقتل الشاب خالد سعيد العام الماضي حدثا عاديا، فالحادث الذي كان من الممكن أن يمر مرور الكرام، دخل التاريخ كبداية حركة احتجاجية وجدت فضائها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وبدأت النزول إلى الشوارع يوم 25 يناير الماضي مع الاحتفال بعيد الشرطة، وبلغت ذروتها يوم 28 يناير المعروف بـ"جمعة الغضب"، ووصلت لمبتغاها الرئيسي مع تخلي حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية في 11 فبراير الفائت. الجدل الذي أثاره نشطاء حقوقيون على الانترنت وجد صداه في وسائل الإعلام، رفضا للرواية الرسمية التي أكدتها تقارير الطب الشرعي الرسمية، أن خالد سعيد مات مخنوقا وهو يبتلع لفافة بانجو. أسس النشطاء صفحة باسم "كلنا خالد سعيد" وبلغ المشتركون فيها أكثر من ثلاثة أرباع المليون قبل اندلاع ثورة يناير، وتبنت الصفحة التي تم تدشينها على موقع "فيسبوك" الدعوة لمظاهرات 25 يناير الذي يوافق عيد الشرطة، وهي المظاهرات التي تصاعدت لمدة 18 يوما لتنتهي بسقوط حكم الرئيس السابق حسني مبارك. خالد سعيد الذي ينظر إليه باعتباره أيقونة الثورة المصرية ووجهها الرمز، اختار أهالي منطقته وشباب الثورة بالاسكندرية أن يخلدوا اسمه بإطلاقه على الشارع الذي كان يقطنه والذي شهد ايضا مأساة موته على يد الشرطة وفقا لشهود الواقعة وأسرته. وسط احتفال جماهيري كبير ضم المئات من أبناء منطقة كليوبترا شرق الإسكندرية قام وفد من شباب ائتلاف الثورة بالإسكندرية بإطلاق اسم الشهيد الشاب خالد سعيد، على الشارع الذي تسكن به أسرته تخليدًا لذكراه وهو ذات الشارع الذي لقى حتفه فيه على يد مجموعة من أفراد الشرطة بقسم سيدي جابر بالإسكندرية. شغلت قضية قتل سعيد الرأي العام المصري والعالمي منذ وقوعها في يونيو من العام الماضي، ومازالت لأنها منظورة أمام القضاء دون أن يصدر فيها حكم حتى الآن. وقال الشاب محمد نبيل، عضو المكتب التنفيذي لإئتلاف شباب الثورة بالإسكندرية لـ"بوابة الأهرام" أول قرار اتخذه المكتب التفيذي خلال اجتماعه الأول، كان ضرورة تخليد ذكرى الشهيد، خالد سعيد وقد انتهينا إلى إصدار قرار بالإجماع هو إطلاق اسم الشهيد على الشارع الذي كان يسكن به، وهو الشارع نفسه الذي أستشهد فيه على أيدي زبانية الشرطة. وأوضح نبيل أن المكتب يسعى في إطار المشروعات المستقبلية النهوض بالمدينة سياحيًا، وإقامة نصب تذكاري للشهيد خالد سعيد بنفس الشارع، ونؤرخ بالصور والكتابة المبسطة كيف كانت قصة استشهاد خالد سعيد في عهد النظام السابق، وسوف نطلق على هذا المكان الذي نقوم بالتعاون مع أهالي المنطقة بتحديد مكانه بالشارع اسم "هنا أستشهد خالد سعيد" وليكون هذا المكان أحد المعالم السياحية التي يرتادها السياح الأجانب حال قدومهم لمدينة الإسكندرية. وأضاف نبيل "كانت العقبة التي أمامنا هي عدم وجود مسئول تنفيذي كبير بالإسكندرية نستطيع التنسيق معه لإطلاق اسم الشهيد خالد سعيد على الشارع بعد أن استقال محافظ الإسكندرية، وتم هدم مبنى ديوان عام المحافظة حتى سطح الأرض خلال أحداث ثورة 25يناير، ولكننا اتفقنا أن الشارع سوف يستمد اسمه من شرعية الثورة ذاتها وبالاعتراف الشعبي بالاسم الجديد الفعلي الذي كان بالفعل قد بدأ يتردد وينتشر بين سكان منطقة كليوباترا (الكائن بها الشارع) حيث بات الناس يتواعدون قائلين "سوف نلتقي عند شارع خالد سعيد ..أو هناك مظاهرة في شارع خالد سعيد..إلخ. وقالت إسراء عبد الفتاح، منسقة حركة "إنت صح" وعضو إئتلاف شباب الثورة بالإسكندرية، فوجئنا بأهالي المنطقة يقيمون إحتفالا كبيرا بمناسبة إطلاق إسم الشهيد خالد سعيد على الشارع، حيث تجمعوا حولنا بالمئات وساعدونا في تعليق اللافتة وأحضروا لنا السلالم وأدوات التثبيت والمسامير وسط تصفيق حاد. وأشارت إسراء أن هناك محل عصير شهيرا بالشارع أصر صاحبه على تفريق شربات وتوزيعه على أهالي الشارع مجانا، فيما قام المئات بترديد هتافات قالوا فيها لوالدة خالد سعيد التي كانت تراقب عملية تثبيت اللافتة التي تحمل اسم ابنها أعلى الحائط المواجه لمنزل الأسرة من الشرفة: إفرحي يا أم الشهيد..كلنا خالد سعيد. من جانبه، قال فضل محمود، أحد العاملين بمقهى مجاور لمنزل أسرة خالد سعيد: لقد أمرني صاحب المقهى أن أقوم "بتنزيل" طلبات مجانية لكل الزبائن، وقت قيام شباب الثورة بتعليق اللافتة باسم الشارع الجديد على روح الشهيد خالد سعيد.

ليست هناك تعليقات: