"يوم أن ولدت مصر من جديد".. "ليه بنحبك يا ريس".. "بطل العدالة الاجتماعية".. "كل عام ومصرنا بك تعلو وتزدهر".. "وكان فضل الله عليك عظيما".. هذه بعض عناوين افتتاحيات الصحف القومية المصرية في السنوات الماضية يوم عيد ميلاد الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الموافق 4 مايو/أيار.
لكن تأتي المناسبة هذا العام ورئيس مصر السابق في حبسه الاحتياطي بمستشفى شرم الشيخ؛ ليحتفل مبارك لأول مرة منذ 30 عاما بعيد ميلاده خارج القصر الجمهوري وعلى سرير المرض.
واختلفت الأجواء المحيطة بمبارك تماما عن كل الأعوام السابقة، حيث اختفت من حوله حشود المهنئين من كبار رجال الدولة وصفوة المجتمع ورجال الأعمال.. الذين اعتاد وقوفهم في «طوابير» لتقديم الهدايا الثمينة وباقات الزهور، مثلما اختفت تماما مانشيتات الصحف المحتفية بالرئيس القائد والزعيم.
وبدلا من عبارات الثناء التي تحفل بها افتتاحيات الصحف، ربط الشباب الثوار بين اتهامه بقضايا فساد والأغنية الشهيرة لأعياد الميلاد "يلا حالا بالا بالا حيو أبو الفصاد"، واستبدلوا كلمة "الفصاد" بـ"الفساد" وأطلقوا شعار "يلا حالا بالا بالا حيو أبو الفساد".
وانتشر هذا الشعار في عدد كبير من الصفحات التي دشنت على موقع "الفيس بوك" بهذه المناسبة، وتباينت أهداف هذه الصفحات، فبينما حذرت صفحة من أن دعاة "الثورة المضادة" سينشطون في هذا اليوم، دعت صفحة أخرى إلى ارتداء تيشرتات سوداء، وأعلنته صفحة ثالثة "يوم حداد وطني"، واقترحت ارتداء شارات سوداء، ودعت صفحة رابعة إلى تسيير مسيرة مليونية لمستشفى شرم الشيخ في هذا اليوم، احتجاجا على عدم وجوده بمستشفى سجن طرة.
في المقابل ظهرت صفحة واحدة يرى أصحابها في هذه المناسبة فرصة للاعتذار لمبارك، ودشنوا صفحة للترويج لهذا الغرض تحت عنوان: "عيد ميلاد الرئيس مبارك.. معا لرد الجميل أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو".
"تورتة من حفيده"
في الوقت نفسه ذكرت مصادر مطلعة أن سوزان مبارك وباقي أفراد العائلة طلبوا من الحرس الخاص بالرئيس السابق حسنى مبارك، في مستشفى شرم الشيخ، حجز "تورتة" خاصة من فندق شهير بشرم الشيخ للاحتفال بعيد ميلاده الثالث والثمانين.
وبحسب صحيفة "الأهرام" فقد تم الاتفاق على أن يقوم حفيده عمر علاء مبارك، بتقديمها بنفسه لجده في المستشفى، كمفاجأة يمكن أن ترفع معنويات مبارك وتضفي شيئا من البهجة المطلوبة عليه.
كما أوضحت مصادر أن الحالة الصحية لمبارك أصبحت متدهورة، أكثر من أي وقت مضى. وأشارت إلى أن سوء الحالة النفسية انعكس بقوة على بعض النواحي الجسمانية. ولم يعد مبارك يريد الحديث أو رؤية أحد من أسرته، باستثناء عمر الذي أصبح أقرب شخص إلى قلبه.
"صبغ شعره"
أما صحيفة "الأخبار" المصرية فأشارت إلى أن سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق قامت بإرسال سيارة لجلب محمود لبيب حلاق الرئيس السابق الخاص من القاهرة لمستشفى شرم الشيخ الدولي، وذلك من أجل إعداده للاحتفال بهذه المناسبة.
واستمر حلاق الرئيس في الغرفة لأكثر من ساعة كاملة، قام خلالها بحلق لحية مبارك الخفيفة جدا، وإعادة صبغ شعره باللون الأسود، والحديث معه عن بعض ذكرياته معه وقت أن كان رئيسا للجمهورية.
وقالت مصادر: إن "مبارك" كان سعيدا جدا عندما رآه وبادره بالسؤال عن حاله وأخبار أسرته وأولاده، وأن الحلاق بكى لعدة دقائق، ثم دخل في وصلة ضحك فكاهي مع مبارك، خاصة عندما بدآ يتذكران مواقف لهما أثناء رئاسة مبارك للدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق