القوات السورية تقصف بلدة وتقتل 41 بينهم طفلة


قالت رزان زيتوني المحامية في مجال حقوق الانسان يوم الاربعاء ان القوات السورية قتلت 41 مدنيا في محاولة لسحق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في الوقت الذي تجمع فيه زعماء معارضون في تركيا للتخطيط لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت زيتوني لرويترز بالتليفون من دمشق ان من بين القتلى الواحد والاربعين في الرستن طفلة عمرها اربع سنوات قتلت خلال قصف القوات الحكومية تلك البلدة الواقعة في وسط سوريا يوم الثلاثاء.

واضافت ان خمسة من بين القتلى دفنوا في الرستن يوم الاربعاء.

وقال عمار القربي النشط الحقوقي يوم الاربعاء ان القوات السورية قتلت ايضا تسعة مدنيين يوم الثلاثاء في بلدة الحراك.

وقال القربي الذي يرأس المنظمة السورية لحقوق الانسان لرويترز ان التسعة قتلوا برصاص قناصة وخلال اقتحام منازل في الحراك حيث نشرت دبابات هذا الاسبوع. ومن بين القتلى ثلاثة اطباء وطبيب اسنان وطفلة عمرها 11 عاما.

وتقول جماعات حقوقية ان الف مدني قتلوا مع سعي الاسد لسحق ثورة تحولت الى اخطر تحد لحكمه المستمر منذ 11 عاما. واثارت قسوة القمع ادانة وعقوبات دولية.

وقال عبد الرزاق عيد عضو الامانة العامة لجماعة اعلان دمشق في المهجر في مؤتمر عقد في مدينة انطاليا الساحلية التركية "لا يقدم النظام الديكاتوري الدموي اي خدمة او بوادر حسن نية او تدابير ثقة.

"الدم لا يعوض الا بالحرية الكاملة التي يتوحد حولها الشعب السعوري تحت شعار الشعب يريد اسقاط النظام."

وهذا هو الاجتماع الرسمي الاول لشخصيات من الناشطين والمعارضين السوريين في المنفى منذ اندلاع الاحتجاجات قبل نحو عشرة اسابيع في درعا المدينة الزراعية الفقيرة في سهل حوران الجنوبي.

وقال عيد وسط تصفيق المستمعين "فقدت السلطة شرعيتها بقتلها لشعبها واطلاق النار عليه."

وجمع المؤتمر عددا من رموز المعارضة الذين اضطروا للفرار من سوريا على مدار الثلاثين عاما الماضية ويتراوحون بين اسلاميين تعرضوا للقمع في الثمانينات ومسيحيين فروا من الاضطهاد.

وسعى الاسد منذ خلافته لابيه عام 2000 للحفاظ على تحالف سوريا مع ايران ومواصلة دعم جماعتي حماس وحزب الله مع سعيه لتحسين العلاقات مع الغرب وتحقيق السلام مع اسرائيل.

لكن تعامل الاسد مع الاحتجاجات تسبب في فرض الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على افراد من النخبة الحاكمة بينهم الرئيس السوري نفسه بعد اربع سنوات من التحسن في العلاقات مع الغرب. وبدأت تركيا الحليفة لسوريا ايضا في توجيه انتقادات للاسد.

وقال مشاركون ان قوة أساسية في الجيش مكونة من موالين متشددين ويسيطر عليها ماهر الاسد شقيق الرئيس وجهازا امنيا قمع المعارضة لعشرات السنين يحولان دون انضمام دمشق وحلب للاحتجاجات.

لكنهم قالوا ان الضغوط الدولية وسلسلة من اعمال القتل المروعة حولت الرأي العام ضد الرئيس البالغ من العمر 45 عاما مستشهدين بالتنامي الثابت وان كان بطيئا للمظاهرات على الرغم من الحملة الامنية المتصاعدة.

وقال نعيم السلامات الباحث الذي يعيش في ايرلندا انه يخشى ان يكون هناك المزيد من التضحيات قبل ان يرحل الاسد لكنه قال ان هذه هي طبيعة الثورات.

واصبح الصبي حمزة الخطيب البالغ من العمر 13 عاما رمزا قويا للمحتجين بعد بث شريط مصور لجثته المخضبة بالدماء على الانترنت. ويقول نشطون ان قوات الامن عذبته وقتلته. وتنفي السلطات السورية تعرضه للتعذيب وتقول انه قتل عندما اطلقت عصابات مسلحة النار على القوات الحكومية.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون انه تشعر"بقلق جدا" بشأن قضية الخطيب.

واضافت "اعتقد أن ما يرمز اليه ذلك (مقتل الخطيب) في نظر كثير من السوريين هو الانهيار التام لاي جهد من جانب الحكومة السورية للعمل مع شعبها والاصغاء اليه.

"لا يسعني الا الامل ألا يكون هذا الصبي قد مات سدى وأن تكف الحكومة السورية عن الوحشية وتبدأ الانتقال الى الديمقراطية الحقة."

وأصدر الاسد عدة قرارات تستهدف ارضاء الشعب السوري. وتقول المعارضة ان هذه القرارات لن تغير طبيعة نظام سياسي قمعي تنتشر فيه اعمال الاعتقال التعسفي والضرب والتعذيب بحق السجناء السياسيين.

وقالت وكالة الانباء السورية يوم الاربعاء ان الاسد امر بتشكيل لجنة مهمتها وضع اطار عمل لحوار وطني.

واعلن الاسد يوم الثلاثاء عفوا عن المسجونين السياسيين لكن ناشطين حقوقيين قالوا ان القرار تضمن استثناءات عديدة.

وقالت فرنسا ان العفو جاء متأخرا اكثر مما يجب.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لاذاعة فرانس كولتور التغير في توجه السلطات السورية يجب ان يكون أكثر وضوحا وطموحا من مجرد عفو."

من خالد يعقوب عويس

ليست هناك تعليقات: