الأخ الفلوطة ومنهجية الدعوة ! بقلم ياسر حسن


الأن نستطيع أن نتكلم على (المفتشر) فلا داعى لأن نتحدث بالسيم .لأن الأخر لم يعد يخجل من كوارثه ولا من مطالبه الواضحة بطلب الدوله العلمانية الواضحة المعلم المتدرجه المناهج الناظرة إلى أعلى مما نتخيل او يصل مخيلنا .الحقيقة أنها حرب ولا سوى هذا.أستغرب من بعض قيادات الإخوان أنهم مازالوا يتصورون أن مصر مازال بها طائفة الملائكة التى يجب ان نكلمها ، أعجب شديد العجب اننا مازلنا لا نقول للناس ان الدعوة التى أسسها البنا قبل 83 عاما تقوم على شرعية المولى فى اتخاذ الدستور الربانى فى إقامة شرعه ،مما يصور للناس ان جماعة الإخوان المسلمين تخطوا على سطر وتترك سطرا، برغم ان وضوح رؤية الاخوان منذ مولدها اكدت على مفاهيم صريحة مثل الفرد المسلم والاسرة المسلمة والمجتمع المسملم .فما وجه الحيرة عند الإخوان أن يقولوا للناس نحن قوم ندعوا إلى إقامة شرعية الله فى ارض الله فى افراد مسلمين.فما العائق أن نقول للناس مثلما يقول الأخر والذى يدعوا للدولة العلمانية .

يقول الدكتور القرضاوى وكان لا بد من حرب الفكرة الخاطئة بالفكرة الصحيحة، وهي (شمول الإسلام) لكل جوانب الحياة ... ومنها السياسة، كما دلَّ على ذلك القرآن والحديث، وهَدْي الرسول وسيرة الصحابة، وعمل الأمة كلها طوال ثلاثة عشر قرنا أو تزيد. وحسبنا هنا أن القرآن يحذِّر من إهمال بعض ما أنزل الله تعالى فيقول: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة:49]، كما قرَّع القرآن بني إسرائيل على تجزئتهم لكتابهم، وأخذ بعضه دون بعض، فقال سبحانه: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ [البقرة:85].

وللإمام الشهيد في ذلك كلمات تكاد تكون محفوظة لدى جمهور الإخوان، من ذلك قوله في إحدى رسائله (إذا قيل لكم: إلام تدعون؟ فقولوا: نحن ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه. فإن قيل لكم: هذه سياسة، فقولوا: هذا هو الإسلام، نحن لا نعرف هذه الأقسام!

لقد جاهد الأستاذ حسن البنا، جهادًا كبيرًا، ليعلِّم المسلمين فكرة (شمول الإسلام)، وبعبارة أخرى: ليُعيد إليهم ما كان مقررًا وثابتًا طوال ثلاثة عشر قرنا، أي قبل دخول الاستعمار، والغزو الفكري إلى ديارهم، وهو: أن الإسلام يشمل الحياة كلها بتشريعه وتوجيهه: رأسيا منذ يولد الإنسان حتى يتوفاه الله. بل من قبل أن يولد، وبعد أن يموت، حيث هناك أحكام شرعية تتعلق بالجنين، وأحكام تتعلق بالإنسان بعد موته.

وأفقيا، حيث يوجِّه الإسلام المسلم في حياته الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية، من أدب الاستنجاء إلى إمامة الحكم، وعلاقات السلم والحرب.

وكانت نتيجة هذا الجهاد واضحة، وهي وجود قاعدة ضخمة تؤمن بهذا الشمول وتنادي بالإسلام عقيدة وشريعة، ودينا ودولة، في كل أقطار الإسلام، وتراجُع كثيرين من ضحايا الغزو الفكري عما آمنوا به في ظلِّ وطأة الاستعمار الثقافي، وبروز الصحوة الإسلامية على الساحة الفكرية والسياسية بصورة قلبت موازين القُوى، مما جعل الجهات الأجنبية الراصدة من الغرب والشرق، تعقد الكثير من الحلقات والندوات والمؤتمرات لدراسة هذه الظاهرة الإسلامية الخطيرة وتنفق في ذلك الأموال والجهود، حتى بلغ عدد هذه المنتديات -فيما ذكر الأستاذ فهمي هويدي- مائة وعشرين.

وهذا ما جعل عملاء الغرب، وعبيد أفكارهم، يحاولون إيقاف الفجر أن يطلع أو الشمس أن تبزغ، وأن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء، إلى عهد الاستعمار ليتصايحوا من جديد: لا سياسة في الدِّين، ولا دين في السياسة!

يريدون أن يعيدوها جَذَعَة، وقد فرغنا منها منذ أكثر من نصف قرن، حتى سمى بعض هؤلاء العبيد المساكين الإسلام الذي لم يعرف المسلمون غيره طوال عصوره -قبل عصر الاستعمار- الإسلام كما عرفه الفقهاء والأصوليون والمفسرون والمحدِّثون والمتكلمون من كل المذاهب، والذي شرحوه وفصَّلوه من كتاب الطهارة إلى كتاب الجهاد ... إسلام العقيدة والشريعة، إسلام القرآن والسنَّة، سماه: (الإسلام السياسي)[1]!! يريد أن يُكرِّه الناس في هذا الإسلام بهذا العنوان، نظرًا لكراهية الناس للسياسة في أوطاننا، وما جرَّت عليهم من كوارث، وما ذاقوا على يديها من ويلات!

ولكن ما حيلتنا إذا كان الإسلام -كما شرعه الله- لا بد أن يكون سياسيا؟ ما حيلتنا إذا كان الإسلام الذي جاء به محمد لا يقبل أن تُقَسَّم الحياة والإنسان بين الله تعالى وقيصر؟ بل يُصرُّ على أن يكون قيصر وكسرى وفرعون وكل ملوك الأرض عبادا لله وحده!

يريدنا هذا البعض من المساكين أن نتخلى عن كتاب ربنا، وسُنَّة نبينا، وإجماع أمتنا، وهدى تراثنا، لنتبنَّى إسلاما حديثا، يُرْضي عنا السادة الكبار، فيما وراء البحار!

إنه يريد (الإسلام الروحي) أو (الإسلام الكهنوتي) الذي يكتفي بتلاوة القرآن على الأموات، لا على الأحياء، ويتبرَّك بتزيين الجدران بآياته، أو افتتاح الحفلات بقراءة ما تيسَّر منه، ثم يَدَع قيصر يحكم بما يشاء، ويفعل ما يريد!

إن الإسلام الذي جاء به القرآن والسنَّة، وعرَفته الأمة سَلَفاً وخَلَفاً، هو إسلام متكامل، لا يقبل التجزئة.

إنه الإسلام الروحي، والإسلام الأخلاقي، والإسلام الفكري، والإسلام التربوي، والإسلام الجهادي، والإسلام الاجتماعي، والإسلام الاقتصادي، والإسلام السياسي.

إنه ذلك كله؛ لأن له في كل هذه المجالات أهدافا وغايات، كما أن له فيها كلها أحكاما وتوجيهات .

لقد لخص الأستاذ البنا مهمة المسلم بعد ذلك فيقول:

أيها المسلمون، عبادة ربكم والجهاد في سبيل التمكين لدينكم وإعزاز شريعتكم هي مهمتكم في هذه الحياة.. (رسالة إلى أي شيء ندعو الناس).
1- إصلاح الفرد (إعداد الرجال): ولتفصيل هذا الهدف، يقول الأستاذ البنا: ولكن الأمم المجاهدة التي تواجه نهضة جديدة وتجتاز دور انتقال خطير، وتريد أن تبنى حياتها المستقبلة على أساس متين يضمن للجيل الناشئ الرفاهة والهناءة، وتطالب بحق مسلوب وعز مغصوب، في حاجة إلى بناء آخر غير هذه الأبنية.. إنها في مسيس الحاجة إلى بناء النفوس وتشييد الأخلاق وطبع أبنائها على خلق الرجولة الصحيحة، حتى يصمدوا لما يقف في طريقهم من عقبات ويتغلبوا على ما يعترضهم من مصاعب.

إن الرجل سر حياة الأمم ومصدر نهضاتها، وإن تاريخ الأمم جميعاً إنما هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين القوياء النفوس والإرادات. وأن قوة الأمم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوافر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة. وإني أعتقد –والتاريخ يؤيدني- أن الرجل الواحد في وسعه أن يبنى أمة إن صحت رجولته، وفي وسعه أن يهدمها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم لا ناحية البناء (رسالة هل نحن قوم عمليون).

2- بناء الأسرة: ثم ينتقل الأستاذ البنا إلى مستوى الأسرة المسلمة فيقول:

وتكوين بيت مسلم، بأن يحمل أهله على احترام فكرته، والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية، وحسن اختيار الزوجة، وتوقيفها على حقها وواجبها، وحسن تربية الأولاد والخدم وتنشئتهم على مبادئ الإسلام. وذلك واجب كل أخ على حدته كذلك (رسالة التعاليم).

3- إرشاد المجتمع: ثم يحدد الهدف على مستوى المجتمع، فيقول:

وإرشاد المجتمع، بنشر دعوة الخير فيه، ومحاربة الرذائل والمنكرات، وتشجيع الفضائل، والأمر بالمعروف، والمبادرة إلى فعل الخير، وكسب الرأي العام إلى جانب الفكرة الإسلامية، وصبغ مظاهر الحياة العامة بها دائماً. وذلك واجب كل أخ على حدته، وواجب الجماعة كهيئة عاملة (رسالة التعاليم).
2- الغاية البعيدة

4- إصلاح الحكومة وإقامة الدولة على أسس الإسلام: بالنسبة للغاية البعيدة، يحدد الأستاذ البنا أهداف هذه الغاية التفصيلية على المستوى القطري، فيقول:

وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق، وبذلك تؤدي مهمتها كخادم للأمة وأجير عندها وعامل على مصلحتها. والحكومة إسلامية ما كان أعضاؤها مسلمين مؤدين لفرائض الإسلام غير مجاهرين بعصيان، وكانت منفذة لأحكام الإسلام وتعاليمه. ومن صفاتها: الشعور بالتبعة، والشفقة على الرعية، والعدالة بين الناس، والعفة عن المال العام، والاقتصاد فيه. ومن واجباتها: صيانة الأمن، وإنفاذ القانون، ونشر التعليم، وإعداد القوة، وحفظ الصحة، ورعاية المنافع العامة، وتنمية الثروة وحراسة المال، وتقوية الأخلاق، ونشر الدعوة. ومن حقها –متى أدت واجبها-: الولاء والطاعة، والمساعدة بالنفس والأموال. فإذا قصرت، فالنصح والإرشادن ثم الخلع والإبعاد، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (رسالة التعاليم).

5- إعادة الخلافة (التمثيل الموحد للأمة الإسلامية): وعلى صعيد الأمة، يشدد الأستاذ البنا على ضرورة وحدة الأمة، فيقول:

وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية، بتحرير أوطانها وإحياء مجدها وتقريب ثقافتها وجمع كلمتها، حتى يؤدي ذلك كله إلى إعادة الخلافة المفقودة والوحدة المنشودة. وأستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه: (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)[الأنفال: 39]، (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) [التوبة:32] (رسالة التعاليم).

ويفصل الأستاذ البنا هذا الهدف المحوري، بقوله:

الإخوان يعتقدون أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكير في أمرها والاهتمام بشأنها، والخليفة مناط كثير من الأحكام في دين الله، ولهذا قدم الصحابة رضوان الله عليهم النظر في شأنها على النظر في تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم، ودفنه، حتى فرغوا من تلك المهمة واطمأنوا إلى إنجازها .. والإخوان المسلمون لهذا يجعلون فكرة الخلافة والعمل لإعادتها في رأس مناهجهم، وهم مع هذا يعتقدون أن ذلك يحتاج إلى كثير من التمهيدات التي لابد منها وأن الخطوة المباشرة لإعادة الخلافة لابد أن تسبقها خطوات (رسالة المؤتمر الخامس).

6- تحقيق السيادة: ولتحقيق هذا الهدف، يؤكد الأستاذ البنا على ضرورة تحرير الأمة فيقول:

ولكن اذكروا دائماً أن لكم هدفين أساسيين .. أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل استعمار أجنبي .. وأن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة .. نريد تحقيق هذين الهدفين في: وادي النيل، وفي بلاد العروبة، وفي كل أرض أسعدها الله بعقيدة الإسلام.. (رسالة بين الأمس واليوم).

7- إعلان الأستاذية: وعن نشر نور الإسلام وهداية البشر إلى الخير وإلى الحق، يقول الأستاذ البنا:

وأستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) [البقرة: 193]، (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) [التوبة:32] (رسالة التعاليم).

إن الإخوان على مدار 40 عاماً قبل حكم الرئيس البائد ظلوا يرفعون شعاراً واحداً فقط طوال تلك الفترة ،لا أقول الصلاة فى جماعة ولا صيام الإثنين والخميس إنما كانوا ينادون بالايجابية ليل نهار حتى افاق المجتمع من غيبوبته ونفض عن نفسه التراب وأستطاع أن يقوم بثورة ربانية .فهل سننتظر حتى يأتى العلمانيون يمتطون جواد العربدة واللا أخلاق ليحكموا مصر ونحن مازلنا (نكسف) ولا نقول أننا إخوان فلوطة.


المراجع:-
أئمة التجديد
الصحوة الإسلامية
الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه
الفساد السياسى(الغزالى)
الطريق من هنا

ليست هناك تعليقات: