هنا ميدان التحرير فرع تل ابيب


عتبرت وسائل الإعلام العالمية في تقاريرها التليفزيونية وعلى شبكة الانترنت ما يشهده الداخل الاسرائيلي اعتراضا على تدني الأوضاع المعيشية والصحية منتصاعد الاحتجاجات السلمية وطريقة الحشد والفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة لها نسخة مقلدة من ميدان التحرير المصري .وشبه التليفزيون الروسي ميدان تل ابيب بميدان التحرير فقال: "هنا ميدان التحرير فرع "تل أبيب" وأشارت قناة "روسيا اليوم" إلى ان التناسخ بينهما كبير من حيث سبب التظاهرات في كلا الجانبين بأنه نتيجة لتدني الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وكذلك الشكل السلمي والتنظيمي لحشد المتظاهرين في الميدان.في تقريرها حول الأحداث توقعت صحيفة "يديعوت احرونوت" سقوط حكومة نتنياهو مشيرة الى تجربة تاريخية مشابهة حدثت في الولايات المتحدة الامريكية في عام 1992 عندما ساهم شعار "إنه الاقتصاد يا غبي" الذي رفعه بيل كلينتون في الإطاحة بجورج بوش الاب من البيت الابيض وخلفه كلينتون بالرئاسة لمدة ثماني سنوات متتالية.اعتبرت هذه الاحتجاجات الشعبية الأضخم في تاريخ اسرائيل، كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ان الاوضاع الاقتصادية كانت هي الوقود وليس قضايا الامن والسلام مع الفلسطينيين كما هو المعتاد.من جانبها أكدت شبكة الأخبار الفرنسية "فرنسا 24" أن الاحتجاجات في إسرائيل آخذة في الازدياد، فقبل شهر لم يتجاوز المحتجون عددا قليلا من الطلاب بمجموعة من الخيام، بينما وصلت الأعداد بالأمس الى 200 الف بشوارع تل ابيب والقدس. العدوى انتقلت ايضا الى إسبانيا واليونان، فالشعوب أرهقتها ارتفاع تكاليف المعيشة ويريدون من الحكومة إجراءات عاجلة لتصحيح الأمور.أما شبكة "الجزيرة" القطرية والتي غطت تقريبا كل الاحتجاجات التي أطاحت بالأنظمة في العالم العربي هذا العام، فتناولت ايضا الاحتجاجات بالشارع الاسرائيلي.واعتبرتها "أحدث المظاهرات الحاشدة في قلب الشرق الأوسط"، وقالت الجزيرة " في حين أن العرب يريدون الديمقراطية، فإن الإسرائيليين يريدون دولة تتحمل مسئولية مواطنيها " والمشهد يتكرر عدالة الاجتماعية، وهتافات وصراخ من الحشود ".ولم تستبعد وسائل الإعلام العالمية تغييرا حكوميا قريبا بإسرائيل قد يطيح برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن الجديد في التغطية الإخبارية تناول الأوضاع الاقتصادية في اسرائيل بالبحث، وليس مسائل الحرب والسلام، والمشكلة الفلسطينية. والتي كانت دائمة الحضور عند ذكر كلمة اسرائيل في اي وسيلة اعلامية.صحيفة "الجارديان" البريطانية على غرار العديد من الصحف الأخرى في جميع أنحاء العالم، فقد قامت بالتأكيد على ان الاحتجاجات بدأت فردية وتحولت الى حشود ضخمة امس وأنها كانت في الماضي تتركز عادة حول موضوعين رئيسيين هما الحرب والسلام، اما الآن فهي من أجل الاقتصاد" .واضافت "الجارديان "مستشهدة بأحدث الاستطلاعات الاسرائيلية الاسبوع الماضي حول اراء المجتمع في أولويات حكومة نتنياهو في الفترة المقبلة حيث أعتبر قرابة 50 % من العينة أن ضرورة تقليص الفجوات الاقتصادية هي الاولوية القصوى، بينما صوت 31 ٪ لصالح قضية السلام مع الفلسطينيين كهدف اول للحكومة الاسرائيلية".

ليست هناك تعليقات: