اكتشاف منتج لعائلة القذافى

ذهل الثوار الليبيون عندما استولى على مقار وفيلات لمعمر القذافي ولأبنائه، لما تتوفر فيها من أفخم وسائل الراحة والاستجمام، وحمامات السباحة، التي قفز فيها عدد منهم تاركين على حوافها بنادقهم التي حاربوا فيها على مدى أشهر، فقدوا فيها الكثير من إخوانهم ورفاقهم، قبل أن يمّن الله عليهم بالنصر، شبه المحتوم ، يحلّوا في معقل الرجل الذي جثم على صدورهم لأكثر من أربعة عقود.
وقال أحد الثوار، الذين سيطروا على منتجع ساحلي مطل على البحر المتوسط، على مشارف العاصمة طرابلس، أن كل هذه الامتيازات أصبحت ملكًا للشعب الليبي. وقد ضم المجمع منازل خاصة بالقذافي وأبنائه ومستشاريه المقربين منه. وكانت المفاجأة أنهم كلما دخلوا منزلا وجدوه أكثر رفاهية وفخامة من الذي يسبقه، وبدا الأمر غريبًا برؤية البيانو الأبيض وذلك العدد من حمامات السباحة والزلاجات في الوقت الذي ينتشر فيه الفقر في أنحاء طرابلس ويقف المواطنون في طوابير للحصول على السلع الغذائية الأساسية، وتفتقر فيه المستشفيات للوازم الطبية الضرورية.وعثر الثوار داخل هذه المنازل على أحواض للمياه الساخنة إضافة إلى حمامات السباحة، ومدرسة لتعليم الغوص، واصطبل للخيول ومضمار حواجز لرياضة القفز بالخيول، وعثروا على زجاجات خمر محطمة في المنزل الخاص بمعتصم القذافي، الابن الخامس من سبعة أبناء للزعيم الليبي، وقائد القوات النظامية في البريقة، والذي يعتقد أنه كان قائد القتال الوحشي الذي دار، الجمعة، في مدينة سرت مسقط رأس والده.أما منزل القذافي الأب، المبني على ركائز، على طراز شواطيء ماليبو، والمطل على ساحل المتوسط فقد عثروا فيه على أثاث فاخرة فيه، بالألوان متعددة بينها الصارخة والأبيض والأسود، بينما السرير مستدير مصنوع من الجلد مع الوسائد والشراشف المطبوع عليها اسم مصمم الأزياء العالمي فيندي. كما أن المنزل مزود بصالة ألعاب رياضية متطورة في أحد الأركان، والمرايا التي تساعد اللاعب على تحفيز أدائه، ويبقى في الوقت ذاته يطل على منظر رائع للبحر. كما وجدت أثار لنظام "ستيريو" ماركة "هارمون كاردون" ثمنه آلاف الدولارات، وتلفزيون 65 بوصة ماركة "باناسونيك"، كان اللصوص قد سرقوه، ولم يعثر إلا على أجهزة التحكم الخاصة بها. ووجد الثوار أيضا العديد من زجاجات الخمر المحطمة مثل فودكا ومارتيني وجوني ووكر وهافانا. وهو ما أثار استياء الثوار وعبر عنه أحدهم وهو يركل أحد الزجاجات الفارغة بالتهكم على القذافي بالقول بأنه كان مسلم جيد. وكان أحد الحراس السابقين للابن الرابع للقذافي، هانيبال، قد قام بإبلاغ الثوار عن مكان منزل رب عمله السابق، وأضاف الحارس، الذي رفض ذكر اسمه، أن عائلة القذافي كانت تسمح لطاقم الحراسة الخاص فقط بدخول المجمع السكني بينما تبقى بقية الحراسة في الخارج، كما أنهم كانوا ينشرون مجموعة من القناصة حول المجمع لمنع أي محاولات للاغتيال، وأضاف أن كل منزل له باب حديد بسمك 3 بوصة لمنع دخول أي متسلل.وكان هانيبال، البالغ من العمر 35 عامًا، هو الذي يدير أعمال والده الخاصة بالنفط، وكان معروفًا عنه أنه عصبي، حيث اتهم بضرب صديقته الحامل في باريس في العام 2005، وألقي القبض عليه عندما قام بالاعتداء بالضرب على خادميه في أحد الفنادق في جنيف وأطلق سراحه بكفالة، إلا أنه هرب إلى ليبيا ولم يواجه العدالة، وقد تم نهب منزله إما بواسطة اللصوص أو بواسطة الأسرة نفسها قبل مغادرتها، حيث تم العثور على عشرة تماثيل رخامية لنساء رومانيات محطمة في الحديقة الخلفية لمنزله، وهو المنزل الذي كان يلهو الثوار في حمام السباحة الخاص به.وفي المنزل الثالث في المجمع الذي يملكه رئيس مخابرات القذافي وصهره وذراعه الأيمن الذي يخشاه، عبد الله السنوسي، تم العثور على خطة المعركة موضوعة على طاولة القهوة بجانب بنطلون جينز من تصميم دولشي أند غابانا والتي من المرجح أن يكون قد نسيها الشخص الذي كان في المنزل بسبب استعجاله للفرار، وتظهر الخطة صفوف من الجنود مقسمة إلى أسراب ومجهزة بقذائف صاروخية ومدافع آلية ومدافع وصواريخ مضادة للطائرات. ولا يزال السنوسي، البالغ من العمر 62 عامًا، مطلوبًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكابه لجرائم حرب ولمسؤوليته عن المذبحة التي راح ضحيتها 1200 سجين في العام 1996، كما ضحك الجنود أثناء لعبهم على البيانو ثم قام أحدهم بتقديم تحية وهمية لصرصار دخل إلى الحمام الغارق، وقال: مرحبًا سيد عبد الله كنا نتمنى أن نجدك هنا.وفي طرابلس قام اللصوص بسرقة دمية دب محمولة على عربة، وحملوا السجاد على أكتافهم، وربما كانت تلك آخر الأشياء المتبقية داخل مجمع القذافي بعد اقتحامه يوم الجمعة، وعثر رجل على دراجة وردية صغيرة مزودة بعجلات مثبته ليعطيها لابنته الصغيرة، كما قام بأخذ دراجة تمرين رمادية اللون، كما عثر لص آخر على شيء أكثر تشويقًا بين الفوضى والحطام وهي طائرة حربية بيضاء خالية.