حتى لا يتكرر سيناريو 1954!
بقلم : ياسر حسن
التاريخ يعيد نفسه من جديد ،ويبدوا أنه مقرر علينا مطالعة كتب التاريخ من جديد كى نعيد تنشيط الذاكرة ،مايحدث تلك الأيام من أمور دليل كاف على وجود موروث قديم مازال يسرى وينفذ بدقة بحذافير دقيقة تدعونا إلى وقفات كبرى وفهم مايدور حولنا - نحن الأن على مقربة من ميلاد دولة مدنية يحكمها رجل منتخب من الجميع حسب وقائع إنتخاب تجرى فى موعدها.لكن الحاصل الأن لا يدل على هذا الأمر نلخص منها مايلى:-
- هل الثورة المصرية التى أنجزت فى اسبوعين توشك على الإنتهاء بعد أن تأكد الجميع حسب مانشهد أن نظام الرئيس عبد الناصر قد عاد للإستنساخ مرة اخرى وأن الأنظمة المستبدة مازالت تحكم.
- هل تشرح لنا مايحدث فى مصر الن لا يدل على ما نأكده ، إذاً فسر لى مايحدث من مصادمات ومواجهات بين الشرطة والشعب دون داعى ، بدايةً من معركة الألتراس الأهلاوى مع الشرطة فى مبارة الأهلى وبنى سويف ، وبعدها بيومين الهجوم الذى حدث على السفارة الإسرائيلية ، لم نكد نفيق من الموضوع حتى فوجئ الجميع بتفعيل قانون الطوارئ والذى من أجله قامت الثورة المصرية لمحوه من على الأرض.
- ثم وجدنا تباعاً ان الأمر ليس مجرد إنفعال شعب ولا شئ من فوران الثورة بل هو أمر مدروس ومخطط له ، ثم ما نلبث نجد المواقع الإخبارية والتى تنتمى للحرس القديم تنشر الأخبار تباعاً حول مقتل شخص فى المدينة الفلانية ، والعثور على قنابل فى المحافظة العلانية ، وضبط قواعد وصواريخ فى سيناء والإسماعيلية والسويس ، وتفجير خط أنابيب الغاز الذى يوصل الغاز لسيناء للمرة الخامسة حتى يقول الجميع يجب أن يّفعل قانون الطوارئ حتى يتم القضاء على البلطجة والإرهاب.
- الشارع المصرى الأن يتسائل ما المغزى الذى اقدم عليه المشير طنطاوى بالظهور بالزى المدنى فى وسط القاهرة لتحية الناس، السياسيون قالوا أن عدم ظهوره بالزى العسكرى مدلول كبير على أنه يكرر ما قام به جمال عبد الناصر فى عام 1954 أى بعد قيام ثورة يوليو 1952 ، مما يعطى تكرار للامر بأن هناك إتجاه كبير على ان (العسكر) الأن يكررون ما حدث فى 54 وما صنعه عبد الناصر.
- إن الدلالات التى وجدها من توقيف عمرو الشبكى فى مطار القاهرة ثم مصادرة صوت المة وخلق حالة من أن المستقبل الأمن فى يد (العسكر) والترويج له من قريب أو من بعيد بظهور المشير فى زى الحاكم المدنى الجديد المتخفى!
- إننا أمام تاريخ قديم يكتب من جديد ،فهل نشهد مايخشاه الجميع من إعادة إنتاج نظام عبد الناصر والسادت ومبارك من جديد فى صورة حديثة .
- نحن لا ننكر ما قام به الجيش من حماية الثورة بعد أن قرر الرئيس السابق توجيه قذائفه بقوات الشرطة لضرب متظاهرى التحرير وهو ما رفضه الجيش بقوة وقرر عدم الإصغاء لتلك المجزرة ، وإذا كانت الثورة فى 1952 قام بها الجيش واراد إستكمال نصابه باعتلاء السلطة وهو مايختلف كلياً عن ثورة 25 يناير 2011 والتى قام بها الشعب والتى يريد أن تكتمل بحكم مدنى ودولة مدنية حرة بعيداً عن الربابط المستمر لحكم العسكر والممتد لاكثر من ستون عاماً.
- وإذا كنا قد نحى الجيش فى المر الماضى فإن المكان الطبيعى للجيش هو على الجبهة لحماية ظهورنا من العدو اللدود وليس بوسط الوطن!
- إن مصر هى القب النابض للعالم العربى والإسلامى ولا يشك أحد من المتابعين أن الثورة التى حدثت لو لم تتم لكان لا يوجد ما نحن فيه الأن من ثورات فى البلدان المجاورة مثل ليبيا واليمن وسوريا .
- إن أمريكا ترغب فى إيقاف التقدم الملحوظ فى التحول العربى لدفة الإسلاميين وهو مالا يرغب فيه الغرب وامريكا وذلك لحماية الطفل المدلل إسرائيل.
- إن الحكم القادم يجب أن يكون نابع من إرداة شعبية يحكمها حاكم مدنى من الشعب بعيداً عن إملاءات ، وأن الجيش المصري الذي يحكم البلاد منذ سقوط مبارك في فبراير الماضي لا يعنى إستمراره فى الحكم المؤقت .
- إن مناخ التوتر المتصاعد بعد اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية وأعاد تنشيط حالة الطوارئ، معلنا أنها سوف تستمر حتى يونيو المقبل، في حين أن إلغاءه كان أحد مطالب ثورة يناير.
- فى حين قالت صحيفة ول استريت جورنال أنه إذا كانت حالة الطوارئ هي نقطة واحدة محورية في تصاعد السخط السياسي، فإن تعهد الجيش بانتخابات برلمانية في الشهر الجاري يبدوا أنها فى الهواء، ، كذلك وضع مجموعة معقدة من القواعد الانتخابية، أثارت المخاوف من توسيع الدوائر الانتخابية، مما يجعل من الصعب على المواطنين والمرشحين تنظيم حملات انتخابية على مناطق واسعة مثل "شمال القاهرة" التي تضم ما لا يقل عن 5 ملايين مواطن.
- الناظر إلى قرارات الجيش خلال الأشهر الثمانية الماضية أثارت قلق الكثيرين حول النظام السياسي الناشئ، فالجنرالات يدركون أنه لا يمكن أن تكون هناك عودة إلى عام 1952 ، عندما قام "الضباط الأحرار" بثورة واستولوا على السلطة والساحة السياسية لأكثر من عقدين من الزمن، ولكن يبدو أنه غير مستعد للتراجع إلى ثكناته قبل الحصول على اليد العليا في أمور السياسة الداخلية والخارجية، وإن الجيش يوم وراء يوم يريد أن يحكم قبضته على القضايا الرئيسية في البلاد، وهي القرارات الإستراتيجية، وتوزيع الميزانية، وقبل كل شيء الإبقاء على المؤسسة العسكرية نفسها خالية من المراقبة العامة، وهذا هو السبب في أن الجيش قد تحرك لوضع "إعلان المبادئ الأساسية"، وهو ما يمنحه سلطة واسعة وتمكينه من التدخل في السياسة ، كما قالت الصحيفة !
- إن الإستنتاجات والشواهد قد يختلف عليها إثنان وقد يتقف معها غثنان ، لكنه الواقع الذى نلحظه فى مصر الأن بعد قيام الثورة ، أن الأمر فى يد الشعب إذا اراد أن يكمل المسير فعليه ان يلعب بورقة الضغط الشعبى والجماهيرى الضرورى الأن حتى لا يفاجئ بحكم طويل الأمد لا يخرج منه تحت ظل العباءة العسكرية . مصر الأن تقف بين مطرقة العسكر والثورة الحقيقية الشعبية التى نبعت من الشعب ، يجب أن تستكمل ما أحدثته من إعجاز بشرى فى فترة قصيرة تكون شاهداً ودليلاً على الامر برمته شعبى ، مدنى، يُحكم بدستور مستقل نبع من الجماهير التى ضحت بأرواحها فداءاً للثورة الباسلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق