خطاب الإستقالة الذي تقدم به أحمد مصطفي عبد المجيب عضو الجماعة منذ خمسة عشر عاما । بسم الله الرحمن الرحيمالأستاذ الدكتور : محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين ...تحية وحب وتقدير وإحترام للإخوان جميعا ...ثم أما بعد .العبد الفقير أحمد مصطفى عبد المجيب أخوكم الصغير وتلميذ هذه الدعوة الفاضلة ...أتقدم بإستقالتي من الجماعة بعد عمر فيها تجاوز الخمسة عشر عاما أحسبها هي عمري الحقيقي وأيامي الحلوة ولحظاتي التي لن أنساها ومن خالطتهم في تلك السنوات هم أحب الناس إلى قلبي والله يعلم ذلك .
كلماتي القادمة هي أصعب ما كتبت على نفسي وقلبي مع أن عقلي يحكي لي ويؤكد أن هذه هي الخطوة السليمة في التوقيت المناسب ...وكثيرا ما فكرت في تلك الخطوة لكن كثيرا ما غلبتني العاطفة القوية والجياشة والتي يعلمها كل من خالطني وعرفني سواء في مصر أو هنا في المملكة .
فعاطفتي كانت تحركني طوال الفترة السابقة فكل إخواني يعلمون أني لم أتغيب عن أي أسرة أو كتيبة أو رحلة أو معسكر طوال 15 عاما إلا نادرا لسفر أو لمرض حتى في فترات الإختلاف الفكري والإداري ...وكذلك لم أكن في فترة من الفترات أخا عاطلا في هذه الدعوة فعملت بمعظم أقسام الجماعة وظللت مشرفا على العمل الطلابي في جامعة القاهرة 4 سنوات ثم في قسم التدريب التابع للجنة التربية بمحافظة الجيزة ، وأترك الجماعة الآن وأنا نقيب أسرة عامل .
كما قلت أن عقلي نبأني بتلك الخطوة منذ فترة ليست بالقليلة وتحديدا عزمت على تلك الخطوة أو على الأقل فكرت فيها ثلاث مرات سأرويها لحضراتكم لأن هذا حقكم علي وهو النصح والتنبيه على الأخطاء إن كانت موجودة من وجهة نظري ثم لسبب آخر وهو الإعذار أمام الله عز وجل أمام كل من أدخلته هذه الجماعة أو كنت مسئولا عنه في يوم من الأيام وأدخلت في عقله أفكار وإتجاهات هي الآن محل مراجعة عندي وتقويم حتى من يستمر في هذه الجماعة بعد ذلك يكون على بينة من أمره ويقين .
المرة الأولى : تحديدا بعد بداية العمل بالمناهج التربوية الجديدة 2005 – 2006 :رأيت في تلك المناهج بعدا واضحا عن النظرية الإسلامية في التزكية والتصوف والتي رأيتها واضحة في كلام وتوجيهات الغزالي في الإحياء وكذلك في حكم ابن عطاء الله وحديثا في كتب الأستاذ سعيد حوى ... المناهج التي قررت على الإخوان ومازال العمل بها ساريا حتى الآن رغم إعتراض الكثير من قيادات الإخوان أو على الأقل عدم إقتناعهم بوجود فائدة من تدريس تلك الكتب والذين سألتهم مباشرة كالدكتور عصام العريان والدكتور حلمي الجزار والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح – تميزت تلك الكتب ( الهزيلة ) بسمات عديدة منها السطحية الفكرية والشرعية - والتناقض بين الكثير من أجزائها – وإعتمادها الأساسي على التجميع من العديد من الكتب التي لا يوجد بينها رابط فكري واحد والكثير منها عليه ملاحظات فكرية وشرعيةفكانت النتيجة الواضحة لتلك المناهج غلبة المتابعات الورقية والإهتمام المبالغ فيه بالإجراءات على حساب النظر للأهداف والنتائج وتحولت الأسرة والمحاضن التربوية ( لقعدة حلوة ) يغلب عليها الأكل والشرب وحشو لبعض المعلومات دون مردود تربوي واضح .
فأصبح مع مرور الوقت النقيب والأفراد يحتاجون للتزكية والتصوف إذ أنهم إفتقدوها وغاب عنهم معينها الأصلي وظهرت حالات الخلل التربوي والسلوكي بين أفراد الجماعة في مستويات عدة وكذا ظهور فئة المنتفعين والمتربحين من التنظيم ( والخلافات المالية بين بعض أفراد الصف ووصول بعضها للقضاء لهو خير دليل على الخلل الذي أصاب العملية التربوية ) - وكذامما عمل على زيادة الخلل التربوي غلبة العمل السياسي على أنشطة الجماعة .
ومما زاد الطين بلة تحكم إخوان الأقاليم ( الريف تحديدا ) وعلى رأسهم الأستاذ صبري عرفة بملف التربية فانتشرت أفكار هي في ظني في تحتاج لتأصيل شرعي وفكري وتحتاج لفريق من الباحثين والأكاديميين للبحث في نقاء تلك الأفكار والمبادئ وخلوها من أي غبش أو دخل – وذلك كمفاهيم الثقة والطاعة والكتمان والمعرفة على قدر الحاجة والإعلاء من قيمة التنظيم في حد ذاته وتوسيع دائرة الثوابت والخلط بينها وبين ما هو ثابت إسلامي وكذلك الضيق بالنقد الذاتي وتجريمه تنظيميا وجعله مساويا لشق الصف وهم بذلك خالفوا نهج الإمام المؤسس رحمه الله تعالى كما كان واضحا في كتبه ومؤلفاته ومقالاته .
المرة الثانية : عند أزمة تصعيد الدكتور عصام العريان ثم أزمة إنتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة عام 2009 :تلك الأزمة من وجهة نظري هي الأشد في الفترة الأخيرة من تاريخ الجماعة ...وللحقيقة هذه الأزمة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وأفقدتني الثقة في قيادة الجماعة بقدر كبير .أفرزت هذه الأزمة الخلافات الفكرية بل والنفسية بين قيادة الجماعة متمثلة في مكتب إرشادها ، إذ ظهر هناك جناح متحكم ومسيطر وموجه للأمور ( بدليل وقوف المكتب بكامله أمام رغبة الأستاذ عاكف ) – هذا الجناح الذي أعلن عن موعد الإنتخابات في قناة الجزيرة وأخفى على نائب المرشد الدكتور حبيب وهو نفسه الذي تعمد إيصال قائمة الترشيح للدكتور حبيب يوم الإنتخابات يومها صباحا ( متأخرا بذلك يومين ) وهو نفسه الذي وجه الإنتخابات ضد الدكتور حبيب والدكتور أبو الفتوح ليخرجا من المكتب ( سمعت بنفسي من أحد أعضاء المكتب الإداري هنا يقول بعد الأزمة نصا : كنا نعرف أن الدكتور حبيب وأبو الفتوح خارج المكتب ).
ثم أمر إستقالة الأستاذ عاكف ثم هو نفسه ينفيها إستجابة للضغوط من حوله بدعوى شق الصف وأن التاريخ لن يغفر له ذلك .
ما أفقدني ثقتي في القيادة هو سلوك المراوغة والتورية وإخفاء المعلومات بحجة عدم شق الصف تلك الحجة الواهية ولم ينتصروا للمبادئ وللحق وأكبر دليل على ذلك هو السكوت المطبق من موقع الإخوان الرسمي وطبعا كان ذلك بتوجيهات من الجناح المتحكم والمهيمن.
ما أفقدني الثقة إعترافات الدكتور حبيب بوجود جناح مهيمن في الجماعة وأن أكثر قيادة الجماعة يتحكم فيهم الولاء وأن ثقافة اللوائح غير موجودة وأنه ليس هناك لائحة لمحاسبة المخطئ من قيادة الإخوان بمعنى لا يوجد رقابة حقيقية على مكتب الإرشاد وما حدث في هذه الأزمة وما بعدها أثناء الثورة ( كزيارة عمر سليمان قبل التنحي سرا ) خير دليل أنه ليس هناك من يحاسب من مكتب الإرشاد .
ما أفقدني الثقة حقا قول الأستاذ مهدي أن هناك سرا داخل مكتب الإرشاد وهو يريد أن يعرفه ثم تراجع عن كل ذلك بعد الضغط عليه .
ما أفقدني الثقة حقا كلام الدكتور عصام العريان لي قبل أن يكون عضوا بالمكتب وتشجيعه لي على الكتابة ونشره لدراسة ( آثار الحملة البوليسية على الإخوان ) ثم تراجعه عما جاء فيها من أفكار كانت تمثل خارطة الطريق للإخوان الفترة القادمة بعد أن دخل المكتب ثم تغير نبرته معي بعد ذلك فكان قبل دخوله المكتب يوافقني على معظم السلبيات والتي كنت أحدثه عنها ويشجعني على الصبر والكتابة وبعد ذلك قال لي اني متشائم وغير صبور وأن التغيير يحدث فعلا .
ما أفقدني الثقة حقا عدم الرد على الطعون والإعتراضات التي قدمت للمكتب عن الإنتخابات وأبرزها كان طعن الدكتور إبراهيم الزعفراني والذي سخر منه الأستاذ عاكف وقال من معه دليل يذهب به للقضاء ( قد أتفهم تفسيرهم للائحة وإقتناعهم بطريقة الإنتخابات لكن ما لا يفهم هو عدم الرد على الطعون والإعتراضات وكأنهم بلسان حالهم يقولون في أقرب حائط إخبط دماغك )
ما أفقدني الثقة أن نترك هذه الأزمة بلا شفافية ومحاسبة ومراجعة وتقويم والإهتمام بإقصاء المعارض ( الدكتور حبيب وأبو الفتوح وإبراهيم الزعفراني وغيرهم ) والإهتمام بمسألة الثقة في القيادة وعدم إهتزازها في نفوس الإخوان فانتصروا للتنظيم على حساب المبادئ والحق والشفافية .
ما شعرت به أن هناك جناح مهيمن ومسيطر يحكم قبضته على الجماعة ومكاتبها الإدارية وأن هناك جناح آخر يخاف على تاريخه ومكانته ويسيطر عليه الولاء ( وظهر ذلك أكثر بعد الثورة ) وأنا عن نفسي أكثر من إحترمته في تلك الأزمة الدكتور إبراهيم الزعفراني والذي انتصر لمبادئه وأفكاره وفضل الإستقالة – إستقالة من كيان أعطاه جهوده وتضحياته وماله ونفسه طوال عشرات السنوات هي تاريخه في الجماعة فأنعم وأكرم به من رجل ولاءاته وإنتماءاته للحق وللحق وحده .
المرة الثالثة : بعد ثورة 25 يناير المجيدة وسقوط نظام الظلم والإستبداد :شعرت بحالة الإرتباك وعدم تقدير الظرف الزماني من قبل من يقوم على أمر الجماعة فالتخبط كان واضحا منذ أول يوم ولن أدخل في تفاصيل ما حدث أثناء الثورة وما بعدها لإنه الأكثر إيلاما لكن تكفي هنا الإشارة .قيادة الإخوان في معظم مواقفها تقوم على سياسة رد الفعل وليس صناعة الحدث وإدارته من البداية وإمتلاك زمام المبادة وكان النظام السابق للحق هو من أهم العوامل الرئيسية في تلك الحالة للجماعة إذ جعلها جماعة رد الفعل .
فدفعت الجماعة أبنائها على إستحياء في بادئ الأمر ثم شاركت بمعظم قواتها ثم في منتصفالأمر رضوا بالمفاوضات بل وذهبوا إليها سرا ( لقاء سري مع عمر سليمان ) دون طبعا الرجوع لمجلس الشورى ومر الأمر دون محاسبة أو كشف للحقائق حتى لا تهتز صورتهم عند الصف
ثم جاء التصميم على إكمال المسيرة من قبل الشباب وبعض رموز الإخوان أرغموا القيادة على إكمال الأمر حتى نهايته .والتاريخ عاجلا أم آجلا سيكشف تفاصيل أكثر من شأنها توضيح الصورة وإكمال الزوايا الناقصة .ملحوظة في غاية الأهمية : نتفق أو نختلف على رواية الأحداث ورؤيتها فالأمر معقد وكل يراه من زاوية مختلفة ... لكن ما لا يمكن الإختلاف حوله من وجهة نظري تحليل المواقف السياسية للجماعة بعد 11 فبراير وهو ما سأجمله في الآتي من وجهة نظري :على المستوى الداخلي :1- الحسم بعنف ضد كل وجهة نظر مخالفة والتضحية بقيادات وأفراد هم من خير من أتى للصف في رأيي ( الدكتور أبو الفتوح ومن يعمل في حملة الدكتور عبد المنعم خير دليل وشباب التيار المصري )
2- تعامل القيادة مع الشباب ذوي الآراء المتنوعة وإستخدام أساليب غير لائقة معهم ( كمساومة الدكتور محمد مرسي للشباب المنظمين لمؤتمر الشباب الأول في فندق سفير حيث طلب منهم نصا ترك المؤتمر ودخولهم الحزب ثم طلبه منهم تحديدا عدم حضور الدكتور حبيب أو أبو الفتوح ثم نفي ذلك كله ولا أدري ماذا نسمي هذا غير الكذب وإظهار الأمر أنه إختلاف حول موعد المؤتمر و للأسف سكت كل من كان يساند هؤلاء الشباب كالدكتور حلمي الجزار والدكتور عصام حشيش ) .
3- إصدار قرارات من مكتب الإرشاد دون الرجوع لمجلس الشورى كعدم جواز دخول أفراد الإخوان أي حزب سياسي آخر غير الحرية والعدالة فهذا قرار مطعون في طريقة إتخاذه بغض النظر عن مدى صحته من عدمها ( طبعا رأيي أن هذا القرار مرفوض فهو عندي مرفوض شكلا وموضوعا )
وللحقيقة هذا الرأي وغيره يختزل الجماعة بتنوعها ومدى إتساعها في عدة أفراد هم مكتب الإرشاد وهذا ما أرفضه فليس هناك وسية للإختلاف ولا للإعتراض ولا للمحاسبة غير القنوات الشرعية وهي وهم كبير من يتكئ عليه يتكئ على سراب .على المستوى الخارجي :
1 – ظهور الجماعة في براجماتية وإنتهازية سياسية فكل ذو لب وعقل يرى بوضوح لا ضباب فيه إستمالة المجلس العسكري للجماعة ، وللأسف الجماعة إكتشفت أمر المجلس العسكري وعرفت أنه يحقق أهدافا بعينها وكان يستخدم الإخوان وغيرهم من الإسلاميين ولكنهم إكتشفوا ذلك الامر في وقت متأخر جدا ( ووثيقة المبادئ فوق الدستورية خير دليل )
2- بعد الإخوان الواضح عن المطالب الحقيقية للثورة والتي لم تتحقق بعد وإهتمامهم بمسألة الإنتخابات والبرلمان ويظهر ذلك في نوعية التحالفات التي دخلها الإخوان ... ففي الوقت الذي يدخل فيه الإخوان في تحالفات مع أحزاب ورقية كرتونية كان يستخدمها النظام السابق كديكور يكمل به صورته القبيحة يسحبون شبابهم من إئتلاف شباب الثورة ( من قاموا بالثورة حقيقة في بدايتها ) وإنجرار الكثير من قيادات الجماعة وأبنائها وراء التشكيك في حركة 6 إبريل على أساس أنهم عملاء وخونة وينفذون أجندات خارجية ( وهذا ليس دفاعا عن الحركة فالحركة لها أخطاءها ولكن هذا لا يعني إتهامها بالخيانة والعمالة ) وموقف الجماعة المايع والذي بلا لون ولا طعم من موقف تحويل النشطاء للقضاء العسكري كأسماء محفوظ وغيرها ( فليس معنى وجود بيان هزيل ومايع حتى بدون ذكر أي أسماء لإرضاء كل الأطراف ) وهذا هو رد فعل الجماعة دائما إمساك العصا من المنتصف .
3 – يظهر إهتمامهم البالغ بالإنتخابات والأصوات في تحالفهم مع السلفيين والجماعة الإسلامية دون ترشيد أدائهم وخطابهم السياسي أو حتى التعليق عليه فكان ما كان يوم جمعة 29 يوليو والرسائل الواضحة والتي قرأها الشعب والقوى السياسية في الداخل والغرب في الخارج والعمل على زيادة حالة الإستقطاب والتخوين بين القوى السياسية المختلفة فنحن الآن نرى الإسلاميون بتنوعهم في جهة والعلمانيون والليبراليون في جهة أخرى ومن ضاع حقا المواطن المصري البسيط ومطالبه والذي قامت من أجله حقا الثورة المصرية .
أخيرا هذه رؤيتي عن الجماعة في وضعها الحالي وإقتناعي الكامل بالقصور الذي أصاب قطاع كبير منها على المستوى القيادي وعلى مستوى الأفراد وأصبح هناك حالة إستقطاب من نوع آخرداخل الجماعة فريق له رؤية مختلفة عن المجموع وهذا الفريق لا حول له ولا قوة إذ أنه لا يمكنه التعبير عن وجهة نظره والدفاع عنها والدعوة إليها دون توجيه اللوم إليه بدعوى شق الصف تارة وبحجة أن هذا هو العمل الجماعي ويجب إحترام رأي الأغلبية وهو في الحقيقة غير مرغوب فيه داخل الجماعة ولكن الإلتزام الأدبي وحقوق الأخوة تمنع الكثير من قول ( أترك الجماعة لو مش عاجباك ) ولكن هناك من قالها خصوصا القيادات قالتها أكثر من مرة ( فالجماعة لا تقف على أحد والباب يفوت جمل وهذه ثقافة منتشرة ) وقالها الدكتور محمد محمدي عضو مكتب محافظة الجيزة لي مباشرة ( سيكون هناك حسم فقدم إستقالتك أكرم لك قبل أن تفصل ) .ولكني مقتنع الآن تماما ومتيقن أني غير ملزم بالوجود في كيان بهذه الصورة وخصوصا أن طرق خدمة الإسلام والوطن كثيرة ومتنوعة خصوصا بعد الثورة .
فأنا الآن أتقدم بإستقالتي وقلبي يتقطع حزنا وألما لتركي كيان قدمت له من عمري وحريتي ومجهودي وكنت أتمنى أن أموت وأنا منتمي إليه لكن الحق أحق أن يتبع والحق والصواب فوق الجميع .وأتمنى وأطلب من الله عز وجل التوفيق والسداد للجميعأحمد مصطفى عبد المجيبمن الإخوان العاملينوفي مصر من أبناء محافظة الجيزة – الهرم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق