بين ثورة علياء المهدى وثورة الغلابة
بقلم :ياسر حسن
شتان بين موقفين ،حادثين ،متضادين ،مايحدث فى مصر الأن ماهو إلا جزء قليل من ثورة غضب مكتومة من الشعب ضد النظام الذى مازال موجوداً حتى الأن .ماحدث يوم الجمعة من إهانة لكرامة الوطن والمواطن بالتعدى عليه وهو الذى خرج يطالب بإتمام سلطته وتسليم المجلس العسكرى للأمانة التى معه ،كانت تلك لحظة فارقة وكأنها إعادة لما كان يحدث من قبل أعادت للأذهان جريمة 28 يناير القبيحة التى ظن المصريون أنها توارت بلا عودة وأن الحكم الأن للشعب وليس للديكتاتوريات.
إن المظاهر القاسية على العين والنفس التى شاهدنها من قوات للأسف مصرية من شحم ولحم لكن بلا قلب تدوس المصريون مثلهم بلاهوادة وتعتقلهم وتقتلهم فى موضع بارد كأن المتظاهرين هم أهل إسرائيل الذين قرروا الإعتداء على ميدان التحرير فأرادوا أن يتخلصوا منهم بشتى الطرق وبأى ثمن ،فحدث ما شاهدناه من قتل وترويع ،بل لم يرحموا الشهيد وألقوه بجانب القمامة كأنه قطيع نفق أو سحل فتاة من شعرها دون أدنى إنسانية أو شئ من هذا الخلاف. كلما شاهدت الفيديوهات التى رفعُت على (اليوتيوب) قلبى يتقطع وادعوا على من فعل هذا بأن يذوق ماذاقه هؤلاء المطالبين بحقوقهم والرافضين لسرقة ثورتهم التى بنوها وأقسموا أن يكملوها حتى لو قتلهم منهم ألاف أخرين .
الرافضين للعقل
1- بغض النظر عما حدث فى الميدان وفى الإسكندرية والسويس من مهانة للأدمية ،فإن نتاج هذا الأمر من الوثيقة التى أطلق عليها "وثيقة السلمى" وليتها لم تخرج ولم تظهر للنور بعد أن خلفت وراءها مايزيد عن عشرين شهيداً جديداً والعدد فى إزدياد.
2- يتحمل المجلس العسكرى جزءاً كبيراً مما وقع فى التحريروالإسكندرية وما ظن المجلس عندمايسرق ثورة جياع وثورة شعب طالما حلموا بالأدمية والحرية وكأن الأمر لايعنى هؤلاء القادة الذين تفرغوا للأحاديث وتركوا عابثين يتسللوا إلى منصة الأمر يريدون تغير الثورة لنوع الأخر ويجب أن لاننسى "أنا أو الفوضى"
3- إن إحساسى يقول لى أن هناك مؤامرة على الثورة داخلية وخارجية ،من مصريين وغربيين ،لايريدون أن تنجح الثورة حتى لاتصل لبقية الأقطار ،فتصاب بالعدوى التى طالما حلم بها العرب من حرية وحياة كريمة ،فقط لأن لجزء الذى يريدون الإفصاح عليه الخوف من التيار الدينى أو مايسمى"الإسلام فوبيا"
4- ماحدث بالميدان والسويس والإسكندرية من تحالف الجيش مع الشرطة أو من تعاون بينهما خير دليل على أن المجلس العسكرى موافق على ماحدث بالميدان وأنه قد أمر بإعتقال وسحل وقتل المتظاهرين،فى لغة شديدة "خلصونا من العيال اللى قرفنا" ولا أجد رداً واحداً عما حدث على أنه جزء من مخطط ومدبر بحنكة هى تليم البلاد للجيش لأطول مدة حتى لاينفذ ماسيقوم به بعد الإنتخابات التشريعية من سيطرة الإسلاميين على الحكم والباقى مفهوم.
5- نحن فى واد من ثورة الجياع والبحث عن الحرية الشرعية والأمن والأمان وماحدث فى الميدان من قتل وسحل وتدمير لنفوس الشباب الغاضب ،وبين ما تقوم به "علياء المهدى"من تبنى ثورة جديدة على واقعنا الشرقى فى مصر ،ما قامت به "الثائرة" فى مدونتها وعلى صفحة التواصل الإجتماعى "الفيس بوك" دليل قطعى على أن علياء مهدت لبناتنا على ثورة من نوع جديدوهو الجنس والتعرى والإحتكام لعالم أخر من الثورات التى يجب أن نقدتى بها على حد قولها فى إفشاء جزء من حريتها الشخصية فى إظهار جسدها للعالم بأنها قدوة للسيدات يجب ان يقتدوا بها.
6- إن ماتقوم بها علياء دون شجب رسمى من القائمين على الحكم فى مصر،هو الموافقة فالمثل العامى يقول" السكوت علامة الرضا" كى يواجهوا ما يقوم به الإسلاميين من مخطط كما يقول الغرب من أسلمة مصر ،فإن الأمر يجب أن يواجه من نشطاء لنا بمخطط تجنيس مصر والعودة إلى الطبيعة والحرية والتى يجب أن تكون فى وطن مثل مصر مؤثمر وقلب للعالم.
7- أحسب أن ماقامت به تلك الرخيصة من هذا الفعل دليل على أننا نواجه الأن بجميع الأسلحة وعلى الشعب أن يهتار بين الحرية الراقية التى قدمتها "علياء " وبين الشرعية التى ستقوم عليها مصر بعد ذلك فى تطبيق شرع الله والحد من تلك الأثام .
8- ثورة وثورة ربما يكون العنوان الأفضل لذلك بين عالمين عالم يضحى فى ميدان التحرير بروحه وثورة على السرير والفراش تضحى بجسدها الرخيص ،فبين الثورتين كبير بين من ضحى بدمه وبين من ضحى بثوبه الذى خلعته من أجل الحرية والإثنان حرية لكن الذى سيبقى هو حرية الجهاد فى سبيل الوطن والتى ستذكر فى صفحات التاريخ الممتد ،أما حرية علياء فاعتقد أنها سيكون مألها إلى صفحات بائعى "العسلية" الذين سيأكلونها ثم يمسحون بها أيديهم ويمرمونها فى سلة المهملات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق