بقلم/ياسر حسن
ليس عيبا أن يكون البلد صغيرا في مساحته وامكانياته ويخرج منه الابداع ، وليس عيباً أن تتقدم الشعوب وفيها فقر أو بطالة أو تكنولوجيا, وليس غريبا على دولة قد ذاع سيطها مثل موريتانيا أن تبدع و ما زالت تعطي دروساً خصوصية مجانية لنافى الديمقراطية والثقافة الايجابية والعمل على تحقيق الذات ، نحن أصحاب الحضارات الممتدة لآلاف السنين.
ما تضربه لنا ومازالت تشدو به موريتانيا دليلاً على أن القياس الذى وضعته الدول قياس لا يصلح بعدماحطمت به دولة مثل موريتانيا كل القواعد الرئيسية في الديمقراطية.
لي صديق مصري يعمل فى جامعة الازهر عرفني على شاب موريتاني يدرس في جامعة الأزهر الشريف قال لي إن لديه جديد ومفيد قد يعينك على المقارنة التى كنت تستعد لكتابتها.
في بداية الأمر تخوفت منه وأسمه (نور الله ولد أحمد) والتى بدأ يروي عن موريتانيا وكأنها
( الجنة التى تعيشها موريتانيا الآن. )
قلت في قرارة نفسي أنه ما زال يعيش عرس الديمقراطية السابق ، ولكن مع إصراره القوي على ما يقول أيقنت أننا في بلاد السبع آلاف سنة ما زلنا بدون حضارة ديمقراطية أساسية تكتب للأجيال من بعدنا مباشرة, سألته هل يوجد عندكم إنتخابات محلية كما تحدث عندنا في مصر, أجاب يطلق عليها الانتخابات البلدية وقد تزامنت مع انتخابات الجمعية الوطنية في 19 نوفمبر2006 تبعها جولة ثانية في 1 ديسمبر 2006، وتنافست فيها 200 قائمة على شغل مقاعد 219 مجلسا بلدياً ، وخاضت هذه الانتخابات البلدية 25 حزباً سياسيا شكلوا 888 لائحة انتخابية بينما بلغ عدد اللوائح المستقلة 312 لائحة، وبلغ عدد مرششحي المجالس البلدية 20667 مرشحا بينهم 954 امرأة وتم في الجولة الأولى انتخاب 3688 عضو مجلس بلدي من بينهم 1120 امرأة فتجاوزت مقاعد النساء البلدية حصتهم المضمونة 20% اذ بلغت 30.3%.
والبداية تكون عند الحاكم الشرعي للبلاد (رئيس الدولة) بأن يعطي الانطلاقة الأولى الى كل البلديات وكل الأقسام لبدء الحملة الدعائية لكل المرشحين.
فيذهب كل من يرغب للانتخابات بتقديم أوراقه لسحب الاستمارة ويطلب منه إثبات هويته والأوراق الجنائية الخاصة به.
وتقسم موريتانيا إداريا إلى 12 ولاية ونواكشوط (العاصمة) مستقلة إدارياً وتقسم الى 49 إدارة إقليمية تضم 219 مجلسا بلديا منتخبا.
يذهب المرشح إلى المجلس البلدي المنوط لإبلاغ أهلها بترشحه ويجلس معهم ويحاورهم ويناقشهم في الصغيرة قبل الكبيرة.
قلت له في سؤال غير برئ؟ هل يتدخل حزب الرئيس عندكم في هذه البلديات, قال الكل متساو.. الحاكم والمعارضة والأفراد جميعهم يترشحون دون النظر الى تصنيفه الحزبي, المهم أن يكون مثمراً لأهل بلدته.
قاطعته وهل يوجد تضيق على من يترشح لديكم قال يوجد تجاوز ولكن بشكل لا يكدر الرأي العام فلا يوجد تجاوزات فيمنع مرشحمثلا ان يتقدم للانتخابات او يحتجز ويعطل , قال
أنه يراقب الانتخابات البلدية 200 مراقب أجنبي و300 مراقب موريتاني وقد أوفد الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمة الدولية للفرانكوفنية بعثات لمراقبة هذه الانتخابات كما راقب الانتخابات العديد من المنظمات غير الحكومية خصوصاً من أفريقيا؟؟؟؟ وأكد المراقبون نزاهة الانتخابات التى تمت في جو هادئ والتى سارت دون حوادث تذكر.
قاطعته وهل يوجد فساد هناك في هذه البلديات ؟
ضحك وقال لسنا بلاد الملائكة ، فكل وطن يوجد الصالح ويوجد الفاسد ولكن للأمانة الفساد قليل جدا لسبب بسيط هو أن المترشح هذا إما من تلك القرية أو من أحد بيوت المدينة (أي معروف لديهم ومعروف أخلاقه قبلاً).وليس قوتة تكون من الحزب الذى ينتمى له أو يتسلط من خلاله,
أمر غريب أن يدفع هذه المترشح رغماً عنه حباً فيه واطئنانا به.
أمر غريب آخر هو مطالبة الفائز بسداد كل ما أحدثه من فوضى وقت الانتخابات من ترك ملصقات ولا فتات وأوراق (يعنى فوز وخراب ديار ) .
وبعد الوصول لهذا المنصب بعد الجهد الكبير والعمل المتواصل لابد من الاستمرار في هذا الجهد وإلا سقط ولن يسمي عليه أحد!
أشرت اليه بماذا سيستفيد الوطن من هذا الفائز عندكم؟
أوضح قائلا هؤلاء هم نواه للحاكم القادم سواء رئيساً للبلدية نفسها أو المجالس التشريعية أو حتى رئيس الدولة.
فالبداية من أسفل وليس من الأعلى كما ظننا.
· معايير الشفافية الدولية :-
لقد انضمت موريتانيا في أيلول/سبتمبر 2004 الى النظام العام لنشر البيانات التابع لصندوق النقد الدولى وباشرت عام 2006 باتخاذ إجراءات لضمان تقييم بيانات دقيقة الى هذا الصندوق من أجل التأهل للحصول على ترتيبات إضافية بشأن (خفض الفقر وتيسير النمو) والاستفادة من (مبادرة خفض الدين المتععدة الأطراف).
الغريب كلما قص علي أنا وأخينا هذا ، كلما تقذمنا أمامه.
أجمل شيء قصه علينا هو احتفال يقام على شرف رئيس الدولة بهذه المناسبة الكبيرة كما يقول.
بأن يجتمع كل من فاز وخسر يهنئون بعضهم البعض في ود وحب وإخاء داعين بعضهم لبعض بالتوفيق في مهمتهم القادمة وراجين لهم دوام التواصل بينهم.
هكذا تتقدم الشعوب وهكذا تنجب الشعوب ديمقراطية كاملة النمو بدون حضانات أو (إبتسار).
لعلنى أكتب وكلما كتبت ضحكت على حالنا وحاله(الدول الصغيرة أو الدول الكبيرة والدول المتقدمة والدول المتخلفة) هكذا عشنا نسمع تلك المسميات التى يضحكون بها علينا.
المحليات تعنى الرقي والاخلاق والبداية لعالم الديمقراطية الحقيقي.
المحليات تعنى تقدم الشعوب وصلاحها – الاصلاح السفلي حتى نصل للصلاح العلوي في الدولة.
سنظل مثل السلحفاة في كل شئ حتى في أبسط الانتخابات كالمحليات.
أعتقد ان لا مجال للحديث عن محليتنا كفاية عليتا كده...
شكراً موريتانيا....
هناك تعليق واحد:
تحيا مصر
إرسال تعليق