كتب/ياسر حسن
محمد عليوة طبيب الدفعة معه زملاءه أحمد ومحمد ومحمود هاشم وبعض زملاءه المقربين اتفقوا على أن يكون احتفالهم بتخرج دفعتهم هو مصيف يقضوا فيه أوقاتهم الجميلة قبل زحمة العمل ومشاغل الدنيا وأتفقوا على ثلاثة إلى خمسة أيام من النقاهة والاستجمام والاستمتاع بما أبدعه الله من مياه صافية وجو خلاق في مطروح ، لكن فوجئت بعد يومين من رحلتهم بمانشيت عريض عجيب في جريدة الجمهورية أولاً ثم تبعتها الأهرام فالأخبار بالقبض على تنظيم إخواني إرهابى في مطروح وآخر ببلطيم يدعوا إلى قلب نظام الحكم .
الحقيقية ضحكت وضحكت من أعماق قلبي على هذه النكتة البايخة ، ضحكت على ما جاء في حيثيات القبض على هؤلاء المصطافين الذين ذهبوا لقضاء يومين بعيداً عن ضوضاء العمل وزحمة الدنيا ، فإذا بهم يتهموا بأنهم عصابة وتنظيم ، كانت من ضمن الاتهامات استخدام الموتيلات في التخطيط وزعزعة الأمن وتوزيع منشورات والإعداد لقلب النظام طبعاً ( كل ده بالشورت والفانلة والكاب ) مصيف بقى .
وللأسف أن هؤلاء الشباب مساكين ، ولا يعلموا شيئاً عن ما قيل عن تنظيم الشورت والفانلة والكاب ويا ليتهم لم يذهبوا إلى بلطيم أو مطروح وهذا لسان حالهم ، أيحدث هذا في بلد يوصف بالأمن والأمان والديمقراطية ، أيحدث هذا لشباب في عمر الزهور لم يصطحبوا معهم إلا شورت وكريم للتسلخات وبعض الأطباق والملاعق الفارغة ليعيشوا يومين بدل الخنقة، أيحدث هذا في بلد يعلم صغيرهم قبل كبيرهم أنه لا ذنب لمجموعة التنظيم الإرهابي على البلاج هذا.... أقول نعم يحدث مادمنا فى مصر .
وتصدق الأغنية التي تقول يبقى انت أكيد في مصر ، لقد احتار الشباب في هذا النظام الأبدى .. فبعد ما قيل أن من يدخل المسجد هو إرهابي خاف الأهالي على أبناءهم وأثروا السلامة أنه لا صلاة إلا في البيت
وبعد ما قيل أن الحديث في السياسة يدخل السجن ، أشفق الآباء على الأبناء بما يحدث من مهازل في السجون والمعتقلات ، ولكن يصل الموقف إلى أن المصيف تنظيم إرهابي هذا لا يطاق فعلاً!!! بماذا سيتنفس هؤلاء الشباب ويخرجون كبتهم من إمتحانات وثانوية عامة وضغوطات حياة ، ثم نعود ونقول أين طاقات الشباب ، ورجال المستقبل ، والزعماء القادمون ، وهل سيخرج الكبت ويستثمر الطاقات بعد ذلك التضييق عليهم وهل تنتظروا منهم شيئاً بعد ذلك .
ما هذا العقل الحجري الذي يمضي رغم أنف الجميع في حرمان مصر من أبناءها وما هذا الذكاء الخارق الذي يقبض على مجموعة طلبة ذهبوا للاستجمام في أرض الله يتمتعون بما أبدعه المولى وصنعه فإذا بهم تنظيم إرهابي ؟
وقد كره الشباب انفهسم لا وظائف لا صلاة لا كلام في السياسة وحتى الاستجمام في مطروح وبلطيم ممنوع فماذا تنتظر منهم بعد ذلك ؟.
ماذا تتوقعون من شاب ذهب ليصيف فيلقى عليه القبض ويتحول فى ليلة وضحاها إلى قائد تنظيم الشورت والفانلة والكاب ومجموعة محترمة من الاتهامات بقلب نظام وزعزعة الامن كل ده وهو بالشورت ، الله على هذه العقول النيرة ، عجبت لهذا الوطن يسجن الطبيب والمهندس والمعلم ويترك تاجر المخدرات والمبيدات المسرطنة يستمتعوا في مارينا وأخواتها ، أما آن لليلي أن ينجلي لن يطول هذا الظلم والظلام ، أبشر يا محمد يا عليوه وأصدقاءك المصطافين ، أبشر بأنك دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بتنظيم إرهابي يقلب نظام دولة ويزعزع أمنها بشورت وفانلة وكاب ، لقد أحببت أن أكتب عن موال كل عام والذي أرجوا أن يكون آخر موال لهذا العام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق