الفرسان يرحلون فى هدوء

رحمة الله عليك
الفرسان يرحلون فى هدوء
ورحل فارس أخر من الفرسان المناضلون الوطنيون ، والذى لم يختلف عليه اثنان من مصر، رحل الفارس فى هدوء كعادته والذى ظل يصارع المرض 20 عاماً رحل وترك القضية محفوظة كما هى
اذاً فمن هو..
إبراهيم محمود شكرى، سياسي
مصري ووزير سابق بالحكومة المصرية، مؤسس ورئيس حزب العمل الإشتراكي (أحد أحزاب المعارضة)
نشأته
ينتمي شكري لأسر ثرية و عريقة في مدينة
شربين محافظة الدقهلية في منطقة وسط مصر. والده محمود شكري كان من حملة لقب باشا، والدته زينب واصف.
تخرج عام
1939 من كلية الزراعة - جامعة القاهرة
بداياته
أثناء دراسته في نوفمبر
1935 اصيب برصاص الانجليز.و ذلك خلال مظاهرة للطلبة ضد الاحتلال الانجليزي. اصبح نائبا في البرلمان 1949، حيث كان إشتراكيا في ذلك الوقت. تقدم بمشروع قانون بتحديد الملكية بخمسين فدانا. تم سجنه بسبب مقالة له في جريدة الاشتراكية حيث قال: اننا نرى ان وجودنا في السجون للدفاع عن حرية الشعب، هو احسن وافضل من أي نزهة نقضيها على افخر يخت في العالم. و هو ما أعتبر وقتها تلميحا ليخت الملك فاروق، فخر البحار، و حكم عليه بالسجن سبع أشهر بتهمة تحبيذ العيب في الذات الملكية، .لكن الله شاء أن يخرج من السجن بعد عدة أسابيع في 27 يوليو 1952. إثر إندلاع ثورة الضباط الأحرار على الملك فاروق. حيث غادر السجن إلى كوبري القبة، حيث قابل وقتها محمد نجيب و جمال عبدالناصر.
انتخب شكري عضوا في مجلس الامة أكثر من مرة.واستمر على نهجه في الدفاع عن الفقراء
شغل موقع نقيب الزراعيين.
إستلم في
25 سبتمبر 1952م رئاسة حزب مصر الفتاة الاشتراكي، و ذلك بعد تنحي أحمد حسين.
في عام
1972 تم تعينه محافظ الوادى الجديد،
أصبح رئيس لجنة الزراعة في مجلس الشعب
اختاره
انور السادات وزيرا للزراعة في عهد حكومة ممدوح سالم، وظل في المنصب حتى استقال - عام 1978.
تأسيسه حزب العمل الاشتراكي
كان
أنور السادات يحاول تحجيم الأحزاب الماركسية، فقام بالدعوة لقيام الحزب الوطني الديمقراطي ورأى المهندس إبراهيم شكري في هذه المرحلة فرصة لاحياء فكر حركة مصر الفتاة,فقرر التقدم إلى لحنة الأحزاب لانشاء حزب العمل الاشتراكي .وبالفعل تكلل مسعاه بالنجاح في تشكيل الحزب. ومن أجل ذلك استقال شكري من منصبه كوزير للزراعة في 1978 و أعلن قيام "حزب العمل الاشتراكي" حيث أعلن برنامج الحزب في 9 سبتمبر 1978.وتضمن برنامج الحزب خط الدفاع عن الفقراء والمطحونين من أبناء مصر .كما تبنى نهجا اسلاميا معتدلا.والتزم بمكانة مصر العربية ،وتصدي لمحاولات عزل مصر عن العرب . ووقف بقوة ضد محاولات السادات ومبارك التقارب مع إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية. ومن ذلك معركة حزب العمل ضد محاولات السادات مد مياه النيل لاسرائيل.وكانت جريدة الشعب الناطقة بلسان الحزب تجمعا وطنيا لكل القوى المحجوبة عن العمل الوطني من جانب السادات ثم مبارك . وخاضت الجريدة العديد من المعارك الوطنية ومنها التصدي لعمليات التطبيع مع اسرائيل. فضاق بها نظام مبارك فقرر اغلاقها في مايو عام2000,ومنذ اغلاق الجريدة خسرت مصر صوتا وطنيا حقيقيا دافع عن الفقراء والمظلومين. توفي يوم 5 أغسطس
وكان الأستاذ ابراهيم شكرى من أوائل الشباب الذى انضم لحركة مصرالفتاة بزعامة أحمد حسين ، وشارك فى المظاهرات الطلابية الكبرى عام 1935 ضد الاحتلال البريطانى وأصيب بالرصاص فى هذه المظاهرات . وتدرج فى حركة مصر الفتاة حتى أصبح نائبا لرئيس الحزب ، وعضوا بالبرلمان قبل الثورة . حيث تقدم بمشروع قانون بالغاء الرتب واللألقاب ومشروع قانون للاصلاح الزراعى أخذت بهما الثورة بعد قيامها. وأسس الاستاذ ابراهيم شكرى حزب العمل عام 1987 ، والذى رفع شعار الاسلام هو الحل عام 1986 وخاض معركة انتخابية كبرى بالتحالف مع التيار الاسلامى وكان لحزب العمل زعامة المعارضة فى مجلس الشعب بقيادة الاستاذ ابراهيم شكرى فى دورة 1979 و1987 . وكان لشكرى مواقفه المشهودة فى كافة قضايا الأمة العربية والاسلامية وشارك بنفسه فى كثير من الجهود والتحركات الشعبية لمساندة قضايا فلسطين ولبنان والعراق وايران وليبيا والسودان . كما كان له دوره المشهود ضد حالة الطوارى وكافة مظاهر الاستبداد والاستغلال والفساد فى مصر ، وحقق حزب العمل فى ظل قيادته انجازات كبرى كحزب اسلامى جماهيرى بدأ يهدد النظام مما دفعه الى قرارات التجميد الجائرة للحزب عام 2000 . ورفض ابراهيم شكرى رغم كل الضغوط موافقة أجهزة الأمن على عودة الحزب وجريدة الشعب الى وضعهما الطبيعى مقابل التخلص من مجدى حسين الأمين العام وعدد آخر من قيادات الحزب .ان وفاة ابراهيم شكرى اليوم هذا الشخصية الكبيرة والزعامة الوطنية المشهود لها ، وحزبه مجمد وصحيفته مغلقة ، لأكبر سبة فى جبين نظام مبارك ، الذى برهن على أنه لايحترم قيمة ولا مبدأ ولا زعامة وطنية . ان وفاة ابراهيم شكرى اليوم وهو على موقفه الشامخ قذيفة نهائية يصوبها قبل رحيله عن هذه الدنيا الفانية الى المفسدين فى الأرض الذين يحكمون مصر بالحديد والنار . فسيظل ابراهيم شكرى قيمة لمصر تذكرها الأجيال ، أما أنتم يا حكام البلاد فسيلعنك الله والناس والتاريخ . إن شكري رجلاً لم يتخلَّف عن موقفٍ وطني طوال حياته، وأصرَّ على الشرف والنزاهة والوطنية والعطاء دون مقابل.هكذا قال عنه فضيلة الاستاذ/عاكف
رحمة الله عليك واسكنك فسيح جناتك ولهم أهلك الصبر والسلوان وقد توفى عن عمر يناهر التسعين عاماً من الجهاد والنضال الشريف فى حب مصر

ليست هناك تعليقات: