لحظات قبل المحكمة

السيدة سوزان مبارك تدخلت لإبعاد سوزان تميم وعائلتها عن مصر وهو ما أدى لهروبها من هشام طلعت مصطفى الذي ظل لأكثر من عام يلاحقها
بينما تقترب الساعات معلنة بدء واحدة من أهم المحاكمات المثيرة في مصر، التي اختلطت فيها الثروة والسلطة والفساد مع العشق والمطاردة والانتقام ليجعلوا من قصة مغنية مبتدئة واحدة من قصص ألف ليلية وليلة جرت فصولها في عواصم متباعدة بين القاهرة ودبي وسويسرا ولندن وبيروت.واليوم ينفرد موقع "إنقاذ مصر" بمعلومات استقيناها من مصدر مقرب جدا من الراحلة سوزان تميم التي قتلت قبل أيام من صدور الحكم النهائي الذي صدر لصالحها في الاستئناف الذي قدمه هشام طلعت مصطفى ضد الحكم الذي صدر لصالحها بخصوص الأموال الموجودة في حساب بسويسرا وهو الحساب الذي حاول هشام تجميده في سويسرا بزعم أن هذه الأموال حصلت عليها سوزان بوصفها خطيبته وأنه بعد فسخ الخطوبة من حقه استعادت الأموال مرة أخرى، وهو ما ما لم تقتنع به المحكمة رغم وقوف والد سوزان تميم مع هشام طلعت مصطفى وتقديمه لشهادة تدعم أقوال هشام مما مثل القطرة التي أفاضت الكأس بين سوزان ووالدها الذي كانت تقاطعه.والسؤال هو كيف تدهورت علاقات هشام بسوزان إلى أن اتخذت قرارها بالهروب منه؟لقد عاشت سوزان تميم مع هشام طلعت مصطفى منذ قدومها إلى مصر هاربة من زوجها اللبناني عادل معتوق في أوائل مارس 2003 حيث استأجرت شقة في شارع مصدق في الدقي وعن طريق الأمير صاحب روتانا تعرفت على هشام طلعت مصطفى الذي انجذب إليها ووطد علاقاته معها قرابة الثلاث سنوات، حيث رفضت عائلته الزواج منها ولكن وفقا لمصادرنا فإنه تزوجها عرفيا بعد أن أفهمه والدها أنها مطلقة، وجابت معه العديد من البلاد، وطبقا لمصادرنا كانت سوزان تستخدم جواز سفر مصري دبره لها هشام طلعت مصطفى لكي تتخطى العقبات القانونية بسبب دعاوى زوجها اللبناني عادل معتوق الذي أصدر بحقها بطاقة حمراء من الانتربول العربي لجلبها إلى بيروت، حيث لم تتمكن حتى وفاتها من الحصول على الطلاق منه.وقال المصدر المقرب من سوزان تميم لنا أن سوزان عاشت في مصر مع هشام كأميرة بعد أن أغدق عليها كل ما تحلم به أي أميرة، بعد أن أحبها هشام طلعت مصطفى بشكل مبالغ فيه، حتى أنها كانت تطلب منه تطليق زوجته الأولى وأم أولاده، وكان يهرب من كثرة مطالبها بالإغداق عليها وبشغلها في الغناء وتصوير بعض الأغنيات التي أنتجها لها والتي صورتها في سويسرا ولم تذاع حتى الآن.وأضاف المصدر أن سوزان تميم كانت شاهدة على معظم الاتفاقات المتعلقة بأراضي مدينة (مدينتي) وكان هشام يستقبل في بيتها عدد من الضيوف المهمين ومنهم نجل الرئيس جمال مبارك.وجاءت نهاية قصة سوزان عندما اشتكت زوجة هشام طلعت مصطفى وأم أولاده هذا الوضع للسيدة سوزان مبارك حرم الرئيس مبارك، والتي تربطها قرابة بوالد هشام –رحمه الله- وبالفعل أصدرت حرم الرئيس توصية بضرورة طرد سوزان تميم وعائلتها وعدم السماح لهم بدخول مصر مرة أخرى.وعلى عجل وأثناء عشاء كانت تحضره سوزان تميم وهشام طلعت مصطفى وضيوف آخرين جرى استدعاء هشام وأبلغه شخص مهم بأن هناك أوامر عليا صدرت بضرورة مغادرة سوزان تميم وإلا جرى ترحيلها بالقوة إلى لبنان، وأن هذه أوامر لا يمكن التراخي فيها، فلم يكن أمام هشام إلا استدعاء سوزان وإبلاغها أن مهمة عاجلة في انتظاره وأنه يتعين عليها مرافقته إلى دبي. وقد انتظر مرافقوهم على العشاء عودتهم فلم يعودوا وفوجئوا بسوزان تميم تتصل بهم في اليوم التالي من دبي.وفي دبي ترك هشام سوزان زاعما أن وراءه اجتماع مهم في السعودية وفوجئت به بعد عدة أيام يتصل بها من القاهرة ليبلغها أن استدعاء عاجلا جاء به إلى القاهرة، وحاول هشام استطلاع الموقف وتبين له أنه من غير الممكن السماح لسوزان بالعودة مرة أخرى.وأضاف المصدر أن سوزان بدأت تقلق بعد أن تركها هشام وكانت عصبية فقرر إرسال الطائرة إليها لنقلها إلى لندن حتى يلحق بها.وبالفعل وصلت سوزان إلى لندن ولحقها هشام بالفعل لكنه لم يستطع المكوث طويلا وطلب منها البحث عن بيت لشرائه وبالفعل كان معروضا عليه بيت ثمنه 3 مليون جنيه إسترليني وآخر ثمنه 5 مليون إسترليني كانت سوزان تفضل شراؤه.وكانت والدة سوزان بصحبيتها في لندن في هذا الوقت الذي اشتعلت النيران في صدرها ولم تعد تفهم ما يحدث ولم يخبرها هشام بسر ما حدث سوى طلبه منها بعدم نزول مصر هي أو والدتها وأنه سيشرح لها الموقف في وقت لاحق، وظنت سوزان أن وراء الأمر سرا يخفيه فأرسلت والدتها إلى القاهرة، وقد وصلتها بالفعل بشكل مفاجئ فجرى اعتقالها في المطار وتم ترحيلها إلى بيروت.لم يكن ما حدث –كما أضاف المصدر- كافيا لسوزان لتفهم لأنها كانت شخصية عنيدة لأبعد الحدود فأبلغت هشام أنها في طريقها للقاهرة وبالفعل نزلت في مطار القاهرة لتجد في انتظارها مجموعة من الرجال الأشداء يلبسون ملابس مدنية يتجهون إليها، وينادونها (إنت يا ست انتي) فدخلت إلى الحمام وطال بها الوقت حيث كانت تجري مكالمة هاتفية وتبكي .. ولما تأخرت في الحمام دق الرجال عليها الباب سائلين إياها أن تخرج وإلا كسروا عليها الباب.خرجت سوزان تميم وهي شبه منهارة ولا ندري هل سقطت بالفعل مغشيا عليها أم مثلت ذلك، وعلى كل الأحوال فقد جرى نقلها للمستشفى حيث أفاقت هناك، وبعد تدخلات جرى إعادتها إلى لندن وليس إلى بيروت حيث ينتظرها حكم بالحبس عامين في قضية أخذها أكثر من 300 ألف دولار من منزل زوجها عادل معتوق قبل مغادرتها له أثناء سفره.عادت سوزان تميم إلى لندن عازمة على قطع صلاتها نهائيا مع هشام طلعت مصطفى، وكانت نهاية العلاقة هي بداية لرحلة طويلة من المطاردة والمراقبة قادها هشام طلعت مصطفى الذي حاول استعادتها بكل الطرق وبكل وسائل الترغيب والترهيب.ومن تلك المحاولات إرسال هشام لشقيقة المهندس طارق طلعت مصطفى بطائرة هشام الخاصة إلى بيروت حيث اصطحب والدها عبد الستار تميم وتوجهوا سويا إلى لندن للبحث عنها العام الماضي، وقد فشلت كل هذه المحاولات حيث كانت قد تعرفت على الملاكم العراقي رياض العزاوي بطل العالم في رياضة الكيك بوكس وتطورت العلاقة بينهما لتحتمي به من تهديدات هشام، ويقال أنها تزوجته كما أكدت بعض المصادر القانونية لنا في لندن، وطبعا تم هذا الزواج بالتحايل لأنها كانت لاتزال لم تحصل على الطلاق من عادل معتوق، ورغم ذلك كانت قد تزوجت عرفيا من هشام طلعت مصطفى ولم يطلقها، ثم تزوجت الثالث أملا في الحصول على الجنسية البريطانية التي يمكن أن تحميها في بحسب اعتقادها من ألأحكام القضائية الـ 12 التي ربحها ضدها زوجها اللبناني عادل معتوق، ومطاردات هشام طلعت مصطفى الذي لم يوفر وسيلة للضغط عليها إلا وسلكها، وكان طبقا لمصادرنا قد أدرك أنها تعيش مع العزاوي مما جعل يفقد ما تبقى في عقله من حكمة.
وأشارت المصادر المقربة من سوزان تميم أن سوزان لم تكن تفكر في البداية للانتقال إلى دبي، بل كانت تفضل السفر إلى الولايات المتحدة وبالفعل سافرت لكندا، حيث حاولت من هناك حل بعض المشكلات السابقة في الولايات المتحدة مع متعهد حفلات كان والدها قد تعاقد معه على عدد من الحفلات هناك لم تنفذ في حينه منها إلا حفلة واحدة مما جعل المتعهد يلجأ للقضاء هناك وهو ما جعل دخول الولايات المتحدة بالنسبة لها محفوف بالمخاطر، فعادت إلى لندن، حتى انتقلت إلى دبي قبل أقل من أسبوعين من قتلها في شقتها صباح الاثنين 28 يوليو السابق.وأثناء كتابة هذا الموضوع جاءت الأنباء من القاهرة بمنع والد سوزان تميم من دخول مصر لحضور المحاكمة كما أفاد محاميه سمير الششتاوي وهو ما يؤكد ما ذكرناه من وجود قرار مسبق بمنع دخول سوزان أو أي من أفراد عائلتها إلى مصر..

ليست هناك تعليقات: