وقفات بعد الانتخابات التشريعية
بقلم ياسر حسن
انتهت الجولة الأولى والأخيرة من المعركة الانتخابية في مصر أو ما أطلق عليها المراقبون ( المذبحة ) التي طالت جماعة الإخوان المسلمين ..
الآن يقول القائل لجماعة الإخوان.. ألم ننصحكم بعدم الترشح في الانتخابات؟.. ألم نقل لكم لا تخوضوا هذا العراك المقسم بين الوطني والأحزاب الهشة؟.. ألم ، ألم ..؟
وإذا كنت أنا مع خوض الانتخابات إلا أنني كنت أيضاً ضدها ؟؟ لقد كتبت منذ شهر تقريباً أن الانتخابات سوف يحدث بها هولوكست قادم ومذبحة كبرى قد تكون موجهة في الأساس إلى ( الإخوان ) القوى العظمى الثانية في مصر بعد الحزب الوطني ..
وإذا كنا لم نتعلم الدرس الآن يجب علينا المذاكرة مرة أخرى ونعلم كيف لا نهزم حتى إذا خسرنا .. والحقيقة أن الإخوان في تلك الانتخابات لم تخسر برغم خسارة نوابها المقاعد التي حصلوا عليها في عام 2005 "88" مقعد.
ويكفي أنك ليل نهار تسمع فضائح الحزب الوطني تصم الآذان من كثرتها ورائحتها التي زكمت الأنوف .. فاز الإخوان في المجلس ولم يحصلوا على ما توقعوا ..
وبرغم ذلك تجد الوكالات والمحطات لا تكف عن بث علميات التزوير المجمعة التي حدثت في اللجان والدوائر المختلفة .. فاز الإخوان ولكن قبل أن نقول أنهم فازوا يجب علينا أن نعترف أن الإخوان بالفعل قد خسروا .. فما السبب فى تلك الهزيمة ؟!
إن رصيد الإخوان ليس بهين حتى نقول لقد انتهت الإخوان دعوة ودعاة .. وإذا كنا نعرف أن الصراع بين الحق والباطل منذ قديم الزمان وتلك سنة الله .
فلا نقول أن الجماعة انكسرت ولا الطغاة تابوا.. ومتى كان للطغاة قلوب تشعر بالرحمة والعدل.. لذا تجدهم يأتون بالأفعال التي تغلب الشيطان .. ويتجبر المتكبر الطاغي، ولكن إلى متى ؟ إنها حيرة الباطل المتجبر دائماً في مواجهة أصحاب العقيدة المؤمنة .
إن قوة الشر والضلال يتعاركان في هذه الأرض والمعركة مستمرة إلى يوم الدين والشر جامح والباطل مسلح وهو يبطش غير متحرج ويضرب غير متورع ويملك أن يفتن الناس عن الخير بعد أن اهتدوا إليه .. ومن الحق أن تنفتح قلوبهم له ، فلابد للإيمان والخير والحق من قوة تحميها من بطش الظالمين الطاغين الرافضين للنور أن يضئ !!
من هنا جاءت البداية أن هناك خلل ما قد أصابنا وفتنا وترك أثراً في صدورنا لا بد من إصلاحه.. حتى تعود السفينة بدفتها إلى الآمان ونقود جموع الناس إلى البر .
لقد ترك الله الخير والشر أن يتنافسا فمنح الخير قوة الإيمان وأعطى الشر القوة المادية .. فالقوة المادية التي يملكها قد تزلزل القلوب وتقنن النفوس .
ولكن الله قد يمتحن خيار الناس الأشرار ويبتلي أصحاب الجد والعمل بأهل العجز والكسل . لذا فإن الله لا يبارك في أعمالهم ، لأن الله لا يصلح عمل المفسدين حتى وإن ملكوا الدنيا .. عزاؤنا أن كل دعاة الإصلاح لم تكن طرقهم سهلة ، فالتاريخ يقول لنا أن الدعاة كيف حاربوا وسامهم الطغاة سوء العذاب .
ويحق للجميع أن يفكر ما الذي أصاب الدعوة هل هي في مسار الخطأ أم أنها على طريق الصواب والرشاد ؟ هل تركت الدين وجاءت إلى الدنيا ولا بد لها أن تعود ؟ هل نحن على حق أم لا ؟ كل هذه الأسئلة الدائرة في خلد الكبير والصغير . فلا يكفى للحق أنه حق ليقف عنه عدوان الباطل بل لا بد من قوة تحميه وتدافع عنه لأن الله لا يرضى لدعوة حملت اسمه أن يكون أصحابها من المتكاسلين الذين لا يقومون الليل ولا يصومون إلا شهر رمضان ، ولا يرضى الله أن يكون صاحب دعوته متكاسلاً خاملاً يجلس دون تحريك حتى وإن لم يكن له بها طريق . فأول ما يبدأ به الله إلى الجحيم ( به فبدأ ) .
إنما الزاد الذي يتزود به الداعية إلى الله يمتلك بها زخيرة الحرب هي تؤهله لكي يواجه الباطل ويكسر شوكته . لقد آلمني بعض الدعاة المصلحون الذي قالوا هلم بنا نترك الساحة ونجلس في المساجد نقرأ كتاب الله ونقتفي أثر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأين هم من أصحاب النبي الذين كانت محطتهم للناس من المسجد وإلى المسجد ومن ثم انتقلوا فاقتحموا بلاداً لم نسمع عنها من قبل ، أولئك الدعاة الأمناء الذين يرحمهم الله لأنهم يتحملون الابتلاءات بدعوتهم ويخوضون بها بين الصخور والأشواك ، ذخيرتهم الإيمان والمعرفة ورايتهم أنهم على الحق المبين .
فطبيٌعي أن نجد ترهلاً في الدعوة وخلافاً لا يدوم ، وطبيعٌي أن نرى خروجاً من الصف بعد الثبات ، وطبيٌعي أن نرى الضعاف ينزلون تباعاً من المحطات لا يثبتون إلى آخر الوصول ..
كل هذا طبيعي ومقدر للدعوات طالما أننا نسير في الطريق الصعب المملوء بالشوك لكنه آخر الطريق نعلم أننا في الطريق الصحيح الموصل إلى حيث نريد .
إن الأحداث التي تتصارع تلوا بعضها تضرب يمنةَ ويساراً دعوة الإخوان في كل وقت لا بد لها من يوم معلوم ترد فيه المظالم ، فكم من طغاة عّمروا الدنيا ثم تركوها وأصبح الناس ينظرون إليهم (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ @831;٢٥@830; وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ @831;٢٦@830; وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ @831;٢٧@830; كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ @831;٢٨@830; فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ @831;٢٩@830;
لقد أدمن الفجّار الذل و الإذلال للشعوب ويعوون كالكلاب الضالة المسعورة ليلاً ونهاراً بالآمنين ، يهدمون الآمن والاستقرار وأهدروا دماء الشرفاء بغير حق وأصبحت لغة الرصاص هي الفيصل بين الحق والباطل حتى طالت البسطاء والداعين إلى الله .
واعتاد الناس أن يروا البراءة تقف في قفص الاتهام ويجلس الشر على مقاعد الحكم ويمشي الباطل منتفخاً وقد أحاطته الأبهة بينما يسير الحق متعسراً في سكون وخوف ، وينظر الداعي إلى الله ويقول في نفسه ما هذا الظلم ، كيف ينهزم الحق وهو على حق وكيف تتراجع البراءة أمام الجريمة ويكسب الشر معركتهم مع الصالحين ، ألم يعد في الأرض عدل (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) .
أتظن أن الله قد نسيهم ؟ وهل تظن أن الله غافل عنهم ؟ والإجابة بالطبع لا . لكن الله تعالى يختبر الدعاة والطائعين ويمتحنهم من الذي حمد وصبر ومن الذي خاف وفر .
ورغم أن الشر دائماً ما يهزم الخير إلا أن الأيام بعدها تطوي هذه الصفحة ويعود ميزان الحق إلى طبيعته ، ولو بعد حين لأن الله جعل انتصار الحق سنة كونية ، كخلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار سنة الله لا تختلف ولكنها تبطئ ، ولكن النهاية الانتصار للحق والخير .
لقد قلت كل شئ وبقي أن نعود ، فلربما أخطاؤنا في شئ لم نفعله ، ولربما قصرنا في شئ لمن ننفذه ، ولربما أخطاؤنا وقصرنا في عمل لم نعمله ظنناه صغيراً ( رُب عمل كبير حقرته نيه ، ورُب عمل صغير عّظمته نية ) أعود فأقول إن الذي حدث في الانتخابات التشريعية من تزوير وبلطجة وقتل نحن مشتركون في حدوثه وتسببه ، لأننا نعلم أن الحكومات السلطوية سوف تواجهنا بتلك الطرق الغيرشرعية فكان علنيا التنبيه وإبلاغ الرأي العام الدولي من فترة حتى تتم عمل ورقة خطط لا يضيع فيها قتلى .
أعود لبداية الحديث فلقد حدث خلل بداخل كل فرد فينا يجب علينا تداركه قبل أن نغرق في دوامات الحسابات الدنيوية وقبل أن تقع الفأس في الرأس ونبحث بعد ذلك عن كبش فداء لتلك الأحداث . ونفاجأ بعدها أن الجميع عليه الوزر ويجب أن يحاسب على هذا الخطأ الذي وقع .
إن ما نحن فيه الآن ليس بمأزق .. لأن المأزق أمر طارئ قد يتعرض له القوي والضعيف ، الجاهل والعالم ، المستقيم والمنحرف ، وكل على قدر طاقته في التخلص من المأذق الذي تعرض له . إن ما نحن فيه وللأسف تستطيع أن تلمسه بقلبك قبل يدك وأنت وأنا أعلم به من غيرنا .
إن ما نحن فيه واقع محزن ، ترسب منذ أجيال حتى أحاطت به تراكمات ومصائب ، قد تعجز عن حله الآن لأننا يلزمنا عشرات السنين حتى نخرج من هذا المأزق إذا أردنا ذلك..
كل ما يلزمنا من علاج لكي يكتمل عماد الصلاح.. أن نعود إلى الشريعة الصالحة المستقيمة مع الانفتاح على العالم بشتى مناحيه ..هنا فقط أجزم أننا سنرث الأرض كما قال الله (إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) . سورة الأنبياء الآية 105 .
الآن يقول القائل لجماعة الإخوان.. ألم ننصحكم بعدم الترشح في الانتخابات؟.. ألم نقل لكم لا تخوضوا هذا العراك المقسم بين الوطني والأحزاب الهشة؟.. ألم ، ألم ..؟
وإذا كنت أنا مع خوض الانتخابات إلا أنني كنت أيضاً ضدها ؟؟ لقد كتبت منذ شهر تقريباً أن الانتخابات سوف يحدث بها هولوكست قادم ومذبحة كبرى قد تكون موجهة في الأساس إلى ( الإخوان ) القوى العظمى الثانية في مصر بعد الحزب الوطني ..
وإذا كنا لم نتعلم الدرس الآن يجب علينا المذاكرة مرة أخرى ونعلم كيف لا نهزم حتى إذا خسرنا .. والحقيقة أن الإخوان في تلك الانتخابات لم تخسر برغم خسارة نوابها المقاعد التي حصلوا عليها في عام 2005 "88" مقعد.
ويكفي أنك ليل نهار تسمع فضائح الحزب الوطني تصم الآذان من كثرتها ورائحتها التي زكمت الأنوف .. فاز الإخوان في المجلس ولم يحصلوا على ما توقعوا ..
وبرغم ذلك تجد الوكالات والمحطات لا تكف عن بث علميات التزوير المجمعة التي حدثت في اللجان والدوائر المختلفة .. فاز الإخوان ولكن قبل أن نقول أنهم فازوا يجب علينا أن نعترف أن الإخوان بالفعل قد خسروا .. فما السبب فى تلك الهزيمة ؟!
إن رصيد الإخوان ليس بهين حتى نقول لقد انتهت الإخوان دعوة ودعاة .. وإذا كنا نعرف أن الصراع بين الحق والباطل منذ قديم الزمان وتلك سنة الله .
فلا نقول أن الجماعة انكسرت ولا الطغاة تابوا.. ومتى كان للطغاة قلوب تشعر بالرحمة والعدل.. لذا تجدهم يأتون بالأفعال التي تغلب الشيطان .. ويتجبر المتكبر الطاغي، ولكن إلى متى ؟ إنها حيرة الباطل المتجبر دائماً في مواجهة أصحاب العقيدة المؤمنة .
إن قوة الشر والضلال يتعاركان في هذه الأرض والمعركة مستمرة إلى يوم الدين والشر جامح والباطل مسلح وهو يبطش غير متحرج ويضرب غير متورع ويملك أن يفتن الناس عن الخير بعد أن اهتدوا إليه .. ومن الحق أن تنفتح قلوبهم له ، فلابد للإيمان والخير والحق من قوة تحميها من بطش الظالمين الطاغين الرافضين للنور أن يضئ !!
من هنا جاءت البداية أن هناك خلل ما قد أصابنا وفتنا وترك أثراً في صدورنا لا بد من إصلاحه.. حتى تعود السفينة بدفتها إلى الآمان ونقود جموع الناس إلى البر .
لقد ترك الله الخير والشر أن يتنافسا فمنح الخير قوة الإيمان وأعطى الشر القوة المادية .. فالقوة المادية التي يملكها قد تزلزل القلوب وتقنن النفوس .
ولكن الله قد يمتحن خيار الناس الأشرار ويبتلي أصحاب الجد والعمل بأهل العجز والكسل . لذا فإن الله لا يبارك في أعمالهم ، لأن الله لا يصلح عمل المفسدين حتى وإن ملكوا الدنيا .. عزاؤنا أن كل دعاة الإصلاح لم تكن طرقهم سهلة ، فالتاريخ يقول لنا أن الدعاة كيف حاربوا وسامهم الطغاة سوء العذاب .
ويحق للجميع أن يفكر ما الذي أصاب الدعوة هل هي في مسار الخطأ أم أنها على طريق الصواب والرشاد ؟ هل تركت الدين وجاءت إلى الدنيا ولا بد لها أن تعود ؟ هل نحن على حق أم لا ؟ كل هذه الأسئلة الدائرة في خلد الكبير والصغير . فلا يكفى للحق أنه حق ليقف عنه عدوان الباطل بل لا بد من قوة تحميه وتدافع عنه لأن الله لا يرضى لدعوة حملت اسمه أن يكون أصحابها من المتكاسلين الذين لا يقومون الليل ولا يصومون إلا شهر رمضان ، ولا يرضى الله أن يكون صاحب دعوته متكاسلاً خاملاً يجلس دون تحريك حتى وإن لم يكن له بها طريق . فأول ما يبدأ به الله إلى الجحيم ( به فبدأ ) .
إنما الزاد الذي يتزود به الداعية إلى الله يمتلك بها زخيرة الحرب هي تؤهله لكي يواجه الباطل ويكسر شوكته . لقد آلمني بعض الدعاة المصلحون الذي قالوا هلم بنا نترك الساحة ونجلس في المساجد نقرأ كتاب الله ونقتفي أثر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأين هم من أصحاب النبي الذين كانت محطتهم للناس من المسجد وإلى المسجد ومن ثم انتقلوا فاقتحموا بلاداً لم نسمع عنها من قبل ، أولئك الدعاة الأمناء الذين يرحمهم الله لأنهم يتحملون الابتلاءات بدعوتهم ويخوضون بها بين الصخور والأشواك ، ذخيرتهم الإيمان والمعرفة ورايتهم أنهم على الحق المبين .
فطبيٌعي أن نجد ترهلاً في الدعوة وخلافاً لا يدوم ، وطبيعٌي أن نرى خروجاً من الصف بعد الثبات ، وطبيٌعي أن نرى الضعاف ينزلون تباعاً من المحطات لا يثبتون إلى آخر الوصول ..
كل هذا طبيعي ومقدر للدعوات طالما أننا نسير في الطريق الصعب المملوء بالشوك لكنه آخر الطريق نعلم أننا في الطريق الصحيح الموصل إلى حيث نريد .
إن الأحداث التي تتصارع تلوا بعضها تضرب يمنةَ ويساراً دعوة الإخوان في كل وقت لا بد لها من يوم معلوم ترد فيه المظالم ، فكم من طغاة عّمروا الدنيا ثم تركوها وأصبح الناس ينظرون إليهم (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ @831;٢٥@830; وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ @831;٢٦@830; وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ @831;٢٧@830; كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ @831;٢٨@830; فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ @831;٢٩@830;
لقد أدمن الفجّار الذل و الإذلال للشعوب ويعوون كالكلاب الضالة المسعورة ليلاً ونهاراً بالآمنين ، يهدمون الآمن والاستقرار وأهدروا دماء الشرفاء بغير حق وأصبحت لغة الرصاص هي الفيصل بين الحق والباطل حتى طالت البسطاء والداعين إلى الله .
واعتاد الناس أن يروا البراءة تقف في قفص الاتهام ويجلس الشر على مقاعد الحكم ويمشي الباطل منتفخاً وقد أحاطته الأبهة بينما يسير الحق متعسراً في سكون وخوف ، وينظر الداعي إلى الله ويقول في نفسه ما هذا الظلم ، كيف ينهزم الحق وهو على حق وكيف تتراجع البراءة أمام الجريمة ويكسب الشر معركتهم مع الصالحين ، ألم يعد في الأرض عدل (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) .
أتظن أن الله قد نسيهم ؟ وهل تظن أن الله غافل عنهم ؟ والإجابة بالطبع لا . لكن الله تعالى يختبر الدعاة والطائعين ويمتحنهم من الذي حمد وصبر ومن الذي خاف وفر .
ورغم أن الشر دائماً ما يهزم الخير إلا أن الأيام بعدها تطوي هذه الصفحة ويعود ميزان الحق إلى طبيعته ، ولو بعد حين لأن الله جعل انتصار الحق سنة كونية ، كخلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار سنة الله لا تختلف ولكنها تبطئ ، ولكن النهاية الانتصار للحق والخير .
لقد قلت كل شئ وبقي أن نعود ، فلربما أخطاؤنا في شئ لم نفعله ، ولربما قصرنا في شئ لمن ننفذه ، ولربما أخطاؤنا وقصرنا في عمل لم نعمله ظنناه صغيراً ( رُب عمل كبير حقرته نيه ، ورُب عمل صغير عّظمته نية ) أعود فأقول إن الذي حدث في الانتخابات التشريعية من تزوير وبلطجة وقتل نحن مشتركون في حدوثه وتسببه ، لأننا نعلم أن الحكومات السلطوية سوف تواجهنا بتلك الطرق الغيرشرعية فكان علنيا التنبيه وإبلاغ الرأي العام الدولي من فترة حتى تتم عمل ورقة خطط لا يضيع فيها قتلى .
أعود لبداية الحديث فلقد حدث خلل بداخل كل فرد فينا يجب علينا تداركه قبل أن نغرق في دوامات الحسابات الدنيوية وقبل أن تقع الفأس في الرأس ونبحث بعد ذلك عن كبش فداء لتلك الأحداث . ونفاجأ بعدها أن الجميع عليه الوزر ويجب أن يحاسب على هذا الخطأ الذي وقع .
إن ما نحن فيه الآن ليس بمأزق .. لأن المأزق أمر طارئ قد يتعرض له القوي والضعيف ، الجاهل والعالم ، المستقيم والمنحرف ، وكل على قدر طاقته في التخلص من المأذق الذي تعرض له . إن ما نحن فيه وللأسف تستطيع أن تلمسه بقلبك قبل يدك وأنت وأنا أعلم به من غيرنا .
إن ما نحن فيه واقع محزن ، ترسب منذ أجيال حتى أحاطت به تراكمات ومصائب ، قد تعجز عن حله الآن لأننا يلزمنا عشرات السنين حتى نخرج من هذا المأزق إذا أردنا ذلك..
كل ما يلزمنا من علاج لكي يكتمل عماد الصلاح.. أن نعود إلى الشريعة الصالحة المستقيمة مع الانفتاح على العالم بشتى مناحيه ..هنا فقط أجزم أننا سنرث الأرض كما قال الله (إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) . سورة الأنبياء الآية 105 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق