نحن أمام حلقة جديدة من الجزء الثاني لمسلسل حدائق الشيطان لكن البطولة هذه المرة للدكتور يوسف والي وزير الزراعة الأسبق وأمين الحزب الوطني سابقا والذي استغل سلطته ونفوذه لصالح أقاربه الذين تحكموا في كل شيء ببركة يوسف الصديق بالفيوم. فقد استغل أقارب الوزير الاسبق سلطة معاليه في كل شيء وفرضوها علي المزارعين ورجال الشرطة وقاموا بإجبار الأهالي بمساعدة الشرطة علي ترك أراضيهم الزراعية المجاورة لأرض عائلة الوزير والتنازل عنها بالقوة مرة تحت تهديد السلاح ومرة عن طريق ضباط مباحث المركز وتحت عمليات التهديد المستمرة والضغط الجبار من قبل رجال الشرطة الذين كانوا يعملون لصالح والي ترك هؤلاء المزارعون أراضيهم رغما عنهم ومنهم من فضل التنازل عنها بدلا من تلفيق القضايا رغم أن العقود التي تسلمها هؤلاء المزارعون من هيئة الإصلاح الزراعي تثبت ملكيتهم فقد تسلمها أجدادهم وأباؤهم وفقا لقرار الرئيس جمال عبدالناصر ومع تولي يوسف والي منصب وزير الزراعة لم يأت ذلك علي هواه فقرر ضم كل الأراضي المجاورة لأرض عائلته وسخر كل شيء لذلك وبالتأكيد في عالم الفساد كل شيء مباح من بلطجة وسرقة وابتزاز وتلفيق قضايا .. إلخ. لكن مع نسائم ثورة التحرير التي غيرت كل شيء في مصر والتي كان لها أثر علي كل شيء في البلد قرر هؤلاء المزارعون وأبناؤهم استعادة حقهم المسروق بالقوة مهما تكلف الأمر وخرجوا بأسرهم كاملة العدد وجلست كل أسرة وسط أرضها المسروقة وعندما علم بذلك أقارب الوزير السابق بسرعة البرق اتجهوا وغفرهم وكل التابعين لهم واشتبكوا مع أصحاب الأرض الحقيقيين بالأسلحة النارية وكادت أن تحدث مجزرة لولا التدخل السريع للقوات المسلحة التي تمكنت من السيطرة علي الموقف ووعدت بأن يأخذ كل ذي حق حقه.. وانتقلت الأنباء الدولية لموقع الحدث والتقت بعدد من هؤلاء المزارعين وقال أحمد محمد السيد 46 عاما مقيم بقارون أن عائلة والي قد استولت علي مساحة أرض فدانين خاصة به وقد ورثها عن والده الذي حصل عليها عام 1968 أيام الرئيس جمال عبدالناصر من الجمعية الزراعية للإصلاح الزراعي ولكننا فوجئنا بالشرطة تجبرنا علي الخروج من ملكية خاصة لنا ولن نتنازل عن حقوقنا مهما كان الثمن. وأضاف علي عبدالله علي 50 سنة أحد المزارعين المتضررين من ظلم عائلة والي قائلا اشتغلنا كثيرا في الأرض التي نمتلكها تحت سطوة عائلة الوزير بعد أن استولوا عليها بالقوة وأصبحنا عمالا بالأجر في أملاكنا لسنوات طويلة لكن هذا الصمت لن يتكرر وحان الوقت لكي نكشف الحقائق ونطالب بحقوقنا وان كان لدي عائله "والي" اوراق تثبت ملكيتهم لهذه المساحات من الاراضي الزراعيه فليتقدموا بها الي النيابه العامه مؤكدين ان نفوذهم واعتمادهم علي الدكتور يوسف والي منذ سنوات هي التي منعتنا من الحديث ولكن وبعد ان استطاع الشعب ان يهدم اسطوره النظام الفاسد اعطانا القوة لنهزم من ظلمونا وحرمونا من اراضينا التي ورثناها عن اجدادنا وابائنا . واضاف اننا تعرضنا للموت بعد ان قررنا استرجاع الارض الينا مره اخري وتركنا منازلنا واستقررنا داخل الارض الزراعيه لنحرسها ونزرعها الا ان بعض الافراد من عائلة والي قاموا باطلاق الرصاص علينا ولكننا استعنا بالجيش واثناء تواجد الجيش منع اطلاق الرصاص علينا واكد علي ان من لديه الاوراق التي تثبت احقية الملكيه فهو صاحب حق وله الحق في الارض ونحن لدينا ما يثبت ذلك وقد تقدمنا به الي القيادات والي محافظ الفيوم وقرر محافظ الفيوم ان هناك لجنه من مديريه الزراعة كان من المفترض ان تعاين الارض الا انها لم تتحرك حتي الان ولا تعاين الارض واننا مستمرون في الارض حتي ان نجد حلا او الموت عليها. وأضافت رشا عبد العليم75 سنه بعض افراد عائله الدكتور يوسف والي اجبروني وزوجي وابنائي الصغار علي الخروج من الارض بعد ان هاجمونا بالجرارات الزراعيه وتحت تهديد السلاح وعندما توجهنا لنشكو للشرطه حبسوا زوجي الذي توفي بعد خروجه من قسم الشرطه باسبوع وخفت علي اطفالي فاحتفظت بالاوراق وانتظرت هذه اللحظه التي اخرج فيها انا وابنائي لأسترد الارض التي اغتصبها افراد عائلة والي منا عنوة وساندهم في ذلك حكومة العادلي وزير الظلم. واضاف وحيد السيد 43سنه ان مساحه الارض التي تم اغتصابهم من الفلاحين تنقسم الي عدة مناطق وكل منطقه لها قصه تختلف عن الاخري في ملكيتها ولكنها في النهايه تقترب من ارض عائله والي مما اعطاهم الفرصه في السيطرة علي الارض بالتعاون مع رجال الشرطه الذين لم يرحمونا وتم اجبارنا وآباءنا علي الخروج بالقوة من الارض.. وفي منطقه قواته تم تسليم الارض للفلاحين الذين حاربوا ودافعوا عن بلادنا بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان عدد المستفيدين آنذاك 850 فلاحا علي ان يتم التوزيع لكل فلاح فدانان بالتوالي . واضاف علي محمد حسن 44 سنه انه في عام 1966 تمكنت هيئه الاستصلاح الزراعي من الاستيلاء علي 75فدانا و6 قراريط والمملوكه لورثة محمد أمين والي وقامت الهيئه بتوزيع هذه المساحه علي صغار المزارعين واختصت كل مزارع بفدان وتسعة عشر قيراطا وكان عدد المستفيدين 52فلاحا يحوزون هذه المساحه ويقومون بزراعتها واضاف ان تعاملنا كان مع الجمعيه الزراعيه التابعه للاصلاح الزراعي وفي عام 1986وطبقا للقانون رقم 3لسنه 1986قام الفلاحون بتقديم طلبات شراء المساحه المذكورة وقاموا بسداد رسوم كراسات الشروط وطبقا للقانون فانه يعتبر ملكية نهائية بالنسبه للاراضي التي حصلنا عليها من قبل الاصلاح الزراعي خاصة بعد مضي 15 سنه واتخذ المزارعون كافة الاجراءات لاثبات ملكيتهم للارض وفق القانون لكن الهيئة تقاعست عن ذلك دون سند قانوني او مبرر. وقال محمود عبد المنعم 54سنه فوجئنا عام 1993 ان محمود محمد امين والي بصفته احد الورثه لـ محمد امين والي تمكن عن طريق الجمعيه الزراعيه وعمل محاضر ضد الفلاحين بمركز الشرطه من نزع 3 فدادين من مساحات الارض الزراعيه التي تسلمانها في عهد عبدالناصر وبعد تسليمه مباشرة قام باقي ورثه امين والي بصحبه الشرطه بالضغط علي الفلاحين واستخدام كافه انواع العنف من اجل ترك الارض والتنازل عنها لكننا رفضنا ترك الارض وفي 1997 وبعد ان رفضنا الخروج من الارض او الاستجابه لتهديدات عائله والي قامت الشرطه بانتهاك أدميه اكثر من 100 فلاح واجبروهم علي ترك الارض بالقوة حيث قام رجال الشرطه بانتزاع الفلاحين من منازلهم ونشر الفزع والخوف داخل القريه والقاء القبض علي 28فلاحا واجبروهم بالتوقيع علي اوراق تاجير لورثه شقيق يوسف والي وبعد شهر قامت حمله اخري من مركز ابشواي بالقبض علي مجموعه من الفلاحين واجبروهم علي التوقيع كما فعلوا مع الاخرين مما اضطر البعض من ابناء القريه للخضوع لظلم الشرطه والتخلص من العذاب الذي تعرضوا له وتركوا الارض. واضاف المعتصمون اننا تعرضنا في اليوم الاول من الاعتصام الي التهديدات من عائله والي والفلاحين العاملين بالارض باطلاق اعيره ناريه علينا في منتصف الليل الا اننا تواجدنا داخل اراضينا التي اتنزعت منا ولن نخرج مره اخر منها الا أموات وتدخلت قوة من رجال القوات المسلحه لحل الازمه لكننا رفضنا العودة الي منازلنا وهذه مسأله منتهيه وفي الوقت نفسه اخبرت الجمعيه الزراعيه منذ يومين بان الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم اكد قيام لجنه من مديريه الزراعه لفحص الحالات وتسليمنا ارضا في حاله وجود الاوراق الخاصه بملكية الارض الا انه حتي اليوم لم يأت الينا احد ونخشي ان نستجيب لهذه الدعوات فيعاود افراد عائلة والي سيطرتهم علي الارض مرة ثانية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق