كثفت اسرائيل استعدادها لدخول مرحلة ما بعد سقوط حليفها القوي نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ما قد يفضي الى سقوط معاهدة السلام، دون أن تهمل انتقال عدوى الثورات العربية اليها عبر انتفاضة كبرى تستلهم انتفاضات تونس ومصر وليبيا وتستفيد من دعم الشارع العربي الذي كسر حاجز الخوف واستعاد حيويته.وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" أن اسرائيل يمكن ان تطلب مساعدة عسكرية اضافية بقيمة 20 مليار دولار من الولايات المتحدة للحفاظ على "تقدمها النوعي" على الدول العربية المجاورة
وقال باراك ان "مسألة التقدم العسكري النوعي لإسرائيل تصبح أساسية بالنسبة الينا واعتقد انها كذلك ايضا بالنسبة للأمريكيين". واضاف "قد يكون من الحكمة للولايات المتحدة أن تستثمر 20 مليار دولار اضافية بهدف تحسين امن اسرائيل للجيل المقبل".وتابع "قد نضطر اذا لم يحصل ذلك، في حالات قصوى، ان نظهر قوتنا او اذا لزم الامر ممارسة نوع من قوة يرتكز على حقنا في الدفاع عن النفس بشكل يخدم مصلحة استقرار المنطقة بكاملها" في اشارة الى الاضطراب الذي خلّفته الانتفاضات الشعبية في العالم العربي
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة "هآرتس" الاربعاء أن إسرائيل تبحث إرجاء تلقي طائرات "اف-35" التي سبق وأبرمت صفقة بشأنها تقضي بحصولها على عشرين طائرة في نهاية العام 2015.وقالت الصحيفة انه تبين لجهاز الأمن الإسرائيلي أنه وفقا لوتيرة إنتاج الطائرات فإن قسما كبيرا منها سيكون من طراز "بلوك1" الذي لا يشمل كافة القدرات الالكترونية وأجهزة الاتصال والرادار الأكثر تطورا.وتريد إسرائيل الحصول على طائرات من طراز "بلوك 3" التي ستكون مزودة بمعظم القدرات الالكترونية وستحصل عليها فقط في نهاية العام 2016.وفي الاثناء يجري الجيش الإسرائيلي استعدادات لاحتمال اندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية كبرى في أيلول-سبتمبر المقبل ومواجهة مظاهرات حاشدة في الضفة الغربية بتأثير الثورات والانتفاضات في العالم العربي
ونقلت صحيفة "هآرتس" الاربعاء عن ضابط في فرقة الضفة الغربية العسكرية قوله إن "الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط أدت إلى إجراء تغيير كبير عندنا.. وواضح أنه يوجد سلوك متأثر بمفعول الدومينو وواقع كهذا قد نواجهه نحن".وقالت الصحيفة إن قادة فرقة الضفة العسكرية في الجيش الإسرائيلي يعون منذ فترة طويلة للعامل المدني في أي تطور مستقبلي في الضفة وأعدوا قبل عام خطة شاملة لمواجهة مظاهرات مدنية حاشدة وفي الفترة الأخيرة تم إدخال تعديلات على الخطة العسكرية في أعقاب الثورتين التونسية والمصرية
وبين العبر التي استخلصها الجيش الإسرائيلي الحاجة إلى إجراء تقييمات للوضع لا تستند إلى المعلومات الاستخبارية العادية فقط وتشمل رصد وجمع معلومات حول نوايا وخطط تنظيمات فلسطينية وإنما عمل الاستخبارات بات يستند أيضا إلى أحداث في المستوى الاجتماعي وخصوصا الرسائل المتبادلة على شبكة الانترنت وخصوصا في الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك.ووفقا لـ"هآرتس" فإنه يسود شعور بين الضباط والجنود الإسرائيليين في الضفة بأنه لا يوجد رد فعل لدى الجيش لاندلاع انتفاضة شعبية في السلطة الفلسطينية.وقال ضابط إسرائيلي للصحيفة إنه ليس لدينا ما نفعله في حال حدث هنا شيء مشابه لما حدث في تونسإلى ذلك أشارت الصحيفة إلى التعاون الأمني الوثيق بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية وهو أحد أسس المنظور الأمني الإسرائيلي في الضفة، لكن الجيش يرى أنه في حال اندلاع انتفاضة فإنه لن يتمكن من الاعتماد على أجهزة الأمن الفلسطينية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق