كتبت منى كريملم يعد هنالك موضوع يشغل العالم بأجمعه أكثر من الثورات التي تشهدها المنطقة العربية، فقصص المشاهير وأخبارهم الكاذبة لم تعد تمثل مادة مهمة لجذب الانتباه وإحداث الضجة مثلما تقوم حركات** التغيير في الوطن العربي باستخدام مختلف الوسائل الإعلامية والفنية للإطاحة بالرموز السياسية «المعتقة» والمختلفة. ومثلما كان «الراجل اللاي واقف ورا عمر سليمان» رمزاً أضحك قلوبنا بشدة بعد سقوط نظام حسني مبارك، عاد القذافي ملكاً للسخرية بلا منازع في ظل الأحداث الجارية في ليبيا. التعليقات اللاذعة والساخرة من الزعيم الليبي ليست بجديدة عليه بتاتاً فهو شخصية كاريكتيرية مثيرة للجدل شغلت العالم على مر العقود الأربع الماضية من خلال خطاباته الصادمة والطويلة إضافة إلى أزيائه الغريبة التي تمثل ثقافات وتوجهات مختلفة تنازع عقل «العقيد» و«ملك ملوك أفريقيا» و«إمام المسلمين» كما أطلق على نفسه. في الغرب، وبحكم اختلاف الثقافات واللغات، جلّ ما يصدمهم هي الأزياء التي يرتديها القذافي والتي تكون بدلة عسكرية أو عباءة عربية أو أزياء أفريقية تقليدية، وقد كتبت مجلة «التايمز» مؤخراً تحقيقاً في هذا الشأن مستعرضة «ستايل» القائد الليبي وآخرها التي ارتداها في زيارته لإيطاليا حيث تواجدت صورة الرمز الليبي عمر المختار على ملابسه في محاولة لتذكير الإيطاليين بالبطل الذي قهر استعمارهم.أما النظارات الشمسية التي يرتديها والتي يكون بعضها من ماركات نسائية بأشكال غريبة تُقرب القذافي من ذوق نجمة البوب الصاعدة «ليدي غاغا»، فيرجح البعض أنها مهداة من حارسته النسائية الشخصية التي لطالما دار الحديث حولها بعدما برر القذافي اختياره للنساء لحراسته بأنه لا يثق بالرجال!ومن مدينة بنغازي قلب الثورة الليبية، تناقلت وكالات الأخبار وقنوات التلفزة الرسومات الساخرة التي رسمها الشباب الليبي على الجدران حيث نقلت وكالة رويترز رسماً للقذافي برداء سوبرمان مرسوم عليه علامة الدولار الأميركي ومكتوب تحتها «سوبر لص»، بينما قام شاب آخر بارتداء باروكة تشبه شعر الزعيم الليبي إضافة إلى نظارات شمسية غريبة ووقف لينظم السير في الشارع فيحصد الضحكات من المارة والتعليقات التي تنفس عن غضبهم تجاه القذافي وفرحهم بتخلصهم منه. أما الشبكات الاجتماعية واليوتيوب، فكانت المحل الأمثل للتعبير عن الأراء والمشاعر المختلفة تجاه الأحداث الجارية فبسرعة البرق تحول الفنان الليبي حميد الشاعري رمزاً لفناني ليبيا المعارضين حيث أعلن منذ البداية بأنه يساند شعبه في الإطاحة بالنظام الديكتاتوري للقذافي، واستخدم صفحته الخاصة على الفيس بوك ليكتب تعليقات معبرة وحزينة لمشاهد القتل التي تحدث في بلاده، وفي أحيان أخرى السخرية من القذافي ونشر ابداعات الشباب في فن الكاريكاتير والموسيقى والفيديو. ومن بين مقاطع الفيديو التي نشرها للقذافي، نجد أغنية «زنقة زنقة» التي تلقى الملحن الإسرائيلي «نوى أليش» تهديداً بالقتل بسببها من الموالين للقائد الليبي حيث قام بمزج آخر خُطب القذافي بلحن أغنية الراب «هاي بيبي»، وقد شاهد الملايين فيديو الأغنية في الأيام السابقة وهو رقم كبير شهدت له اليوتيوب. ولم تقتصر السخرية على صفحة حميد الشاعري فقط، بل كانت هنالك تجمعات مختلفة على الفيس بوك جاء من بينها «كلنا مع الذبابة التي حيرت القذافي»، و«معاً لتعيين القذافي رئيساً لكوكب الكوميديا لقناة الأطفال سبيس تون»، و«الشعب يريد علاج الرئيس». أما الكتاب الأخضر الذي يقدمه القذافي باعتباره دستوراً للإنسانية، فهو الموضوع الأكثر إثارة بالنسبة للجميع حيث يتم التقاط السطور الغريبة والمجافية للعقل ونشرها عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائط الإنترنت، كما يتم توظيفها لتخيل إجابات القذافي ليقول أحدهم: «سألناه عن الثورة فقال إنها أنثى الثور!». وعلى «تويتر»، انتشرت صورة القذافي بشخصية الجوكر من فيلم «باتمان»، بينما قام أحد الشباب بتقمص شخصيته وعمل حساب له يجيب فيه على شتائم الناس وأسئلتهم وتعليقاتهم تماماً كما يفعل القذافي بشكل اعتيادي مع فرق استخدام هذا الشاب للغة الإنجليزية. وكتب القذافي -المفترض- على «تويتر» بلغات أخرى في بعض الأحيان مبرراً ذلك بأخذه حبوب هلوسة من تلك التي تتناولها المعارضة في إشارة لإدعاء العقيد الليبي بأن ما يحصل في ليبيا يتم إدارته من قبل سكارى ومدمنين حبوب الهلوسة. بينما تحولت جملة «زنقة زنقة» من خطاب القذافي الأخير لتصنيف يشير إلى كل ما هو مضحك وغير معقول تجاه ما يحصل من أحداث، كما لم يرحم شباب «تويتر» كل المشاهير الذين ارتبطوا بعلاقة مع القذافي ومن بينهم تامر حسني وحليمة بولند ودريد لحام، بينما شكروا فناني الغرب ومن بينهم الكندية نيللي فيرتادو والأميركية بيونسية اللتين تبرعت بأموال حفلات للقذافي للتعبير عن رفضهما لما يقوم به النظام الليبي ضد شعبه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق