اسمه وائل الابراشي ... صحفي متدرب في روزاليوسف التقطته هالة سرحان ليعد لها بعض الفقرات الخفيفة يوم كانت هالة تقدم برنامجا تافها عبر محطة ارت الفضائية المملوكة للشيخ السعودي صالح كامل وزوجته ممثلة الاغراء السابقة صفاء ابو السعود ... هالة سرحان طليقة كركدن الاعلام المصري عماد الدين اديب تحولت في زمن حسني مبارك الى مدرسة لتخريج الاعلاميين ( مدرسة هالة سرحانيزم ) على غرار ( مسرح مدبوليزم ) ... فعلى يديها تخرج وائل الابراشي ... وعلى يديها تعلمت منى الشاذلي العمل التلفزيوني وعلى يديها تحول كومبارس ومحرر اخبار خفيفة في مجلة الكواكب الى مقدم برامج تلفزيونية زاد مرتبه الشهري - في عهد مبارك - عن مليون جنيه مصري
وحكاية هالة سرحان مع محطة ارت معروفة ... فبعد ان قدمت هالة وصلة رقص في احدى الحلقات التي اعدها وائل الابراشي في شهر رمضان غضب صاحب المحطة الشيخ صالح صاحب بنوك البركة الاسلامية من مذيعته التي ترقص ولا فيفي عبدو فطرد هالة من المحطة ... ووجد وائل الابراشي احد صبيانها نفسه بلا عمل فسارعت صفاء ابو السعود الى تبنيه ... لذا فان مدرسة وائل الابراشي الاعلامية هي مزيج من ملامح هالة وفضائح صفاء مضروبة في خلاط مواطن مصري امريكي اسمه احمد بهجت بدأ نضاله في البزنس باختراع بوصلة للصلاة يوم كان مقيما في كولورادو ... ولما طار فضيلته الى مصر اصبح - في زمن مبارك - من مليونيراتها ... ولم يتبقى من ( اسلامه ) غير البوصلة التي اخترعها ... واللحية التي لا زال يشذبها ... ومحطة دريم التي فتحت ذراعيها لكل صبيان وبنات هالة سرحان وعلى رأسهم وائل الابراشي الذين تحدثوا كلهم وفي برامجهم من محطة دريم عن فضائح رجال الاعمال وسرقاتهم ولم يتطرقوا ولو على الهامش وبعد الفاصل او قبله الى سيرة معلمهم احمد بهجت مع ان اسمه ورد في تحقيقات النائب العام من ضمن رجال الاعمال الذين تدور حولهم شبهات الفساد والتربح
ولان زمن مبارك كان زمن الانهيار في كل القيم والمعايير ... لم يكن غريبا ان يصبح وائل الابراشي نجما ... تنشر صوره في مجلة المجتمعات المخملية ( ليالينا ) بمعدل خمس صور في كل عدد حتى انه نافس الراقصة دينا في عدد المرات التي يظهر فيها في حفلات المجتمع المخملي ... واصبح وائل الابراشي معروفا لكل كازينوهات وبارات فنادق الخمس نجوم ... واصبح وائل لا يرفض اية عزومة او دعوة حتى لو كانت ( طهور ) طالما ان الداعي احد وجوه المجتمع المخملي وطالما ان الدعوة في احد فنادق الخمس نجوم وطلما ان مصور مجلة ( ليالينا ) سيكون حاضرا وسيلتقط لوائل عدة ( بوزات ) ينشرها بتعليق يقول : الاعلامي المعروف وائل الابراشي والى جانبه رجل الاعمال فلان والفنانة علانة ... وعبارة ( الاعلامي ) اختراع مصري لا زلنا حتى اللحظة لا نعرف معناه ... واصبح يطلق على كل من مط بوزه في برنامج تلفزيوني - وما اكثرها - ويفضل المصريون لفظة ( الاعلامي ) على ( الصحفي ) او ( الكاتب ) لان هذا يبرر للاعلامي ارتكابه جرائم في اللغة والنحو والصرف خلال القراءة او الحديث ... اصلي يا بيه اعلامي مش كاتب وبتاع لغة عربية ... الاعلامي يا بيه اوسع واشمل ... واخد بالك يا باشا
وائل تعلم من هالة سرحان من اين تؤكل الكتف ( وهالة سرحان عليها كتف انما ايه ....كده ) ... فقد ادرك ان تملق الرئيس مبارك وابنه بمناسبة ودون مناسبة هي المحطة الاولى نحو الشهرة وحفلات المجتمع المخملي في مصر ... لذا تم تصنيف الابراشي - مصريا - ضمن قائمة ( الاعلاميين ) اصحاب المواقف الرمادية
ففي مصر وزمن مبارك كان الاعلاميون والصحفيون المصريون على ثلاثة انواع ... النوع الاول صاحب المواقف المعادية لمبارك معاداة حادة كالسيف لا تحتمل التأويل ومثل هذا الاتجاه اصدق تمثيل عبد الحليم قنديل وابراهيم عيسى وعلاء الاسواني واحمد الجمال ووائل قنديل وعاصم حنفي والاشعل وعدد اخر من الكتاب ... هؤلاء لم يجاملوا مبارك حتى في افراحه واتراحه ... عادوه على طول الخط وكتبوا ضده وضد ابنه وضد نظامه وطالبوا باسقاطه ومحاكمته ... والنوع الثاني : الموالون وهؤلاء وظفهم مبارك في مؤسساته الصحفية الرسمية وكان من الطبيعي ان ينافقوه عمال على بطال مثل عبدالله كمال وكرم جبر واسامة سرايا والقط ونافع وسمير رجب والدقاق وغيرهم
اما النوع الثالث فهم اصحاب المواقف الرمادية من طراز صاحبنا وائل واصحابه من تلامذة هالة سرحان وصبيانها ... فقد كان وائل يحرص في الاعياد على تهنئة السيد الرئيس ... ولما مات حفيده عزاه ... ولما مرض وطار الى المانيا تمنى له العودة السالمة حتى يواصل قيادة المسيرة ... وفي اكتوبر يبعث بقبلاته لصاحب الضربة الجوية ... وخلال حصار غزة يشيد بحكمة الرئيس ... وبين هذا وذاك لا باس من معركة مع هذا الوزير او ذاك المسئول حتى يتم تصنيفه كمعارض للنظام ... وظل الابراشي في سفينة الرئيس الى ان شعر بأن الارض اهتزت تحت اقدلمه فنط الى سفينة التحرير وركب موجتها العالية ... واسس حزبا سماه ( حزب شباب التحرير ) وقدم نفسه لفضائية ابو ظبي قبل ايام كمرشح لشباب التحرير لتولي الرئاسة المصرية
واختلط على الناس اي الوائلين فجر الثورة ... وائل غنيم ام وائل الابراشي
اي والله ... سرق الابراشي ثورة الشباب ونسبها لنفسه حتى في تسمية حزبه الجديد وقرر ان ينط من كتف هالة سرحان الى كتف الرئاسة المصرية مرة واحدة ... في دولة كانت تسمى دولة ماما سوزان ... الى دولة ستسمى - فيما لو اصبح الابراشي رئيسا - دولة صبيان ..... ماما هالة سرحان
وما اكثرهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق