أحسب ان نظريتى تلك قد لا تلقى قبولاً عند اناس أسمعهم يقول انك تعيش احلاماً سوف تزول مع مرو الأيام ،وبرغم تلك النظرية مازلت متمسكاً بأن صخورالصلبة يخرج منها الماء .فهل هذا كفيل ان نقف عند هذا النموذج الفريد من نوعه فى مصر.
هذا النموذج إسمه عصام شرف صفته رئيس وزراء ،لكن حقيقته طفل مبتسم لايغضب من أحد ولا يغضب من أحد .وكأن هذا النموذج الفريد قد عثر عليه القدماء المصريون فحنطوه طوال سبعة الاف سنه، وقد اكتشف بعد يوم 25 يناير فى عام 2011 هذا المتفرد كما اطلقت عليه رجل من عالم أخر يجب ان نقف امامه طويلاً.
عصام شرف او المايسترو حقق مالم يحققه رئيس وزراء سابق منذ مائة عام ،عرف ان يصل إلى قلب المواطن مباشرة ، احس به وبهمومه وقرر ان ينزل إليه ويلامس معاناته وماهى مشاكله الحياتية اليومية دون النظر انه رئيساً لوزرء مصر.ففترة تجده يبكى فى مداخلة تليفونية مع برنامج يقول للشعب والمتربصين اتركوا الشرفاء يعملون ودعوهم ليواصلوا كفاحهم ضد الفاسدين ،وتارة تجده يأكل وسط الأهالى خبزاً وجبناً ويشرب من الماء الطبيعى وليس المعدنى.! على سجيته يأكل ويبتسم ويناقش والناس يقبلونه دون حرس او قوات خاصة.فطرة وليست تركيب واستدعاء أفراد أمن يقومون بالضيافة والطعام واحتساء الشاى المشترى من لندن.
لقد أحدث عصام شرف نوعاً جديداً من الحب بين المنصب الذى طالما كره الشعب وجعل المواطن بعد أن يستيقظ يسئل عن عصام شرف ودائماً يستبشر به عندما يرى صورته. والسؤال هنا؟ ما الذى احدثه هذا الوزير كى يقبل الشعب عليه وهل هى خدعة بشرية وتعود ريما لعادتها القديمة ، ام ان الشعب فعلاً بحاجة غلى تلك المواصفات التى اندثرت مثل طائر الرخ والديناصورات ، وهل يستطيع الرجل أن يبنى امه اذا صحت رجولته.
ان الواقع الملموس امامى يقول أن رئيس الوزراء هذا جاء متأخرا، فهذا ليس زمنه .زمن القتال والاختلاس والفساد والاسدية المتوحشة فى الغابة، انه كائن استيقظ فوجد زماناً ينادى بالسلطوية وهو يريد الشفافية، زمن ينادى أن يسود المغول وهو يريد السلام بين الجميع وليس ذلك عيباً فيه وهو الذى استقال فى العصر البائد لنظام مبارك بعد ا رفض الخضوع له وقول "حاضر" وهو يعلم انه مخطئ إن الحالة الماثلة اماكم نموذجاً قلما تجده فى هذا العصر،لكنه واقع نحن نعيشه بعد الثورة فهل سنتغير كما وجدنا عصام شرف يغير مفاهم السلطة يجلس وياكل دون تكليف او حراسة مشددة،
لعلك تقول ماهذا الأمر هل هومن نوع ( الشو) له ، لو قلت أنه ليس كذلك ولكن كيف لا أجد هذا الأمر دون لفت النظر إليه .ربما لاننى كنت فى وطن ظل ثلاثين عاماً يحكم بالسوط ، حتى إذا خرج صوتنا ونادينا بالتغير فاذا بعصام شرف يخرج إلينا ويقول شبيك لبيك أنا تحت أمركم ، أخاف بعد هذا كله أن يصبح ما أقوله سوى سحابة صيف او حلم أفيق منه فأجد صاحبنا على الصفحة الأولى فى الجريدة الرسمية وهو يخرج لنا لسانه ويقول (هأو).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق