آخر قراءة في التاريخ الأسود للطاغية


في العام 1981 خلقت تيارات داخل الحكم أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء
وتمركزت قوات الأمن حول المنطقة دون ان تتدخل نهائيا لفترة ثلاثة أيام كاملة والأقباط والمسلمين في شدة التشاحن وكانت هناك خسائر في الأرواح من الجانبين
ويؤكد لنا ذلك الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح القيادي بجماعة الإخوان والشاهد على تاريخ الحركات الإسلامية في مذكراته وأتهامات المعارضة وقتها للسادات ووزير داخليته النبوي إسماعيل بالوقوف وراء الأمر ولكن السادات أرهب وهدد وأخرس الألسنة
ثم بعدها بشهر واحد مباشرة كانت أعتقالات سبتمبر الشهيرة وأغلاق الصحف المعارضة وسحب تراخيص حزب العمل وأعتقالات موسعة للمعارضين والكتاب والأدباء والناشطين والحركات الدينية وعلى رأسها الإخوان المسلمين ومرشدهم عمر التلمساني وبعدها بأقل من شهر أيضا حادث أغتيال السادات على أيدي رجال من القوات المسلحة – اشتراك بطل الرماية في الجيش 7 سنوات – دخلوا العرض العسكري بأسلحة وذخيرة حية وقذائف خارقة حارقة وقنابل يدوية ومدافع رشاشة سريعة الطلقات – من طراز كلاشينكوف 7.62 ملي – ومدفع كوري 131 ملي جرار ونفذوا العملية وخرجوا ومنعت الكاميرات من تصوير حدث بهذه الخطورة وأعدمت مقاطع الأفلام التي تم تصويرها
وتم تنصيب نائب الرئيس مبارك رئيساً للجمهورية
مبارك كان قائد الضربة الجوية التي مهدت الطريق لنصر أكتوبر .. صحيح ؟
مبارك أول تصريحاته أنني ضد الفساد والمحسوبية وضد مبدأ الترشيح لأكثر من فترتين رئاسيتين .. صحيح ؟
بعدها أفرج عن كل المعتقلين السياسيين وأعاد حزب العمل –المحظورحاليا وجريدته – الشعب ـــ وبدأنا عصر جديد من حرية التعبير آنذاك .. صحيح ؟
مبارك يدافع عن الأقباط وطالب بجعل يوم 7 يناير عيدا قوميا وتؤيده الكنيسة وتؤيد التوريث ؟
مبارك هو الراعي الرئيسي في المنطقة للقضية الفلسطينية ؟
مبارك لم يزور إسرائيل رسميا منذ إنشاؤها وليبرمان يقول عنه فليذهب مبارك إلى الجحيم ؟
مبارك ضد السياسة الإسرائيلية والأستيطان وفرض مبدأ الأمر الواقع ؟
مبارك مع محدودي الدخل ورفع مستوى المعيشة ؟
مبارك ضد التوريث وجمال يساعده فقط ؟
مبارك هو الزعيم والقائد وخير من وليت يا مصري وأنتهى الأمر ؟؟؟
وقفة
لم ينتهي الأمر كما تظن
أيها المواطن المصري
لقد وليت الشيطان رئاسة الدولة لفترة ثلاثون عاما دون أن تدري
فلاش باك
تعلمنا أنه لكي تعرف الجاني أبحث عن المستفيد الأول
لقد خلق مبارك أحداث الفتنة الطائفية في الزاواية الحمراء بعلم أو من وراء ظهر السادات أو بعلمه ثم تم الغدر به بعدها وذلك لتداول آمن للسلطة – كما يكنها في نفسه مبارك – أوقمع المعارضة والتيارات الدينية والخروج من الضغوط المتزايدة بقوة داخلياً لتقنين الشريعة الإسلامية في حكم البلاد قدوة بالثورة الإيرانية عام 1979 وذلك كما أرادها السادات ومبارك أيضا وأمريكا واسرائيل بالطبع
مبارك خطط ونسق مع المخابرات الأمريكية وقيادات عسكرية عليا داخل الجيش سراً لتنفيذ عملية أغتيال السادات المتقنة والأحترافية وبدلاً من معاقبة المقصرين وإقالة ومحاكمة محمد عبد الحليم أبوغزالة لإنه المسؤل عن العرض العسكري والعسكرية المصرية وقتذاك كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة و محاكمة العديد من رجال الشرطة العسكرية والمخابرات العسكرية وغيرهم من المسئولين عن حراسة الرئيس وتأمين العرض العسكري فعل حسني مبارك العكس تماماً حيث قام بترقية وزير دفاعه الفاشل في أحداث المنصة ” محمد عبد الحليم أبو غزالة لرتبة المشير وقام بترقيته أيضاً لنائب رئيس مجلس الوزراء كما لو كان يكافؤه على مقتل السادات وأصبح أبو غزالة بعد ذلك مركز قوى داخل الجيش وأغدق على القوات المسلحة بهذا النعيم الذي يتمتعون به حتى اليوم .. وجاءت وثائق ويكيليكس مؤخرا تكمل الصورة المبهرة لمبارك حيث أراد أن يتكرر ما فعل في العراق البائس هذه الأيام حين طلب من الإدارة الأمريكية تنفيذ إنقلاب ووضع ديكتاتور على سدة الحكم … لعبة بسيطة وقديمة ومجربة
وأكدت جريدة العربى الناصرى حين نشرت في عددها الصادر بتاريخ
19-6-2005 تقريراً مفاده أن السادات كان ينوي طرد مبارك و تعيين غيره نائباً لرئيس الجمهورية . كان السادات قد أخبر مبارك بعزمه تعيين غيره فى أواخر سبتمبر من عام 1981 بسبب قيام مبارك بعمل اتصالات فى الجيش من وراء ظهر السادات مما جعل السادات يتوجس خيفة من مبارك ويشك فى نواياه .. و فى صباح يوم 6 أكتوبر من عام 1981 أى قبل ساعات من اغتيال السادات عين السادات الدكتور عبد القادر حاتم نائباً لرئيس الجمهورية بدلاً من حسنى مبارك إلا أن القرار الخاص بذلك كان سيجهز ويوقع بعد الإستعراض العسكرى.. هذا وقد نشرت الجريدة ذاتها صورة للسادات وهو يصافح عبد القادر حاتم صباح 6 أكتوبر 1981 . و طبقا لتقارير أخرى غضب السادات بشدة عندما علم بأن مبارك كان يجري من خلف ظهره اتصالات أخرى بأجهزة المخابرات الأمريكية
لقد كانت علاقة مبارك وأبو غزالة مريبة منذ بداية توليه منصبه كنائب للرئيس فقد عينه مبارك بعد حوالى سنتين من توليه منصب نائب رئيس الجمهورية ملحقاً حربياً فى واشنطن كخطوة أولى فى خطة ترقية وتقدم مزهلة أعدها مبارك لأبوغزالة . إلا أنه بعد 3 سنوات أى فى عام 1980 أصدر الفريق أحمد بدوى وزير الدفاع قراراً بتعيين أبوغزالة مديراً للمخابرات الحربية . و لما رأى مبارك أن قرار احمد بدوى يتعارض مع خطته التى أعدها لأبوغزالة اتصل مبارك بأبوغزالة و قال له : ” لا تنفذ أوامر أحمد بدوى واستمر فى واشنطن”
و فى بداية عام 1981 تولى مبارك رئاسة الجمهورية وفي 6 مارس أى بعد شهرين فقط مات الفريق أحمد بدوي ومعه 13 من قيادات الجيش في حادث طائرة هليكوبتر غريب ومريب . والغريب أن أبوغزالة لم يكن على متن هذه الطائرة إذ أن كبار ضباط الجيش وعلى رأسهم أبوغزالة بصفته رئيسا للأركان كانوا من المفروض أن يطيروا مع وزير الدفاع أحمد بدوي في زيارات ميدانية لوحدات الجيش فى الصحراء الغربية الا أن أبوغزالة تخلف فى آخر لحظة .. هكذا بدأ مبارك مهام منصبه وهكذا لم ينتبه أحد لرأس الأفعي التي أستولت على مصر طيلة 30 عاما
نكمل
صدعونا طيلة حكمه بأنه صاحب الضربة الجوية التي مهدت الطريق للنصر أي ضربة جوية وكانت مشكلة مصر الأزلية هي ضعف الدفاع الجوي مقارنة بمثيله الإسرائيلي وقلة عدد ساعات الطيران للطيار المصري عن ألف ساعة طيران بينما كان متوسط ساعات الطيران للطيار الإسرائيلي 2000 ساعة طيران وقد أستعانت مصر بالخبراء السوفيت لسد هذه الفجوة العسكرية الخطيرة في دفاعتنا الجوية .. طيارات روسية بكامل أطقمها السوفيت تحمي سماء الجمهورية حتى محطات الرادار كانت تدار بعسكريين سوفيت وقبل هذا كانت إسرائيل تكبدنا خسائر فادحة في كل غارة إسرائيلية تشنها على الأهداف العسكرية المصرية لدرجة أن الجيش المصري وصل سنة 1971 إلى أن الطيران الإسرائيلي دمر شبكة الدفاع الجوي المصري بالكامل وكانت سماء مصر عارية تماما دون أي غطاء دفاعي عن الأهداف الحيوية وبعد تولي الفريق سعد الشاذلي رئاسة الأركان بدء بعلاج هذا العجز في كفاءة وعدد الطيارين المصريين وحين طرد السادات الخبراء السوفيت من مصر وبمجهودات من رئيس الأركان الفريق الشاذلي تولى حماية الأجواء المصرية طيارين من كوريا الشمالية .. نعم كوريا الشمالية ساعدت مصر بطائرات وطيارين كانوا حائط صد ضد قوة وكفاءة سلاح الطيران الإسرائيلي وبدونهم وبدون دعم الدول العربية وعلى رأسهم العراق والجزائر لم نكن قادرين على القيام والأستمرار في حرب أكتوبر .. أي ضربة جوية قادها مبارك ومطارات اسرائيل في سيناء لم تكن حيوية على الإطلاق لأن اسرائيل مزودة بطيارات قادرة على الإقلاع من تل ابيب وضرب أهداف في العمق المصري والعودة كل هذه المسافة دون التزود بالوقود كما حدث في النكسة
مبارك الذي باع العراق وشعبه بتمريمر القرار الأسود في القمة العربية وبالإجماع القهري على دخول القوات الأمريكية لضرب العراق وبالرغم من أمتناع ليبيا والرئيس ياسر عرفات وعدد من الدول العربية إلا أن مبارك تصرف في في هذه القمة التاريخية كأنها قعدة مصطبة
مبارك هو الذي خلق السياسة الإسرائيلية من قتل وإبادة لأخواننا الفلسطينيين وأستيطان وضم مقدسات وسياسة الأمر الواقع بتوقيعه أتفاقية منع الأنتشار النووي منفردا دون توقيع إسرائيل وبناؤه الجدار الفولاذي وموافقته الإجرامية على القصف الوحشي للقطاع وقتل وتشريد الآلاف وحتى اليوم .. مبارك قاتل العرب والمصريين ومشعل نيران الفتن الطائفية المهلكة وشيطان الكراهية بين أبناء هذا الشعب الكريم .. ولمن يمعن التفكير سيجد مفتاح اللغز في كلمة السلفي .. الشاب السلفي سيد بلال شهيد التعذيب .. لماذا تم الزج بلفظ سلفي هنا ؟؟ والملاحظة الأخطر خروج تظاهرة صبيحة يوم التفجيرات تطالب بالإفراج عن كاميليا شحاته من الذي نظمها وأختار هذا التوقيت بالذات والموضوع قد خمد تماما .. ومندوب الشرطة المختل عقليا الذي قتل وأصاب عشوائيا 6 أفراد جميعهم من الأقباط لم تكن الأمور تحتاج أن يعلنها عقيد الشرطة السابق عمرعفيفي صريحة بأن تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية وحادث سمالوط كانوا بترتيب من حبيب العادلي وزير الداخلية .. وكذلك الحادث القديم لمحل المجوهرات بالزيتون والذي كان مبررا لتمديد قانون الطواريء وقتها .. لكننا نقول له ليس هذا وقت التصريحات المتحفظة يا سيادة العقيد .. الحق أحق أن يتبع
في مصلحة من يصب هذا العمل الإرهابي القذر .. ؟ هل يصب في مصلحة العادلي ؟ بالطبع يصب مباشرة في مصلحة مبارك وبقاؤه على كرسيه وتحته بلد تأكلها النيران والفتن والقتل والكراهية .. في مصلحة من أن يكون أمام كل كنيسة في مصر مسجد .. ليس إلا لغرض ترسيخ الأحتقان الطائفي للأبد وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التضييق على الأخوة الأقباط
الأرهاب صناعة مبارك – إسرائيل وليس غيرهم
تأخر بكم الوقت كثيرا يا مصريين .. هل كنتم أموات ؟ كيف أفسد هذا المجرم كل هذا وطيلة هذه السنوات ولم تحاسبوه
مبارك يشوه الإسلام العظيم عن عمد ويلصق تهمة الأرهاب به لتحقيق أهداف شخصية ويرسخ الكراهية بين المصريين بسفك دماء الأبرياء
يوم 25 يناير يوم محاسبة المجرم مبارك ومن على شيعته ونهاية زمن النفاق والأقنعة والخداع ولن يحدث أن يأتي منافق آخر بألف قناع كاذب ويداهن ويخادع وتمر عشرات السنين من الفساد الفاجر دون محاسبة .. لتكن ثورة وصحوة وإعلان لكل حكام الزور في كل زمان .. إن عدتم عدن

ليست هناك تعليقات: