نهايات رؤساء مصر سيناريو مفتوح للرثاء:مبارك أصعبها..السادات أعنفها.. وعبد الناصر أشدها مأساوية


نهايات رؤساء مصر سيناريو مفتوح للرثاء:مبارك أصعبها..السادات أعنفها.. وعبد الناصر أشدها مأساوية على مدى ستة عقود هي عمر الجمهورية في مصر، سطر رؤساؤها بأيديهم سيناريو حكاياتهم مع السلطة، ورسم كل منهم الملامح والرتوش الخاصة به، إلا أنهم اختلفوا جميعا في سيناريو النهاية الذي يبدو كارثيا وموجعا بكل المقاييس. تبدأ قصص نهايات رؤساء مصر الحزينة مع السلطة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1954 عندما فوجئ الرئيس محمد نجيب وهو يدخل قصر عابدين بضباط البوليس الحربي، الذين اقتادوه إلى فيللا المرج التي ظل حبيسا بها حتى عام 1982، حيث نقل إلى شقة أخرى ظل بها حتى وفاته عام 1984. أما الرئيس جمال عبد الناصر الذي أثار الكثير من الجدل حول عهده، واستحوذ على محبة خصومه ومؤيديه معا، فلا يزال مشهد نهاية حكمه أحد أشد المشاهد مأساوية في تاريخ مصر الحديث، فقد توفي وهو يلم شتات الانقسام العربي، بعد جرح سبتمبر (أيلول) الأسود الذي تفجر في معركة دامية بين الفلسطينيين والعاهل الأردني الملك حسين في عام 1970، في أعقاب قمة عربية طارئة دعا إليها عبد الناصر لمعالجة المشكلة، وسقط ضحية الإجهاد والتعب، وهو يودع الرؤساء العرب بمطار القاهرة، ونزل خبر موته كالصاعقة على قلوب وأفئدة المصريين والعرب، وكل القوى الوطنية في العالم. ولم تكن نهاية السادات الذي أعلن من ميكرفون الإذاعة نبأ وفاة جمال عبد الناصر، ونعاه بقوله «فقدت مصر والأمة العربية والعام أجمع رجلا من خيرة الرجال وأعظم الرجال» نهاية حزينة فحسب، لكنها كانت أشد حزنا وعنفا وإيلاما، فالسادات الذي حقق انتصار أكتوبر (تشرين الأول) وتبعه بمعاهدة سلام مع إسرائيل أثارت عليه الداخل والخارج، لقي حتفه برصاصات مباغتة يوم احتفاله بذكرى النصر في 6 أكتوبر 1981. والمفارقة أن «الإسلاميين» الذين ساعدهم ليقفوا بقوة أمام صعود التيار اليساري هم أنفسهم الذين أنهوا حياته وأطلقوا عليه هذه الرصاصات وهو يستعرض بزيه العسكري مراسم الاحتفال الذي أعدته القوات المسلحة التي طالما افتخر السادات بانتمائه إليها. وكما نعى السادات عبد الناصر وحل مكانه، نعى محمد حسني مبارك، السادات وحل أيضا مكانه، لتشهد مصر رابع عسكري يتولى منصب رئيس البلاد، ولكن نهاية مبارك تظل الأكثر صخبا، لأنها الوحيدة التي تمت على يد ثورة شعب، فمبارك سطر سيناريو مختلفا في نهايات الرؤساء المصريين، وعلى الرغم من محاولته تجنب نهايات سابقيه، فنحى الجيش بعيدا عن السياسة وتجنب المواجهة مع إسرائيل، ووضع الإسلاميين في السجون، فإن نهاية مبارك كانت على يد الشعب لأنه وإن تعلم من سابقيه لم يعر الشعب انتباهه فأجبره الشعب على التنحي. وبين نهايات الرؤساء الأربعة تظل نهاية مبارك هي الأصعب في ذمة التاريخ، لأنها تأتي مصحوبة بقضايا فساد طالته هو وأفراد أسرته.

ليست هناك تعليقات: