إن التاريخ في انتظار اليوم الذي تتمكن فيه وسائل الإعلام في فلسطين والرسائل الإلكترونية والكلمات الملتهبة الخارجة من الأفواه من سحب آلاف المتظاهرين إلى شوارع رام الله ومناطق أخرى من الضفة الغربية، فضلا عن مدينة غزة".
تلك كانت خلاصة مقال نشرته صحيفة ذي جارديان البريطانية الصادرة اليوم الخميس، وجاء فيه أنه مع تركيز أنظار العالم على التغيرات
الصاخبة التي تجتاح تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا، ظهرت تصورات بأن المناطق الأخرى من العالم العربي خالية من الثورات الشعبية، وأنه بطبيعة الحال فيكون كل شيء هادئ على الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية.
واستدركت الصحيفة أن الجبهة الفلسطينية بدأت تشتعل من جديد بحلول الربيع العربي، حيث ظهر جيل من الفلسطينيين الشباب بحركة 15 مارس لمواجهة الاحتلال الشامل، تأثراً بموجة الاحتجاج السلمي التي اجتاحت المنطقة العربية بعد أن ألهمت حركة الاحتجاجات العربية، وعلى رأسها ثورتي تونس ومصر، الشباب الفلسطيني.
وأكدت الصحيفة أن سوء حظ فلسطين وثورتها الشعبية التي أطلق عليها ثورة 15 مارس يتجسد في وقوعها تحت مستويين من القمع أولها خارجي وهو إسرائيل والثاني محلي بالإضافة إلى الحاجز النفسي الكبير النابع من حالة اليأس وخيبة الأمل التي يعاني منها الفلسطينيون ولذلك فإن بداية فصل الربيع العربي مجرد شظية ضعيفة في شعلة الثورة الفلسطينية الشاملة .
وأضافت الجارديان أن ثورة فلسطين المعروفة بثورة "15 مارس" نجحت نسبيا ولكنها لم تفلح في تكرار العنصر الأكثر نجاحا وتأثيرا في الاحتجاجات في تونس واليمن ومصر والبحرين وهو عنصر الضغط المستمر من الشارع علي الحكومة وأرجعت الصحيفة ذلك بشكل جزئي إلى طبيعة حياة الفلسطينين المتشبعة بالاضطهاد، فضلا عن القيود الأمنية التي يفرضها الاحتلال علي تحركاتهم وتجمعاتهم.
وأشارت الصحيفة إلي أن التاريخ في انتظار اليوم الذي تتمكن فيه وسائل الإعلام في فلسطين والرسائل الإلكترونية والكلمات الملتهبة الخارجة من الأفواه من سحب آلاف المتظاهرين إلى شوارع رام الله ومناطق أخرى من الضفة الغربية، فضلا عن مدينة غزة.
وأشارت الصحيفة إلي أن التأييد الشعبي الكبير لاتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية فتح وحماس كان بمثابة احتفالا جماهيريا جمع كل فئات وقوي الشعب الفلسطيني ولعل هذا التجمع أحد المشاهد الرئيسية في موجات الوحدة والاحتجاج الشعبي وطرحت الصحيفة تساؤلا "فلماذا إذن لا ينهض الشباب الفلسطيني مثل نظرائه في أماكن أخرى في المنطقة للتغلب علي كافة المعوقات والمطالبة بحقوقه؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق