أرجعت مصادر ليبية سبب إبعاد إيمان لعبيدي من قطر وترحيلها إلى بنغازي، إلى أخذها جرعة زائدة من الحرية، وإطلاقها تصريحات تسببت في حساسيات بين المجلس الانتقالي الليبي وقطر، بعد أن انتقدت العديد من الناشطين في الثورة، تحت الضغط النفسي الذي تعانيه منذ الاعتداء عليها من قبل مرتزقة القذافي.
ووضّح المسؤول الإعلامي باللجنة الليبية للطوارئ بواشنطن أشرف الثلثي، في اتصال مع "الشروق" أن المشكل الرئيسي في قضية إيمان لعبيدي، أنها وخلال المدة التي أقامت فيها بقطر، لم تتعرض للعلاج النفسي، بعد تعرضها لتلك الجريمة النكراء، إذ كان من الضروري جدا أن تتلقى رعاية نفسية عالية، تخلق لها التوازن النفسي الذي ضاع منها جرّاء الاعتداء.
واعتبر أشرف الثلثي أن ذلك العلاج كان من الأهمية بمكان لتأهيل إيمان وإدماجها في الحياة الاجتماعية، غير أن المسؤولين في قطر وضعوها في فندق تحت حراسة مشدّدة، دون الانتباه إلى هذه الجزئية الهامة.
وواصل المتحدث أن إيمان باتت محط اهتمام الكثير من وسائل الإعلام العالمية، التي تقفّت آثارها إلى الفندق الذي تقيم به في الدوحة، وصارت مطلوبة للإدلاء بتصريحات عن كل ما جرى لها قبل ان تغادر طرابلس نحو قطر عبر الحدود التونسية، وهنا لم تكن إيمان تمانع من تكرير ما حدث لها، وتلفيق التهم والإساءة لبعض رموز الثورة الليبية، وهو ما لم يرق للمسؤولين في قطر، وكذا الليبيين المتواجدين هناك، ومخافة أن يتسبب كلامها في صراع بين الطرفين، وتشنج للعلاقات بين قطر والمجلس الانتقالي، خاصة بعد موقف قطر من الثورة الليبية ودعمها، تدخل منسق المجلس الانتقالي ومسؤول إعلامه محمود الشمام وطالبت برحيلها على الفور إلى ليبيا.
وتفصّل الثلثي أن تفوّه إيمان للتفاصيل المقزّزة لعمليات الاعتداء عليها، جعلتها محل انتقاد، لأنها باتت تسيء للأخلاق والأعراف، وطالبت أصوات عديدة بمنعها عن التصريح، لفقدها التوازن النفسي، ووقوفها في مفترق الطريق بين الثقافة الشرقية والغربية.
وعن الطريقة التي تم التعامل بها مع إيمان لنقلها من الدوحة إلى بنغازي، ذكر أشرف الثلثي، أنه تم المحاولة معها في أكثر من مرة أن تعود إلى ليبيا، إلا أنها كانت في كل مرة ترفض الأمر، نظرا لتأثرها المتواصل بالتعذيب الذي تعرضت له، حتى انه تم استقدام عائلتها ووالديها لإقناعها بالأمر، إلا أنها أصرّت على البقاء، مما أوقع الطرف القطري في مثل هذه الممارسة.
وطالب المتحدث المجلس الوطني الانتقالي إصدار بيان يوضح فيه الظروف التي غادرت فيها إيمان قطر، باعتبار أنها لم تعد شخصية محلية فقط، بل صارت شخصية دولية، من حق العالم أن يفهم كل كبيرة وصغيرة تتعلق بها.
ونفى الثلثي وجود أية مخاطر تحدق بالعبيدي اثر عودتها إلى بنغازي، لأنها منطقة محرّرة ستكون فيها وسط أهلها، ولن تمس منها شعرة واحدة، وهناك طبيبة عضو في لجنة الإغاثة الإنسانية ببنغازي، سترعاها وتتكفل بالجانب النفسي لها، لمساعدتها على الاندماج الاجتماعي من جديد، كما أن الشاب الليبي الذي تحدى المجتمع ووعد بالزواج منها، جدّد وعده لينفذه بعد عودتها إلى هناك.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق