في "كباريه" روتانا مصرية..نكت قليلة أدب وإهانة مخزية للرئيس السابق!!

من قال أن الضحك معناه قلة الأدب ، فعلى ما يبدو أن كثيرا من الفضائيات ترى أن مداعبة الغرائز الدنيا لدى المشاهدين وإثارتهم جنسيا، خصوصا في ليلة الخميس المباركة لدى أغلب المصريين، ولعل صدمتي لم تكن هينة وأنا أتابع مهزلة بمعنى الكلمة على شاشة "روتانا مصرية .. قال إيه مصر في عز شبابها".
فقد ساقتني مقاديري العثرة لمشاهدة الحلقة السابقة من برنامج دمه يلطش يسمونه "كوميك كلب" ويعني باللغة العربية الفصحى نادي الضحك، ويالهول ما سمعت وشهدت فيها.
حيث استضافت الأمسية الكوميديان المستظرف إدوارد الذي كان يضحكني أحيانا والمغنية سمية التي كانت أيضا تطربني أحيانا إلى جانب عدد من الضيوف المجهولين وطبعا فوق كل هذا المذيعين الفلتتين طارق جلال وحامد مرزوق الذين بذلا جهودا مضنية لإضحاك المشاهد عن طريق استمالة أحاسيسه الدونية.
فمنذ بداية الحلقة وحتى نهايتها تفنن الحاضرون في تمثيل الضحك على نكات أقل ما توصف بها "قليلة أدب" ونذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر في السطور التالية :
واحد "مزنوق مع مراته" اتفق معها انه لما يحب "كذا كذا" يقول لها عايز أعمل مكالمة، فأرسل لها ابنهما يبلغها بأنه عايز دلوقتي حالا فلما أبلغته عدم إمكانية ذلك قال لها : "لو ماعملتش المكالمة دلوقتي هاروح أعملها برة" فترد عليه الزوجة الفاضلة بأنه يروح يعمل المكالمة من برة وهي هاتقلب له البيت سنترال!!
ادوارد
نكتة تانية واحدة بتقول لجوزها دخل عليها حرامي نام حنبها ع السرير فعملت نفسها نايمة مد إيده على بطنها برضه عملت نفسها نايمة وبعدين راح بايسها بوسة جامدة فرد عليها الزوج الحمش وبعدين فقالت له عملت نفسي نايمة خاااااالص!!
واستمرت النكات الجنسية على هذا النحو طوال الحلقة حتى انتقل المسار إلى النكت المهينة للرئيس السابق حسني مبارك ، وحتى لا يفهم خطأ فنحن لسنا في معرض الدفاع عن أحد ولكننا نتحدث عن أقل ما يجب مراعاته في التقاليد الإعلامية التي على رأسها مراعاة الذوق العام وعدم التعرض لأشخاص بطريقة تهتك حقوقهم خصوصا إذا كانت هذه الأسماء شئنا أم أبينا كانت تحتل مكانة مرموقة في مصر وكان يخشى الاقتراب منها إلا بالتسبيح والتهليل.
طارق وحامد
فأحد الضحوكين الحاضرين تلا نكتة قبيحة عن الرئيس السابق مبارك ونظيف مفادها أن أحد المقامرين نجح بطريقته الملتوية في إجبار مبارك على خلع ملابسه الداخلية وإظهار "....." مقابل رهان على 20 مليون جنيه فهل هذا يليق.
وإذا أردنا الحديث عن المهازل التي صاحبت الحلقة لن يكفينا أضعاف تلك السطور لكثرة ما بها من أفعال مشينة بدءا من الملابس الخليعة للكومبارس المصفقين والتي تشبه تجارة الجسد وانتهاء بالرقصات الماجنة التي كانت تؤديها الفتيات في مشهد يجعلهن أقرب للمعروضات في أسواق النخاسة.
تتر كوميك كلوب
فهل وصل بنا التدني والانحطاط لهذه الدرجة تحت شعار "مصر في عز شبابها" .. شباب إيه ونيلة إيه دي في عز مسخرتها ، وطبعا لا نريد أن يفهم البعض خطأ بأننا نشن هجوما غير مبرر على الفضائية التي نكن لها التقدير كشريك في الدور الإعلامي لكن هذه فقط تذكرة لمن شاء أن يتذكر.
فمغازلة الغرائز الجنسية لا تصنع إعلاما ناجحا وإن كانت ستحقق الشهرة فإنها للأسف شهرة بسوء السمعة ، كما أن أحدا لا يقبل أن تنهال الشتائم والنكات القبيحة على الرئيس السابق على هذا النحو الذي لا يعبر عن شجاعة بل نذالة ، فمنطق الأخلاق يحثك على أن تواجه من تعتبرهم خصومك وهم قادرين على الرد عليك وليسوا في عداد الأموات.

ليست هناك تعليقات: