بين ملاليم الجـَد وملايين اللعب بقلم ياسر حسن
أحياناً يتصور المرء أن مصر تتجه نحو القمة حينما نكون فى مبارة بين فريقين عتيدين هما الأهلى والزمالك ، حينها يقف المتفرجون يصفقون حتى تحمر أيديهم وتبح أصواتهم.فى المقابل عندما نخرج من أجواء الإستاد ونذهب إلى عزبة الكبش فى قاهرة المعز نجد الحياة بلون أخر وطعم قميئ وقتها نحس أننا بين عالمين ،عالم وردى مزهر وعالم أسود مختلف.لقد دفعنى للكتابة فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به مصر تلك الأشهر خبر قرأته فى إحدى الصحف حول حصول لاعبى الأهلى المصرى 90 ألف جنيه قيمة جهدهم المبذول فى الفوز بالدورى المصرى، وقتها نظرت إلى الصورة المرفقة للاعبى الأهلى وهم يحتفلون بالفوز أمام المقاولون وفى نفسى غل وغبطة من المكافأة التى سيحصلون عليها من فوزهم بالدورى.
قلت كما يقول 80 مليون مصرى "بلا وجع قلب ولا ثورة ولا مبيت فى التحرير ليه يارب ماكنتش لاعب كرة ، ولا أصدع رأسى من الهتاف الثورى"الشعب يريد...فرق كبير وشتان بين ما نراه من لاعبى الكرة الأن فى مصر بعد الثورة وفرق أكبر بين ما يعانيه المواطن الكادح من هم الحصول على خبز من الفرن ،أو هم الحصول على ميكروباص به مقعد فارغ للوصول إلى عمله.
مايحدث فى مصر بعد الثورة لم يختلف كثيراً عنه قبل الثورة ، المكافأت ترف على اللاعبين والمواطن كما هو لا يجد إلا الفتات ولو وجده أصلاً..الفقراء من الموظفين يحاربون من أجل 700 جنيه كحد أدنى للأجور صُدع به المواطن ليل نهار به.
هل هذا هو العدل فى مصر لعب بملايين وجد بملاليم، أم أن الأمر لم يختلف كثيراً عن سابقيه..زميل لى كان يحكى أنه يعمل مندوباً لإحدى المؤسسات يذهب فى مأمورية من منطقة مثل سيدى جابر حتى منطقة الأنفوشى يتقاضى ثلاثة جنيهات لاغير نظير تلك المأمورية ، يتخلل هذا الأمر تعليق الإعلان أو الأوراق والإنتظار لموافقة مدير المكان ، والإنتظار فى حر النهار وخلافه.
عمل وشقاء مقابل فتات وملايين مقابل لهم ولعب للفنانين والممثلين واللاعبين ، الممثل يتقاضى عن دوره فى المسلسل الألاف والموظف يتقاضى فى العام كله ألف أو ألفين.
عدل مفقود وهّم موجود وألم مستمر للمواطن الذى لا يجد من ينصفه فى وطن عّز عليه العمل وتغير ليصبح لهو ولعب !
إذاً فما الحل ، الحل هو حمله لتوفيق أوضاع هذا المجتمع السلبى المتراخى،وحمله أيضاً لعدل ميزان العدل الذى هبط، وحتى لا نصبح كما غيرنا سلبيين، فأنا أدعوا من كان فى قلبه ذرة حياء أن لا يقف مكتوف الأيدى ولا يترك الذين يرتعون ويتمتعون بالملايين المقننة كالاعبيين والممثلين ، ومقابل ذلك كادحى مصر وهو الأغلبية لا يجدوا سعر تذكرة لمستوصف خيرى للكشف عن أولادهم.
أقترح مايلى:-
-مقاطعة مباريات الكرة وحضور المباريات لإجبار المسئولين فى مصر للحد من تلك الملايين المنفقة على اللاعبين من كد وعرق المصريين الغلابة.
-إتباع ذلك فى الافلام والمسلسلات ونجوم الفن للحد كذلك من الملايين التى تنفق عليهم دون رقيب ودون هدف يذكر لهم.
-إتباع مبدئ "الكادر" للاعبين والفنانين..كحد أدنى وكحد أقصى وأعتقد أن ثلثى الاعبين والفنانين لن يزيدوا عن ألفى جنيه فى الشهر لكل منهم.
-إذا كنا لا نمانع من الفرجه على المباريات والتى من المؤكد أنها ستكون مشفرة، فأعتقد أننا يجب أن نقف الن وليس غداً فى مشروع تشفير المباريات حتى يتسنى للمواطن الكادح أن يفوز بنصيب صغير من الترويح عن نفسه بعد جهد يوم طويل.
-من يملك القرار فى هذا الأمر ومن بيده التوفيق بين اللهو بالملايين والجد بالملاليم ، علينا أن نكون صفاً ضد أى خلل قد يقع فيه المواطن المصرى الفقير.
-إتبع مبدأ الممنوع مرغوب بالعكس ، فاللهو ليس بالمشاهدة ولكن اللهو قد يكون بالممارسة.
-إذا أضغبك حديثى وكنت تنتمى إلى نادى ما ، ففكر قليلاً قبل الغضب حوال هذا الأمر وليكن هدفك الأسمى مستقبل أولادك وليس مستقبل ناديك.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق