السوريون يتساءلون: أين سيصلي الرئيس في العيد؟


يصعب التوقع في أي جامع سيتم إحياء صلاة العيد رسميا، بعد اقتحام مسجد عبد الكريم الرفاعي في كفر سوسه من قبل الشبيحة والأمن، عقب إحياء ليلة القدر، والاعتداء على إمام الجامع الشيخ أسامة الرفاعي، وهناك من تساءل: «ترى في أي جامع سيصلي الرئيس العيد؟»، دون أن يتلقى إجابة، فقد درجت العادة على أن يصلي الرئيس وكبار المسؤولين في الدولة العيد في الجامع الأموي، أو أحد أكبر مساجد العاصمة، كجامع عبد الكريم الرفاعي في كفر سوسه..
ولكن مع إغلاق معظم المساجد ومنع المصلين من دخولها، ومحاصرة المساجد التي تقام فيها الصلاة، سيبقى السؤال: ترى أين سيصلي الرئيس الأسد هذا العيد؟
ولهذا ربما دعا ناشطون المواطنين السوريين لرفع رايات سوداء على شرفات منازلهم، أو نشر قطع غسيل أسود على مناشر الغسيل على الشرفات والأسطح؛ تعبيرا عن الحزن على الشهداء، كشكل من أشكال الاحتجاج المدني على القتل الذي مارسه النظام ضد المحتجين السوريين خلال شهر رمضان.
وقال ناشط إن العيد لن يمر على الكثير من البيوت السورية، لأن غالبيتها مصابة، فهي إما ثكلى لفقدها ابنا أو أكثر من أبنائها، أو قلقة على ابن، أو ابنة، معتقل أو مفقود. ناديا كتبت على صفحتها: «إن أكثر العبارات بلاغة في التعبير عن حال السوريين هي: أنتم اشتريتم الملابس لكم ولأطفالكم ونحن اشتريتنا الأكفان لنا ولأطفالنا»، وتتابع: «سأرفع على نافذتي قطعة قماش أسود، وسأكتب عليها: كل سوري مشروع شهيد».
أما بائع الشوكولاته وسط دمشق فقد شكا من قلة الإقبال على شراء سكاكر العيد، وقال إنه لم يشعر هذا العام بأي مظهر من مظاهر الشهر الفضيل ولا العيد، «الناس كلها تشعر بالقنوط، ما يجري سرق الفرح.. الجميع يفكرون في شراء الضروريات ولا يفكرون في العيد والاحتفال ولا حتى في أكل السكاكر». إلى ذلك، اختفت من شوارع دمشق والمدن السورية مظاهر الاحتفاء بقرب موعد العيد، ففي المناسبات السابقة كانت الزينات والأنوار تملأ الشوارع، منذ منتصف شهر رمضان، وفي المناطق الشعبية تعرض الحلويات خارج المحلات، وتبدو أنها تعيش مهرجانا من الأضواء والحلوى، لكن هذا العام لا تبدو هذه المظاهر للعيان، ومعظم المحلات بضائعها قديمة، ما عدا البسطات التي انتشرت بكثافة واحتلت عموم الأرصفة لتخلق ازدحاما وفوضى، يظن غالبية السوريين أن أصحابها موظفون تابعون للأجهزة الأمنية لمنع خروج أي احتجاج.

ليست هناك تعليقات: