ألقت الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك بظلال نفسية على علاقة المصريين بالسياسة ، حتى بات منصب الرئيس منبوذا ومخيفا .
وردا على سؤال طرحته " المشهد" بعد ساعات من انتهاء جلسة محاكمة مبارك على عدد من المواطنين في ميدان الجيزة ، و عبر التواصل الإلكتروني العشوائي : هل ترغب في أن تكون رئيسا ؟!!!، جاءت الإجابات مفرطة في الزهد ، فقد قال السائق محمد عبد المنعم احمد، دون تفكير " لا.. لأن الرئاسة دي ليها ناسها ومصر فيها ناس كتير افصل مني"، بينما برر المحاسب بيتر نبيل لمعي رفضه التفكير في مثل هذا المنصب بقوله :" لا ، لان الشعب المصري من الصعب إرضاؤه باختصار مابيعجبوش العجب".
و قال حمادة مهران عبد الحليم ، وهو تاجر خضروات " لا ،أنا عاجبنى نفسي كده ،والرئاسة مسؤولية كبيرة وأمانة اكبر والمناصب دائما في زوال"، في حين عرض الطالب الجامعي ادهم عمر صبري سبب قبوله للمنصب قائلا : آه، لان الموضوع سهل وجوهره يكمن في التخطيط ومن ثم تقوى الله في الرعية.
من جهة ، أبدى السائق علي حسين علي ، خوفه من التعرض لما يحدث لمبارك ، وقال :" من الصعب السيطرة على بلد مثل مصر وأنا شخصيا لا أفضل أن أضع نفسي في مثل هذا الموقف ".
ورد مهندس الطباعة احمد أبو طالب إسماعيل ، تجنبه التفكير في الرئاسة لسبب يتعلق بحبه لمصر ، فهو " رجل كبير ، والبلد بحاجة لشخص يخاف عليها "، وهو تقريبا ما ذهب اليه الداعية سعد الشريف محمد ، لكن بمنظور مختلف حيث قال :" الرئاسة ليها ناسها المتخصصة في الرئاسة ".
و اعتبر الشيف عبد التواب محمود محمد أنه لا يمكن لأي شخص أن يشغل هذا المنصب لأن " العدل صعب في تحقيقه"، في حين قال المهندس ياسر عبد الرحمن صادق إنه " مش هيعرف يدير البلد ".
اما حسين سيد عثمان ( إمام وخطيب) فقال :" لا، لأنني لا أفضل السلطة و لا اطلب الإمارة "، وهو نفس ما ذهب اليه المحاسب احمد عبد الرحمن حداد ، حيث أوضح أن الرئاسة " مسؤولية كبيرة ،سيحاسب المسؤول عنها أمام الله عز وجل ،وأنا مش عايز أتسال أمام ربنا عن الناس دي كلها ، ولأنه كمان من الصعب أن يعدل الفرد بين الناس خاصة ما إذا كان في مصر".
و تمسك فني الكهرباء محمد محمد نجيب إبراهيم بفكرة التخصص في الوظائف ، ليبرر رفضه التفكير في هذا الاحتمال . وقال "أنا ما بفهمش في حاجة زي دي " ، في حين سيطر التواضع على المحاسب محمد احمد محمود ، وهو يقول :" مصر كبيره عليا"
حتى العاطل رامي محمود حنفي ، رفض التفكير في رئاسة مصر و قال :" لا، لان حكم مصر شيء في منتهى الصعوبة ، المشاكل كثيرة والتعداد كبير جدا"، و هو تقريبا ما أشار اليه مندوب العلاقات العامة ـ خالد مصطفى محمد ، عندما قال :" لا، لأنه مش أي واحد يبقى رئيس جمهورية ،الرئاسة تتطلب شخص متمكن ".
و خلافا لكل هؤلاء ، أعلن الضوي محمد الضوي عمر ، وهو معيد بجامعة المنيا ، قبوله بالمنصب . أما السبب فلخصه بقوله :" أتصور أن من حولي سيكونون أكثر حرصا على الصالح العام،لأنهم حيتأكدوا أنهم مالهمش ضهر يحميهم وان حتى أكبر رأس بيتسندو عليها قابلة للمحاكمة".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق