فلنرفع القبعة للناخب المصري بقلم ياسر حسن

فلنرفع القبعة للناخب المصري
بعيداً عن مؤشرات الفوز للمرشحين وبعدياً عن الإنتماء لشخص ما أو حزب ما، فإن الحديث ليس حديث مقعد في البرلمان بقدر أنه تاريخ سوف يسجل في الصفحات إن وسعته ورقاته وأحباره، إن ما حدث في الإنتخابات التي جرت في مصر في المرحلة الأولى، لم يكن أشد المتشائمين أن يرى مشاهد تروى للاجيال من بعد، فقد سطر المصريون نصراً جديداً بعد السادس من أكتوبر وبعد ثورة 25 يناير، جاء الدور على ما أثلج صدورنا بعدما شاهدناه من طوابير إمتد مد بصرها أكثر من 100متر أو يزيد في تحد لمن قال ان المصري لن يذهب إلى صندوق الإنتخاب بعد أن ركن للسلبية وعدم البحث عن حقه الأصيل في تحديد مصيره بنفسه، فعلها المصريون وخرجوا حاملين في أعينهم واكفهم أن المستقبل سيكون أفضل، وأن الأمر لم يعد سوى خطوة نحو المستقبل الأمن لأولادهم ولأجيال من بعدنا، سطر المصريون سجلاً ناصعاً زاد بريقه بعد ان وجدنا الشيوخ والعجائز وحتى الضرير منهم يرغب في الإنتخاب بعد ثلاثين عاماً من الكبت والقهر والديكتاتورية التي تسلطت عليه، جعلت قيمته بلا قيمة وجعلت منه أضحوكة العرب والغرب في الداخل والخارج.
إذا كان الاخر ينظر إلى العملية الإنتخابية برمتها من منطلق أن من سيشكل البرلمان بعد سقوط نظام مبارك قد ينتمي إلى تيار بعينه أو الى حزب من الأحزاب الإسلامية حسب نسبة التوقعات، فإن الاصل كان لا بد وأن ينظر العالم إلى هذا المارد الذي كسر جميع التوقعات ونزل في جو أشبه بالمستحيل وتراتيل الشتاء تزفه وهو واقف في طابور ممتد إلى أقصى إتجاه، يفتح كف يده ويضعها على رأسه حتى يمنع هطول المطر حتى يصل إلى الصندوق ليقول لآل مبارك إذا كنت قد أسكتني أعواماً فما الذي يمنعنى أن أقف ساعات لأقول نعم لمن أرضى به نائباً يعبر عني ويحمل همي دون قيد أو تزوير أو إملاءات خارجية.
لقد أضحى المصري بعد الخامس والعشرين من يناير حديث العالم وإن صح الحديث فقد أصبح قدوة العالم المتقدم وهو الذي يقال عنه من العالم الثالث، فلا ذرة إخترعها ولا كوكب وصل إليه، لكنه أصبح من الأن فصاعداً نجماً كلما وجُد صافحه الناس كأنه صاحب جائزة نوبل أو أحد رؤساء الدولة العظمى، لقد صدق من قال إرفع رأسك لفوق أنت مصري، فهى التي تعبر بالفعل عن ان المصرى لو أعطيت له مساحه كافيه لأخرج من جعبته ما لم يقدر عليه اليابانيون في التكولوجيا أو السويسريون في دقة الثانية في الساعات.
ربما تكون الفطرة هي السبب، ولربما يكون الكبت أحد إبدعاته تلك، غير أنها في الحقيقه الإيجابية التي
كنا نبحث عنها، نرفع من خلالها القبعات لنقول له لقد شرفتنا، هنيئاً لمصر تلك الرجال نسل الصبر والقدرة والتحمل والإبداع من أضيق الحدود.
ياسر حسن

ليست هناك تعليقات: