بعيداً عن مؤشرات الفوز للمرشحين وبعدياً عن الإنتماء لشخص ما أو حزب ما، فإن الحديث ليس حديث مقعد في البرلمان بقدر أنه تاريخ سوف يسجل في الصفحات إن وسعته ورقاته وأحباره، إن ما حدث في الإنتخابات التي جرت في مصر في المرحلة الأولى، لم يكن أشد المتشائمين أن يرى مشاهد تروى للاجيال من بعد، فقد سطر المصريون نصراً جديداً بعد السادس من أكتوبر وبعد ثورة 25 يناير، جاء الدور على ما أثلج صدورنا بعدما شاهدناه من طوابير إمتد مد بصرها أكثر من 100متر أو يزيد في تحد لمن قال ان المصري لن يذهب إلى صندوق الإنتخاب بعد أن ركن للسلبية وعدم البحث عن حقه الأصيل في تحديد مصيره بنفسه، فعلها المصريون وخرجوا حاملين في أعينهم واكفهم أن المستقبل سيكون أفضل، وأن الأمر لم يعد سوى خطوة نحو المستقبل الأمن لأولادهم ولأجيال من بعدنا، سطر المصريون سجلاً ناصعاً زاد بريقه بعد ان وجدنا الشيوخ والعجائز وحتى الضرير منهم يرغب في الإنتخاب بعد ثلاثين عاماً من الكبت والقهر والديكتاتورية التي تسلطت عليه، جعلت قيمته بلا قيمة وجعلت منه أضحوكة العرب والغرب في الداخل والخارج. إذا كان الاخر ينظر إلى العملية الإنتخابية برمتها من منطلق أن من سيشكل البرلمان بعد سقوط نظام مبارك قد ينتمي إلى تيار بعينه أو الى حزب من الأحزاب الإسلامية حسب نسبة التوقعات، فإن الاصل كان لا بد وأن ينظر العالم إلى هذا المارد الذي كسر جميع التوقعات ونزل في جو أشبه بالمستحيل وتراتيل الشتاء تزفه وهو واقف في طابور ممتد إلى أقصى إتجاه، يفتح كف يده ويضعها على رأسه حتى يمنع هطول المطر حتى يصل إلى الصندوق ليقول لآل مبارك إذا كنت قد أسكتني أعواماً فما الذي يمنعنى أن أقف ساعات لأقول نعم لمن أرضى به نائباً يعبر عني ويحمل همي دون قيد أو تزوير أو إملاءات خارجية. لقد أضحى المصري بعد الخامس والعشرين من يناير حديث العالم وإن صح الحديث فقد أصبح قدوة العالم المتقدم وهو الذي يقال عنه من العالم الثالث، فلا ذرة إخترعها ولا كوكب وصل إليه، لكنه أصبح من الأن فصاعداً نجماً كلما وجُد صافحه الناس كأنه صاحب جائزة نوبل أو أحد رؤساء الدولة العظمى، لقد صدق من قال إرفع رأسك لفوق أنت مصري، فهى التي تعبر بالفعل عن ان المصرى لو أعطيت له مساحه كافيه لأخرج من جعبته ما لم يقدر عليه اليابانيون في التكولوجيا أو السويسريون في دقة الثانية في الساعات. ربما تكون الفطرة هي السبب، ولربما يكون الكبت أحد إبدعاته تلك، غير أنها في الحقيقه الإيجابية التي كنا نبحث عنها، نرفع من خلالها القبعات لنقول له لقد شرفتنا، هنيئاً لمصر تلك الرجال نسل الصبر والقدرة والتحمل والإبداع من أضيق الحدود. ياسر حسن |
فلنرفع القبعة للناخب المصري بقلم ياسر حسن
على بعد خطوات ليس إلا... بقلم:ياسر حسن
على بعد خطوات ليس إلا... بقلم:ياسر حسن |
بقدرالإفتخار بما تخطوه مصر الأن من إنجاز لبرلمان شهد له الجميع بالشفافية والأصالة فى حق المصريون الذين هبوا للادلاء بأغلى مالديهم حتى يبدء التاريخ فى كتابة مجد لوطن أنهكته المشاكل من جهة والديكتاتورية والإستبداد من جهة أخرى ،نرى أناساً أحسبهم مصريون بالبطاقة ،نفعيون بالفطرة ،إنتهازيون للموقف،يشتاقون أشد الإشتياق لإسفاد العرس الديمقراطى الأول لمصر.حقيقة الأمر أن أول ماخطر بخلدى عن ماذا يريد هؤلاء الأفراد القلة القليلة كى يفسدوا الأمر ويضعون (كرسى فى الكلوب) لمستقبل مصر الزدهر بعد ذلك ، فيما يلى بعضاً من الحقائق التى لربما أنها السبب فى إشتعال الموقف فى ميدان التحرير منذ أسابيع ومن ثم بعدها فى شارع محمد محمود وأخيراً وليس أخراً بشارع مجلس الوزراء صباح الجمعة 16/12 1- أيقنت أن وراء من يقوم بالأمرهم المنتفعون الذين خسرو ا كل شئ من النفوذ حتى الحصانة التى كانت تتمثل فى إنجاز مالم يستطيع أحد ان يقف ضدهم ،فكان هذا هو العقاب لمن وقف طوابير ممتدة فى شتائ قارس أو جو ممطر كى يدلى بإيجابيته وبصوته لمصر وللحرية والعدالة والأمل .2- إذا كنا ممن يوافقون على أن الأمر مجرد لعب كرة وفقط هى التى تسببت فى إندلاع تلك الشرارة ،إذا فإ ن الشرارات السابقة ليست مجرد عمل فردى ، ووضح هذا والضاة يقومون بتجميع أصوات الناخبين للإعلانها بأن المرحلة الثانية من الإنتخابات المشرقة قد إنتهت وبقيت الإعادة والجولة الثالثة على صنع دولة حديثة مستقرة مثل باقى الدول العظام التى سبقتنا.3- إن الإنتقال من نظام سياسى قديم بنى على الفرعونية الإلهية فى سحق المواطنين وبين سلطة شرعية شعبية تتم فى صناديق شفافة ،دليل على ان القلة التى تصنع هذا كانت تأمل فى إلغاء الإنتخابات والبكاء على حكم الرئيس المخلوع والبكاء على أطلال (كان ماله ماهو كنا عايشين) لكن للاسف لم يعبأ الصفوة للامر ولا لإحداث فرقة وصارت الإنتخابات حتى الأن على الوجه الأكمل.4- مالم أتفهمه حتى الأن كيف يكون لإمبراطوريات ضخمة مالية وإعلامية تلك الكفاءات ،وتسقط فى الإنتخابات ورغم سيل الإعلانات ليل نهار فى القنوات بعينها ،إلا انها لم تفلح فى محوا ذاكرة المواطن البسيط والذى رفض من قبل جنيهات الفلول وها هو الأن يرفض إعلانته ،لأنه ببساطة قد إنكوى بناره ألاف المرات ولسان حال المواطن ،دعونا ننظف ولو لمرة واحدة وننظر ما الذى سيجنيه.5- حتى تعلم أن الأمر برمته لم يمت بصلة للمتظاهرين فى ميدان التحرير ولا محمد محمود ولا مجلس الوزراء ،بل الأمر أكبر من هذا ،هو التكتم على ما يحققه التيار الإسلامى المعتدل فى الإنتخابات ،وما سيجنيه من أمال مشرقه لمصر ،هو الخبثاء الذين سقطوا فى المواجهة من أول مرة ،فالحرية والعدالة وما يحققه من ضبط لكفة الميزان فى مصر ورفضه الدخول فى مواجهات معالشرعية ورفضه الدخول فى مجلس استرشادى هدفه عدم وصول التيارات لمكانة مرموقه فى مصر بعد عقود جنى فيها التيار الإسلامى مالم يطقه أخرون رفضوا هذا واكتفوا بالجلوس خلف الشاشات يشفشفون وينعتون ويلومون التيار أنهم لا يركبون الموجه ولا ينحنون لها حتى تمر، الأن هؤلاء المتفرجون بعد إنتهاء ثلثى الإنتخابات بتفوق واضح للحركة الإسلامية ،جاء دور التخويف والذى امتد للمواطن الفقير والغنى على حدا بقطع اليد ومحو الاثار وما إلى ذلك كل هذا كان مقصوداً بعد الرسوب الفظيع لهؤلاء المتشدقون المطالبون بعودة مصر إلى الإستبداد لإن الامر كان بمثابة المنفعة لهم ولكثير ممن ذويهم.6- فتش عن الدور الصهيوأمريكى فى إنزال مصر من منصة القيادة ،وما يتبعه ذلك من دور بارز فى قيادة الامة العربية والإسلامية على إخلاف أقطارها نحو الصعود بقوة ضد المخطط الامريكى الصهيونى لوضع مصر أسفل وليس لأعلى فى جميع الأمور وإخالها فى دوامة المشاكل والصراعات دون افاقه حتى تدخل فى صراعات ودوامات مثل جيبوتى و الصومال والعراق ولبنان.7- على مدار الشهر لم أسمع من متحدث رسمى كان ولا متخصص كما يدعون أن المرحلة القادمة للمرجعية الأسلامية ،يجب علينا أن نترك الفرصة لهم كى يحققوا المأمول ويدفعوا بمصر نحو الأمان والإستقرار ،وأن البرنامج الذى وضع للتيارات الإسلامية تلك ،كفيلة على ترجيح كفة مصر والعبور بها إلى طريق الديمقراطية والإستقرار والبناء.8- إذا كانت مصر من أول الدول التى عانت من الديكتاتورية وأنها على مدى الدهر تسرق ولا يحس الفقير بتلك السرقات المتتالية لأن الله حفظها ورعاها ،فما بالك بأن الإستقرار الذى سيكون عليه مصر هو النماء والرخاء والاستقرار ،فإن الملموس بهذه الفترة أن تكون مصر (تحت السيطرة ) ولا نترك لها الفرصة لتكون من الدول القائدة ولا المتحدثة نيابة عن الدول المقهورة لتكتب شهادة ميلاد جديدة بعد الإستعمار الديكتاتورى من الرؤساء. 9- بعد أيام تحل الذكرى الأولى لثورة 25 يناير الباسلة النظيفة ،ومصر الأن على محك أكون أولا أكون ،أرجوا أن يخرج مصر فى مليونية تحت شعار الوفاء للشهداء الذين خضبوا تراب مصر بدامائهم الطاهرة ،متذكرين كيف ضحوا بأنفسهم حتى تعيش مصر ،فعلى الامة جمعاء أن تتكاتف وتنسى ماضيها وتتجه نحو حاضرها حتى نثبت للعالم أن شعب طيب الأعراق. 10- أسمع ضجيجا ولا أرى ضحيناً ،هذا هو ملخص ما تجنيه من أفعال من أفراد معروفين ومدفوعين من أطراف خفيه لإراقة دموع ودماء أمهات وشباب مصر ،حتى لا تستقر ولا تنتج ولا تجنى من ثمرة ثورتها شئ ،اللهم الإ جزء بسيط من ضمن الأشياء وهو ذكاء الناخب المصرى الذى فطن للمؤامرة وقرر المواجهة ليس بالسلا ولكن بصوته الذى وضعه راجياً حرية وعدالة له ولأهلة ولوطنه الحبيب مصر. |
فرسان الميدان والمرحلة القادمة بقلم :ياسر حسن
فرسان الميدان والمرحلة القادمة بقلم ياسر حسن
سّطر مرشحوا حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين سطوراً من الحرية والعدالة والامل بعد أن تجاوزوا جميع الصعوبات التى واجهتهم خلال إسبوعين من المعاناة ،وكتب خلالها مرشحوا الميدان من إخوان البنا سطوراً من النور والبشريات بأن الله قادر على فعل كل شئ وأن الأمر بيده لو أخلصت النيات.إن ماحدث ليلة أمس ماهى إلا نتيجه أنها من أناس قوامون صوامون داعون فى الله ولله أن يمكن لهم الخير حيث أراد وأن ما يريد أن يطفئ هذا النور وهذا الأمل واهن وواهم ولو أنفق مال الرض كله،إنها لحظات حبست فيها الأنفاس وسمع فيها دقات القلب تخفق وسمع أنين الشباب والنساء والرجال وهم يبتهلون بأن يكتب لهم التوفيق ليس إلا أنهم ارتضوا تنفيذ أمر الخالق وسنة الحبيب المجاهد "ص" ولعل من كان فيما بيننا يظن أن أحد فلول النظام ابائد قد إستطاع أن يشترى بأمواله أصوات الفقراء بكليو لحم وبضع جنيهات سوف تزول لكنه لم يعلم ان الرازق هو الله وان المطعم هو الله ،فحسب أن المر بيده وأنه قد أزال من سهروا على راحة المواطن وقت هجمات البلطجية وساعد المحتاج وقت أزمات انابيب الغاز ووقف فى طوابير الخبز وقت أن فقد المواطن وجود لقمة العيش ،ظن منه أنه بماله وسيارته ورجاله الذين جاءوا من أقصى المحافظات كى يزوروا لهذا الفل أنهم إنتصروا لكن هيهات من هذا التعب الذى قتل هباءاً وقت أن أعلن القاضى فوز مرشحى الحرية والعدالة بفارق الألاف من الأصوات.
إنها لحظات لاتنسى وتاريخ سيكتب من النصر والجهاد والعمل المتواصل طوال أعوام ،ترك فيه المرشح بيته وزوجته وعمله لإبتغاء رضوان الله وطاعةَ له وأرتضى أن ينام على ابواب اللجان وفوق الصناديق وأن يأكل من أدنى الطعام ويحتسى كوباً من الماء لينام مبتهلاً لله أن يكتب له التوفيق ولو لم يكن فقدر الله وماشاء الله فعل.
أما من كذب وتأمر واتفق مع الغير لإسقاط مرشحى الإخوان فعذراً لهم على ضحالة فهمهم وسوء تقديرهم وسوء سلوكهم بأن المواطن الفطن يعلم من هو صاحب المبدأ ومن هو المتلون الذى يبيع كل شئ لأخذ أى شئ.
من ظن أن النصر له دون قاعده ودون دراية بممارسات الشارع ومن ظن أنه بكل لافته وضعها دون رغبة المواطن هى الفوز،فقد رأى بأم عينه أنها الحقيقة المرة أن هؤلاء القوم لايفقهون شيئا ولو فقهوا ما دخلوا هذا المعتك والذى له أحكام يجب أن يعلموها بدلاً من أن نتهم الخلق بالأباطيل ونتهم النواب الشرفاء بأقظع الاشياء.
إن النصر لا يعدوا كونه حرفاً فى ديوان ولا يعدوا باباً فى مدينة والأمر كله سوى خطوة نحو طريق الإستقرار ،فيجب على نواب الحرية والعدالة الجدد أن يعلموا أنها البداية لتوضيح القول وأن نخطوا خطوة صحيحة لأن العين الأن أصبحت موجهه إلى هؤلاء النواب الجدد القدماء وان الكاميرا الأن فتحت لترى جميع الوجوه وأولهم وجوه نواب الحرية والعدالة والذين سوف يفاجئون كل ليلة بسيل من الإتهامات مثل ماذا قدمت وماذا صنعتم وما احدثتم ،لقد نجحتم وطهرت الفلول ولكن لم نرى منكم أى شئ ولم نسمع منك كل خير ، هذا ما سيفعله الخبثاء والمنهزمون الضعفاء والقلة المندسة التى تواجدت لتعكير الصفوا ،ولكن علينا أيضا أن نبذل جهدنا طاقتين فوق الطاقة وان نخبر الادنى والاقصى أننا نحمل الخير لمصر عملاً وليس شعاراً وقولاً فقط.
إن فرسان الميدان الذين صنعوا نصراً بالأمس عليهم عبئاً كبيراً من الأن فصاعداً وعليهم أن يعلموا أن الصعود سهل لكن الحفاظ عليه أصعب .
احاديث البرلمان القادم
الأن تتجه مصر على منصة التتويج ،تنظر بعين الرضا على ماانجز من عمل شاق ،شابه كثير ٌ من العوائق المتتالية،لكنها لم تمنع مصريا صحيح الفكر سليم العقيدة من وضع ما يمليه عليه ضميره فى صندوق الإنتخابات ليختار مثل يمثله فى محطة مصر القادمة ،ويوقدها مرة اخرى الى دفة العدل والمساواة والحرية فى الفترة القادمة. إنها لحظات تسطر فى تاريخ مصر الحديث فلم يبقى إلا دقات من دقائق ساعات الحرية لتعلن عن اول برلمان حقيقى قد أختلف حول مسمى انه برلمان الثورة ولكن ان اخترت ان اسميه برلمان الحقيقة والوفاء لمن بذلوا الغالى والنفيس له منذ 80 عاماً لم يذوقوا طعم الراحة ولا النوم ولا الامان! فيما عدى هذا فإن هناك مجموعة من المغرضين لم يرحبوا ما انجزه الحرية والعدالة باعتلاء المنصة والفوز بمقاعد حقيقة غير زائفة ،وبعد أن اقر الناخبون بحقهم الأصيل فى التتويج لاستقرار مصر والنهوض إلى مراتب أفضل كما هو حال البلدن المتطورة. إن النهايات السعيدة التى ستنتهى خلال أيام بأول برلمان شرعى ، يؤرق خلايا فلولية تناست أن الحزب الذى فاز بعدد وافر من المجلس هو الذى كان من قبل مضطهداً ومنبوذاً ورغم ذلك كان يفوز فى افنتخابات تارة ب17 مقعداً واخر ب88 مقعداً ،لم يستكين ولم يرضى بلعب دور الكومبارس ولا دور "السنيد" للنظام السابق المستبد. لقد سطرت جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بعد 80 عاماً مايدعوا الى تهنئته وموازرته ،لاالى هدمه وتجريحه ،وقت ان كانوا هم حائط صد العدو الداخلى والخارجى ،وكانوا غيرهم يلعبون بالألفاظ والمشاعر ، الأن بعد نجح الإخوان ،نجاحاً طبيعياً ومسلماً به ،يتحدث الأخر المنهزم الفل السارق ،يتحدثون عن الأغلبية التى لا تفى بالغرض وتجعل من مصر حزباً ديكتاتورياً جديداً ،وتناسوا أن الأمر كان بيد الناخب وقد قالها الناخب نعم للحرية والعدالة ،وإنت كنت أشك فى مفهوم الأغلبية التى تؤرق الجميع وأرى أنها صادقة وواعدة وناتجه من مواطن اكتوى بالذل والظلام طوال 60 عاماً من القهر والإستبداد والسلطوية ،وأن غالبية من دخل المجلس الموقر كان هو الذى يعتقل ويشهر به ويغلق مفاتيح رزقه ويضيق على أولاده ونسله. فهل هى الغالبية التى سترفع يدها مثلما كانت "أمين" كما يرفع "عز " وقتها يداه ،المقارنة ظالمة وغير طبيعية ولا تتماشى مع عناصر الثورة التى طالبت بها فى حق الرأى والرأى الأخر وحق الشعب فى معرفة كل مليماً يدخل ويخرج من مصر. وعلى رغم معرفتى بالعديد من نواب هذا الحزب الوليد الفائز فى الإنتخابات نفإن الأمر لا يخلوا من البوح بالأسرار والتى كنت أعرفها عن نواب هذا الحزب ،أن هؤلاء المتوضئون الذين وصلوا من أسفل على أعلى بأيدى مواطنون أمثالهم يعرفونهم ويعلمون كل صغيره وكبيره عنهم ،لا يخاف منهم ولا يخجل من صداقتهم ولا من مصافحنهم وهم الذين ناموا بجوارهم وقت الحوداث والازمات ووقت ان تضرر الشعب وهتفوا معه الشعب يريد.. ان نموذج الشعب القادم فى برلمان قادم يحمل بين مقاعده أطر التعاون والاخاء والمواساة والعدل والتواصل والشورى ولا ير هذا ممنا كانوا يدفعون ليجلسوا على المقاعد او الذين كانوا ينامون فى منازلهم ويعلمون مسبقاً انهم فائزون. بقى أن أشير إلى أن ثورة الأخلاق هى التى نرجوا ان تقود وتعود إلى المنصة تمحوا جميع ما خلفه النظام السابق من أحاديث الرشاوى والتعطيل والسرقة ،وأنالإستقرار لا يمكن أن يمد العون للارض لتنتج ولا العامل وليبذل إلا أن تعود كلمة الأخلاق فوق كل مكتب وباب وحى وشارع ومدينة لتستر ماكينة الإنتاج تتقدم بعد ان تأخرنا طوال 60 عاماً سبقتنا بها دولاً مثل كوريا واليابان والهند وماليزنا فى حصد المليارات الحقيقية من قوت الشعب الباذل الدافع الى عجلة الإنتاج. يحدونى ما صنعه "مهاتير محمد" رئيس وزراء ماليزيا السابق ،عندما تولى رئاسة الوزراء ،وقتها خرج على الملايين من الشعب وقال لهم ان بوابة الاخلاق هى عبور السلع الماليزية الى كل دول العالم ،وقد كان ويكفى ان احتياطى ماليزيا يقدر بنحو 300 مليار دولار! ان نموذج مصر يجب ان يتخطى الحواجز ويتخطى الصعاب ،ليصل غلى مايرجوه هؤلاء النواب من العمل والجد والبذل لأجل مصر،ان البرلمان القادم مكتمل البناء والنمو ،يستطيع ان يقدم للعالم تجربة أشبه بتجربة تركيا وماليزيا والهند وغيرها من الدول التى قامت على اسس واستمرت حتى الأن ،اثبتوا ان الامر بيد الشعب وان الشعب هو القادر فقط على ان يقول كلمته لأنها أغلى مايملكه وملا يستطيع احد شرائه منه. |
خالد سعيد قضية لا تموت
خالد سعيد قضية لا تموت
يمُّرعاماً على رحيل شهيد مصر خالد محمد سعيد ،هذا الشاب اليافع الذى إغتالته ايادى زبانية النظام السابق ،قد إغتالت زهرة فى ريعان شبابها لم تدم عبيرها طويلاً على قيد الله ،لم يُكتب لها الخلود والزواج والإنجاب ،لكن تابى مشيئة الله أن تجد لها خلود من نوع أخر،بعد أن ألهمت ملايين العقول والهبت ملايين القلوب حتى أقامت ثورتها المباركة على روح مفجرها خالد محمد سعيد.
مرعاماً على مقتل خالد الذى طالما اراد أن يكون مثل الملايين التى تخرج كى تعبر عن ذاتها فى محو طغيان وجبروت مستبد خضع طيلة 30 عاماً على انفاس شباب فى سنه،الحقيقة التى نحن بها أ ن خالد سعيد حدوتة مصرية خالصة لا تروى إلا ووجدت مجالاً من البكاء والنحيب ،لكن بعيد البكاء تجد إرتفاعاً فى الهمم ووصولاً لمرتب الذات التى لا ترضى إلا عزة الأنفس والكبرياء البطولى الخالد، إن زمن خالد سعيد والذى من خلاله عاش لم يعش فترات الثورات ولا الجهاد، لكنه أعاش بفتح العين ملايين فى سنه تلك اللحظات والتى طالما حلم بها شائبوا الراس وخرجوا جميعاً يبكون من أجل هذ اللحظة التاريخية والتى لاتتكرر كثيراً فى أوطاننا العربية.
علك تتسأل هل ما صنعه خالد هو نتيجة ما يحدث الأن من ثورات فى بقاع الأرض العربية التى حكمها المستبدون، وهل خالد سعيد هو الرمز الذى كنا ننتظر مجيئة مثل المهدى المنتظر كى يدمر الفساد ويعيد الحق لأهله، أقول نعم هو الذى كنا ننتظر شرارة منه كى نمضى على دربه للنور،هو الذى لم يمت إلا لتحيا شعوبنا بعد ذلك هانئه مسالمه وسالمه من ديكتاتوريات الشر العفنه الت تحجرت على كراسى العروش التى ظموا أنها موروثة!
إن خالد سعيد ملهم جيل بأكمله وهو الذى قامت الثورة بسببه بعد أن وجد ظلماً بينّ لم يره مخلوقاً من قبل ، حتى الصغار الذين يحبون أن يعبثوا بصفحات الإنترنت أحبوا شخصية خالد سعيد وكأنها شخصيات والت ديزنى وروبين هود! لقد قتل خالد سعيد وبرغم هذا لم يمت فى أعين امه المكلومه ولا أفراد عائلته ولا شباب الحى عند فى الإسكندريه.بل إمتد مفعول سحره حتى وصول نجوع مصر التى لاترضى بغريب وسطها.إن خالد حدوتة الأطفال الأن قبل النوم وحتى بعدما يستيقظوا وبين فترات راحتهم فى المدارس.
ألهبت حياته القصيرة ملايين الأفراد على مختلف مشاربهم وأعمارهم ووصل الأمر أنه أصبح فتى أحلام ملايين من بنات حواء التى كانت ترغب فى رجل مثل خالد سعيد يستطيع أن يقلق منام الديكتاتوريين ويوجس منامهم.
من المفارقات أنهم إختاروا له إسماً كى يعيش معهم أبد الدهر، لكن بعد موته سوف يعيش معهم طويلاً حتى تتذكره اجيالاً وأجيالاً بطول إمتد الأرض.
إنها قصة ولد ،أحيا بلد، بعد أن نسّي الناس مكانها على خريطة الأرض.